ضربة أميركية في سوريا: رد حزب الله يطير الانتخابات

منير الربيع

يتنامى الحديث عن استعداد أميركي لتوجيه ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية ولحزب الله في سوريا. ومنذ أيام ينشغل الوسط الأميركي بالإعداد لهذه الضربات، التي ستكون بسبب الخلافات السياسية الكبرى مع روسيا. بدأ المسار بإقالة وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، ويستمر في التصعيد السياسي الأميركي ضد إيران، والاستعداد للانسحاب من الاتفاق النووي. لدى واشنطن شروط واضحة بالنسبة إلى وجود الإيرانيين في سوريا والعراق. التهديد واضح، إما ينسحب الإيرانيون من مواقع ونقاط معينة، أو أن مواقعهم ستتعرض لضربات عسكرية أميركية مركزة.

دخل الروس على خطّ الحديث عن هذه التهويلات، فأشارت تقارير روسية متعددة إلى حشود أميركية في البحر الأبيض المتوسط، بحيث ستقوم هذه البوارج الحربية بتوجيه ضربات للجيش السوري والإيرانيين وحزب الله. ما دفع الإيرانيين إلى تغيير بعض المواقع، وإجراء إعادة تموضع وإنتشار في مناطق محددة. قد يكون التصعيد الكلامي يهدف إلى ذلك فحسب. بالتالي، قد يدخل الروس ويسحبون أي فتيل للتصعيد، على قاعدة إيجاد تسوية سياسية أو مخرج يتجنّب الضربات، تماماً كما حصل يوم تهديد الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربات للنظام السوري على خلفية استخدام السلاح الكيميائي. لأن أي خطأ في الحسابات أو التقديرات، قد يؤدي إلى إشعال المنطقة برمّتها.

اقرأ أيضاً: انتخابات 2018: حزب الله يرهب جمهوره بحرب إسرائيلية افتراضية

في المقابل، هناك من يعتبر أن حظوظ حصول الضربة أصبحت مرتفعة، خصوصاً بعد ما حصل في الغوطة، وعدم التزام النظام والإيرانيين والروس بوقف إطلاق النار. ووفق هؤلاء، فإن الضربات ستشمل مواقع تعتبر “بنك الأهداف الإيرانية” في سوريا وقد تمتد إلى لبنان. ووفق المصادر، فإن الأميركيين هم الذين سيوجهون الضربات وليس الإسرائيليين. أما في حال رد حزب الله على إسرائيل، فسيكون هناك كلام آخر، وستتوسع المواجهات. بالتالي، ستندلع حرب مفتوحة. ما يعني تطيير الانتخابات النيابية. أما في حال عدم الردّ فستحصل الانتخابات في موعدها، لكن سيكون هناك معطى سياسياً جديداً.

تشير هذه القراءة إلى وجود 30 ألف جندي أميركي في سوريا. وهذا يعني أنهم يحجزون مساحتهم وحصتهم على الجغرافيا السورية. هذا الوجود سيتعارض مع وجود الإيرانيين، لاسيما على الحدود العراقية السورية. وتأتي التحركات العسكرية الأميركية المتأخرة، لما كانت تهدد به سابقاً، وهو قطع التواصل بين العراق وسوريا، عبر الخط الذي تحتفظ به طهران لنفسها. يرى الأميركيون أن الإيرانيين في وضع لا يحسدون عليه، فإما أن يجرون إنسحابات وتراجعات موضعية من مناطق أساسية، أو أنهم سيتعرضون لضربات. لغة التهديد الأميركية تصل إلى حدّ وصف المرحلة المقبلة بمرحلة أفول النفوذ الإيراني من المنطقة.

ليس لدى واشنطن أي مشروع في سوريا. ينهمك الأميركيون في حسابات أكثر أهمية. ما يمكن أن يحصل هو ضربات محدودة فحسب، بشكل لا يعكس تدخلاً كبير، بل ليثبت الأميركيون أنهم موجودون فحسب. ترى بعض الأجواء أن أساس اهتمام الأميركيين هو في السيطرة على الشرق السوري، لكنهم غير مستعجلين لتغيير موازين القوى، وينتظرون إذا ما كان لدى الروس حل سياسي. وأكثر من ذلك، ليس هناك أي استعداد أميركي للتدخل في سوريا، بل الأمر متروك للروس. والدول العربية تريد الانسحاب من سوريا وعدم التدخل، فكيف سيتدخل الأميركيون؟ ليس هناك ما يوحي بحصول ضربة عسكرية، ما يجري هو حرب إعلامية وبروباغندا فحسب، وفق ما ترى بعض المصادر.

السابق
إيران والعالم العربي (1): طموحات السيطرة من اليمن حتى فلسطين
التالي
وزير الدفاع الروسي: تم تحرير أكثر من 65% من أراضي الغوطة الشرقية من الإرهابيين