أن تكون معارضاً لحزب الله؟

الشيخ عباس الجوهري

لا يتفنن احد في لبنان بالتنكيل بمعارضيه كما يتفننن حزب الله بالتنكيل بمن يخالفه الرأي، ينكل معنويا وماديا وحتى جسديا. في لبنان يمكن ان تكون معارضا لتيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري ولا يعني ذلك بالضرورة ان تكون عميلا اسرائيليا او ايرانيا او سوريا بنظر المستقبليين. يمكن ان تكون معارضا للاقطاعية الدرزية المتمثلة في وليد “بك” جنبلاط ولكن سمعتك كدرزي وحدوي مصونة وغير قابلة للتشويه، ان تعارض الائتلافات المسيحية اللبنانية هو حق ولن تصلبك لا الرابية ولا معراب ولا بكفيا او بنشعي على صليب الخروج عن الملة، ولكن معارضي الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة امل) فرقابهم على حد السيف.
فما معنى ان تكون معارضاً لحزب الله؟. معناه انك تعارض ولاية الفقيه ومن بعدها الذات الالهية، معناها انك تسمح بسبي زينب مرتين، ويضعك الحزب وبيئته الحاضنة في صفوف من خرج عن صف الامام الحسين في يوم كربلاء.
ان تكون معارضاً لنهج حزب الله، انت ” عميل ” اسرائيلي مشبوه الانتماء ومشكوك في تبعيتك وولائك، انت امبريالي، توسعي، رأسمالي ، تتامر على محور المقاومة والممانعة، وحينها فإن شتمك ولعنك على المنابر والشاشات وصفحات الفيسبوك وتغريدات التويتر حلال حلال حلال على قاعدة ” طهروا السنتكم بالفاسقين”.
ان تكون معارضاً لحزب الله، عليك ان تتحمل القاب تخوينية مما هب ودب ” شيعة سفارة” وما ادراك ما ” شيعة سفارة” وما جزاء هذه التهمة. ولتكر السبحة معهم الى اتهامك بتأييد ” داعش وجبهة النصرة”.
ان تكون معارضاً لحزب الله ، هو ان يكون مصيرك مصير الاسير المحرر من سجون الاحتلال الاسرائيلي احمد اسماعيل، ينسى تاريخك النضالي بمجرد تعبيرك عن رأي مخالف لتوجيهاتهم، تستجوب بسبب تعليق او تغريدة، تهدد بالويل والثبور وعاقبة الامور ويطلب منك ان تكون من ضمن القطيع فيأتي الرفض ” الموقف سلاح والخضوع اعتراف”.

إقرأ أيضاً: حزب الله يضرب تحت الزنار: الأمن العام يفبرك ملفاً للشيخ الجوهري

ان تكون معارضا لحزب الله، هو ان يكون مصيرك مصير الشيخ حسن مشميش، تسجن وتعذب لسنوات خمس بتهمة العمالة الجاهزة وحسب الطلب. ويطلق سراحك بعدها من دون اي اعتذار او رد اعتبار.
ان تكون معارضا لحزب الله هو ان يكون مصيرك مصير الشيخ عباس الجوهري، ابن بعلبك- الهرمل، ابن تلك البيئة التي انطلقت منها شرارة المقاومة، ابن اتي من ارض الحرمان والاهمال، ابن ثورة الجياع ، قرر الشيخ ان يتحدث بلسان اهله وناسه ويقول ” ان الاوان لهذا الحرمان ان ينتهي”، ولكن تمهل يا شيخ فهناك من يتربص بك ، هناك من سيقول لك ” لقد خرجت عن الولاية وناصبتنا العداء” وبما ان من تلك الارض فتهمة ” المخدرات” هي الصفة التي تقاتل وانت وامثالك لتخرج من عباءة تلك الارض المحرومة من كل شيء الا من الدم والتضحية.
ان تكون معارضاً لحزب الله، عليك ان تدرك انك تسير على ذات الطريق التي سار عليها الامام الحسين، طريق القلة المؤمنة على الاكثرية الخاضعة، طريق التضحيات المؤلمة امام الخنوع القاتل.

 

إقرأ أيضاً: الشيخ الجوهري والتهمة الفاقعة

السابق
الشيخ الجوهري والتهمة الفاقعة
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 23 آذار 2018