سقوط عفرين… وسرّ الصمت الدولي

عفرين
دخلت تركيا عفرين بصمت، وسقط 820 كردي وهُجّر 200 ألف مواطن منها في تغيير ديموغرافي صريح في ظل صمت دولي غير مسبوق. فما سبب ذلك؟

ما هو تعليق كل من المحلل السياسي خالد العزي، وممثل الادارة الذاتية الديموقراطية لشمال سوريا عبدالله يوسف، حيال دخول الجيش التركي وانصاره من الجيش الحر الى عفرين وصمت العرب؟

يعتبر المحلل السياسي، خالد العزي، ردا على السؤال، ان “قضية عفرين تحمل التباسا مختلفا، ولا يمكن تناول القضية السورية بشكل جزئي، فالشعب السوري يدفع بكل مكوناته العلوية، والسنية، والكردية، والمسيحية ثمنا، لان سوريا صارت حقل تجارب، والدول الكبرى تحاول تمكين وجودها قبل الحل السياسي المرتقب، من جماعة مؤتمر استانة. فالعملية التي خاضها إردوغان تحمل تكتيكا اكثر من عملية الغوطة التي عاشت القتل والحرق والتهجير. ولكن برأيي السؤال الاساس ماذا سيفعل اردوغان بعد اليوم في عفرين، هل سيطلق موقفا ذكيا عندما يقضي على حزب العمال الكردستاني الذي حمّل الاكراد ما لم يستطع حمله. وكيف يخرج اردوغان من أزمة عفرين، وهل سيستمر في عملية النهب والقتل والتهجير، ام سيسمح للاكراد بالعودة دون عودة حزب العمال الكردستاني، أي تثبيت وجود الجيش الحرّ الذي سيسمح لفصائل كردية بالانضواء تحت لوائه. وهكذا تنتهي خصوصيتهم كبقية المكونات الأخرى ضمن الاتفاقات القادمة على سوريا. اذ ليس مسموحا اقامة دولة كردية، فليسوا من بأفضل من الباسك في برشلونة، ولا بأفضل من اكراد العراق. وهناك فرق شاسع بين حلمهم والواقع. والخصوصية تكون باحياء ثقافتهم وتاريخهم، وليحافظوا على خصوصيتهم كما يفعلون في اوروبا مثلا”.

خالد العزي

“فكل من إيران وتركيا والعراق لم يسمحوا لهم باقامة دولة، فلماذا تعطهم سوريا دولة؟. وهم الذين ساعدوا النظام، ورغم ذلك لم يعطهم النظام حقوقهم، وعند لحظة التغيير حاولوا كسب طموحات خاصة على حساب الدماء السورية”.

اقرأ أيضاً: خفايا عملية «غصن الزيتون» التركية في عفرين

و”حزب العمال الكردستاني تعامل مع النظام فحمّل اعبائه للكرد جميعا وفتح السجون والمعتقلات، واقام قواعد عسكرية في مناطق الاكراد، واصبحت مناطقهم مناطق نزاع واخذوا يقارعون تركيا”.

“وبالتالي، دخل الاكراد الرقة واخرجوا “داعش”، وجروا تركيا من حرب الى حرب، واهملوا قضايا الشعب السوري، وهم فقط 2 مليون شخص، وارادوا اقامة دولة كردية، لكنهم تعاملوا مع “داعش” في ديرالزور. وعلى مدى سنوات كانت بندقيتهم تنقل من مكان الى آخر. وكانت المرتزقة الكردية تسوح في ديرالزور، لكننا لم نر اية مرتزقة في الجانب الآخر، واجمالا الشعب السوري صار مرتزقة عند الجيوش الاخرى”.

