بعد «لا» سعد الحريري حزب الله يحاصر بهية في صيدا

حصار ومحاولة عزل إنتخابية يسعى حزب الله إلى إنجازها في الربع ساعة الأخير. محاولة بدأها متحدياً ومتسرعاً تبني ترشيح النائب السابق أسامة سعد وضمه إلى اللائحة المدعومة من تحالفه وحركة أمل لقطع الطريق على النائب بهية الحريري مرشحة تيار المستقبل المتنازل سلفاً عن المنافسة على المقعد الثاني في الدائرة صيدا - جزين

فرضٌ أُستكمل بدعمٍ ماليٍ ولوجستيٍ كلف الحزب بموجبه جهات محددة بمهمة تغطية النفقات وتكفل هو مباشرة بإدارة المكنة الإنتخابية للمرشح المذكور بعدما تسلم منه ما تيسر من معلومات عن أبناء المدينة و إنتماءاتهم، محاولة العزل تلك لم تتوقف ولن تتوقف على ما يبدو عند هذا الحد، هي ستسمر وبشكل حثيث لتأمين إنضمام أكبر عدد من المرشحين عن المقعدين السنيين في صيدا الى اللوائح قبل إنقضاء المهلة بغية تشتيت الصوت الصيداوي و ضمان توزعه على أكثر من مرشح لإضعاف تأثيره ولإفراغ الساحة من أي مرشح فعلي يمكن لأي مسيحي من جزين التحالف معه. إستراتيجية هجومية ترافقت مع لقاءات مكثفة أجرتها قيادة الحزب مع التيار الوطني الحر ومرشيحه في الدائرة المذكورة شرحت لهم فيها أهمية هذه الخطوة التي ستحقق لهم الكثير خصوصاً بعد تقزيم الصوت السني وتهشيمه لدرجة تحول دون حصول اي من مرشحيه على أصوات تخوله المطالبة بشريك مسيحي بعد أن تم إحتكار الترشح إلى المقعدين المارونيين حليفيه التيار الوطني و حركة امل و عليه بات الفوز بالمقعد الكاثوليكي يعني الكثير لتكتل الإصلاح والتغيير نتيجة الخاسرة المتوقعة لأحد مرشحيه في جزين.

المشكلة ليست في فعل حزب الله الذي أعلن دولة الرئيس سعد الحريري و تياره صراحة عدم الرغبة في التحالف معه للأسباب التي بات يعرفها كل اللبنانيين، لكن المشكلة الأساسية تكمن في كم المرشحين المستميتين لدخول الندوة البرلمانية والمستعدين لخوضها ولو بالحد الأدنى كمغامرين أو كمستفيدين من التقديمات التي وعلى ما يبدو بدات بالهبوط على مدارج المنازل إما مباشرة كما هو الحال في جنوب المدينة أو عبر وسيط كما في شمالها وبيت الدعوة حكماً وكما جرت عليه العادة من الكل سيستفيد!

اقرأ أيضاً: دائرة صيدا – جزين: معركة تصفية الحساب بين برّي وعون

صيدا لمن نسي أو تناسى تحاسب، وناخبها يقرر وقراره يستند دوماً إلى مكيال الذهب الذي غالباً ما يكون دقيق، والصيداوي بطبعه يكره الفرض ويبغض الإستزلام وبذلك يشهد التاريخ، حديثه دوماً عن العيش المشترك وأبوابه مشرعة لمن يشاركه الحياة بسلام، هو يدرك تماماً كل ما يدبر وما يحاك ويعرف أن من يسمع ليس كمن إعتاد على الصراخ، ناخب إنتظر كل هذه السنين لكي يجدد الثقة بالمستقبل وينعم بالإزدهار والإستقرار ويقينا” هو لن يقبل أن يكون شاهدا” على فوز أشخاص كانوا وسيكونون في حال فرضهم البعض عليه بالقوة سبباً للتقهقر والتشرذم والإنقسام .

السابق
الصفدي قريباً إلى جانب عيتاني والضابط؟!
التالي
غانم: دعمنا للمرشحين سيكون بقدر تبنيهم لأفكار تعبر عن تطلعاتنا