الخطاب السياسي الحالي لا يمكن ان يؤسس لحوار موضوعي ومتوازن..

الحوار يجب ان يكون هو اللغة السائدة، والسلوك المتبع بين كافة القوى السياسية والمكونات الدينية في لبنان، وفي حين تتقدم بعض القوى بمبادرات سياسية وفكرية ووطنية، وتنادي بإطلاق مواقف هادئة وموضوعية، وتطالب بتأسيس ثقافة قبول الآخر، واحترام وجهات النظر المختلفة بل والمتناقضة منها، واحترام عقائد الآخرين سواء كانت دينية او فكرية علمانية، والانفتاح على المواقف السياسية للآخرين وفهمها ومناقشتها واحترام اسبابها، والخضوع لنتائج صناديق الاقتراع وقرار الناخب اللبناني، مهما كانت النتائج..؟؟ ذلك إن هذه القوى والنخب الفكرية والثقافية اصبحت تدرك خطورة المرحلة، وضبابية وغموض ما يتم التخطيط له للمنطقة العربية وسائر الشرق الاوسط..؟؟ والحوار المطروح والمطلوب هو المدخل الحقيقي والواقعي والمنطقي لمعالجة ازمات المنطقة وتقريب وجهات النظر بين كافة القوى المتصارعة والمتنافسة حتى لو كانت دينية..؟؟… فنحن نعيش في وطن وفي بيئة وفي محيط متعدد الانتماءات والمواقف والارتباطات والالتزامات، لذلك يجب ان نتفهم خوف البعض وقلقهم، من ارتباطات البعض وانخراطهم في مشاريع اقليمية، سواء كانت دينية او سياسية..؟؟ وهذا ما يجب ان يعالجه الحوار….؟

اقرأ أيضاً: من حرب سوريّة إلى زياد عيتاني

الا ان البعض من القوى السياسية ما زال لا يستطيع ان يتقبل اعتراض او معارضة فئة من مجتمعة ومن فريقه ومن بيئته على سياساته ومواقفة وارتباطاته..؟ فكيف يمكن ان نقتنع او يقنعنا بأنه قد يساهم او انه قد يكون جزءاً من حالة حوار وطني، وان يكون شريكاً في بناء مجتمع تعددي ديمقراطي يقبل بالآخر وبقناعاته وثقافاته وعقائده..؟ وأن يكون على استعداد لتسليم السلطة في حال خسارته الانتخابات، فكيف بسلاحه..؟

لذا هنا نتوقف عند ما نشرته جريدة الحياة….: (والكلام المنسوب إلى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله خلال لقاء على الشاشة مع محازبيه في منطقة البقاع، ووصْفُه القوى السياسية الساعية إلى تأليف لوائح منافسة للائحة الحزب وحركة «أمل» في دائرة بعلبك الهرمل، بأنهم «حلفاء لداعش وجبهة النصرة»، والقلق الذي يساور الحزب من اختراق لائحته في هذه الدائرة. إلا أن كلامه هذا لقي ردود فعل سلبية تجاه الحزب، لا سيما في صفوف العشائر، التي تشكل تاريخياً جزءاً رئيساً من المشهد السياسي في تلك المنطقة والتي يعتبرها «خزان المقاومة». وقال نصر الله في كلمته لكوادر الحزب: «لن نسمح بأن يمثل حلفاء «النصرة» و«داعش» أهالي بعلبك الهرمل، والأهالي لن يسمحوا لمن سلح «النصرة» و «داعش» بأن يمثلوا المنطقة». وحض على «المشاركة بكثافة في الاستحقاق الانتخابي»،….)..

كنا نعاني في السابق من التهم الجاهزة والتي تربط الناشط المعارض للسياسيين والانظمة الديكتاتورية، والاحزاب الشمولية، بالعدو الصهيوني، اي التخوين وبالتالي استباحة الدم، وتبرير الاعتقال والتعذيب والتهميش السياسي والاجتماعي..؟؟ والان تحول الاتهام السياسي الى وجهة مختلفة ومستحدثة وقوى أخرى توصف بالتنظيمات التكفيرية المتطرفة والمتشددة..؟؟..؟ ومضمون كلام نصرالله واضح وصريح ولا يتطلب تأويل او تفسير او ترجمة..؟

وخلاصة كلامه تفيد بأن النتيجة والهدف واحد دون شك..؟ هو الالغاء والتهميش وكم الافواه ومنع الاصوات المعارضة والمعترضة من تقديم نفسها لجمهور المواطنين مهما كان انتماؤهم..؟ سواء في الظروف العادية او في خضم الاجواء الانتخابية التي نعيشها اليوم..؟ فالحزب لا يحتمل خسارة لائحة، ولا حتى مقعد نيابي، وقد أكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن ممثل حزب الله في الحكومة اللبنانية على الاتهامات التي اطلقها امين عام حزب الله…. بالقول: (أنه “لم يعد خافيا على أحد أن أميركا وبعض الدول الأوروبية وبعض الدول العربية ومن ورائهم إسرائيل، بدأوا يتدخلون في الانتخابات النيابية المقبلة، وهمهم واحد ألا وهو المقاومة في لبنان وكم ستكون شعبيتها وحضورها في المجلس النيابي، بدأوا يتكلمون عن ذلك علنا وبوضوح، ومن لم يصدق ذلك بعد فليتابع وسائل الإعلام”…)… فخسارة بعض مرشحي حزب الله في حال وقوعها سوف تكون نتيجة مؤامرة، وليس بسبب موقف الناخبين… وهذا ما يجعل من نزاهة العملية الانتخابية على المحك مع وجود سلاح الميليشيات واحتمال تدخلها في العملية الانتخابية على طريقة السابع من أيار عام 2008، لحماية السلاح بالسلاح، او كما تدخلت في سوريا ضد الشعب السوري لحماية مشروع محور المقاومة بالتعاون مع دولة روسيا….؟

بناءً على هذا نتساءل، الا يثق حزب الله بجمهوره وبيئته…؟ واذا كان لا يثق، لماذا على جمهوره ان يثق به وبسياساته..؟ وإذا كان لا يثق ببيئته الناخبة، فكيف يثق بجمهور بيئات أخرى، ومكونات دينية مختلفة، وتنظيمات سياسية متنوعة ومتعددة..ولماذا على هذه البيئات والمكونات الاخرى ان تثق بحزب الله ومواقفه وتطميناته..! في اجواء عدم الثقة هذه والاتهامات المتصاعدة… كيف يستقر لبنان… وينهض من جديد….؟ الحوار ثقافة وضرورة واساس لبقاء ونمو وازدهار المجتمعات وبناء الاوطان.. وليس مجرد استعراض او عبارة عن غطاء …؟

السابق
اربع لوائح في البقاع واجتماع حاسم مرتقب بين المستقبل والقوات
التالي
سورية غير السورية