ورأى العزي ان “المعركة في سوريا ليست على مستوى حلم الأكراد، لكن في سوريا هو تقاسم للأعباء، كما حمل الشعب السوي اعباء “داعش” والنصرة. لذا هذه المعركة يدفع ثمنها الشعب الكردي والشعب السوري، لا اريد ان انظر اليها كفئة، فكل من يعبث بالدولة السورية يتحمل الهزيمة الفعليّة التي حققتها الدولة التركية عبر اخراج 200 ألف مواطن من عفرين، كما حصل بالغوطة. فلا سيادة للدولة السورية ولا للجيش السوري، بل هي الميليشيات والاحزاب التي تتقاسم حصصها في ظل البدء بالتسوية”.

وختم خالد العزي، بالقول “أهمية إردوغان عندما لا يقع بنفس اخطاء الاخرين، وان يسمح بعودة الاكراد الى عفرين، اما اذا وقع في ورطة التهجير، فمعناها انه سقط كغيره”.

من جهة مقابلة، يرى ممثل الادارة الذاتية الديموقراطية لشمال سوريا، عبدالله يوسف، ان “المقاتلين في عفرين هم من الذين هربوا من الغوطة، واتوا الى عفرين وحاربوا باسم الجيش الحر، وهم بأكثريتهم من المجموعات التي هزمت “داعش” في الرقة، ومن الذين هربوا الى تركيا وجمعتهم تركيا، وشكلت منهم قوة دخلت جرابلس ولباب واعزاز باسم قوات درع الفرات، وطبعا هذه القوات موالية مباشرة لتركيا، وقد جمعتهم باسم الجيش الحر”.

و”خلال هذه المعركة، أكثر من قتل هم من التكفيرين والأتراك معا، ومعركة عفرين كانت نتيجة اتفاقات بين بعض الدول الاقليمية. فمنذ 8 سنوات تحارب روسيا التكفيرين حيث نقلوهم الى إدلب، وفتحت لهم الطرقات الى عفرين، والسؤال هو كيف تحاربهم روسيا في الغوطة وتدخلهم الى عفرين؟”

ويتابع يوسف “عفرين أصلا كانت ادارة محلية مستقلة عن النظام السوري، وكانت ذات هوية كردية فمن اعطى الضوء الاخضر للاتراك لدخول عفرين؟ فالصراع الروسي التركي هو على القوات الفاعلة في المنطقة”.

ويتابع “عفرين ضحية اتفاق روسي – تركي، فالائتلاف الدولي اعلن انه سيشّكل قوة من ثلاثين ألف جندي لحماية الحدود التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، وفتح المجال الجوي على عفرين، وسيطرة القوات التركية من إرب الى لباب الى جرابلس وعفرين، أليس هذا تقسيما لسوريا. خاصة ان الاتراك ما زالوا يطالبون بالموصل وحلب ومنبج سعيّا وراء الحلم الامبراطوري التركي”.

اقرأ أيضاً: عقدة إردوغان تنفجر في عفرين: لا لحزام كرديّ في سوريا

وردا على سؤال، يقول عبدالله يوسف “هناك نقطة مهمة فلا وجود لحزب العمال الكردستاني في سوريا، ولكن هناك تأييدا عاما لفلسفة عبدالله أوجلان، وهناك بعض الشباب السوري الكردي الذي حارب “داعش”. تحت هذه الذريعة يقاتل الاكراد حيث سقط 820 شهيد كردي خلال 58 يوما على يد الطيران التركي الذي يُعتبر ثاني اكبر جيش في حلف الناتو، وهي التي قتلت المدنيين، واستخدمت كل ما لديها من اسلحة ثقيلة، وساعدها ما يسمى بالجيش الحر بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني. وبالنسبة لإردوغان الجميع هم كرد، وعليه محاربتهم. والهدف هو التغيير الديموغرافي في سوريا، وهذا كله نتيجة اتفاق روسي- تركي – ايراني، وهنا سرّ الصمت الدولي حيال عفرين”.

السابق
اتفاق معراب يترنّح انتخابيا بين العونيين والقوات…فهل يسقط؟‎
التالي
المشنوق: صوّتوا بكثافة كي لا تسلّموا قرار بيروت لخصومها