الحقد المقدس ؟

هل يوجد حقد مقدس ، وكراهية مشروعة عند الله سبحانه وعند المسيح ومحمد صلوات الله عليهما؟

ج – من المفروض على إنسان مثلي يتضرع إلى الله يوميا أن يجعلني من الدعاة إلى طاعته والهداية إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة أن لا يكتب كلمات نابية وحادة وعنيفة وقاسية وهاتكة يتناول بها خصومه.
بشفافيتي المعهودة أقول :
يوميا تغزو رأسي صور التعذيب الوحشي الإجرامي الذي ذِقتُ مراراته وأوجاعه وآلامه التي هي فوق ما يتصوره خيالكم ، وأعظم ما يمرُّ ببالكم / 5 / سنوات في زنازين الديكتاتور بشار الأسد وربيبه حزب الله في سوريا ولبنان !!!
يكاد لا يمر يوم عليَّ إلا (وبغير إرادتي) ترتسم على شاشة دماغي صُوَر السياط ، والأصفاد ، والكرباج النحاسي ، والجوع ، والطعام الفاسد المخلوط بالذباب والنمل ، والبَطَّانية التي نمت عليها سنة كاملة وهي مجبولة بالبول الجاف ، والتَّقيؤ اليابس ، وحشرات القمل والصيبان ؛ وفضاء الغرفة المظلم ، وأسمع الجلادين يتفنون بِسَبِّ الذات الإلهية وشتمها والإهانات بألفاظ لا تخطر على بال إبليس !!!
وألوان من التنكيل تُبكي الحجارة !!

إقرأ أيضاً: حرية الرأي وحزب الله: الشيخ حسن مشيمش إنموذجا (1/2)

إلا وأتذكر وبغير إرادتي زوجتي وأطفالي وأبي وأخوتي كيف يفتك بقلوبهم الحزن على مصيري المجهول مدة توقيفي عند اللواء علي مملوك الوحشي سنة كاملة تحت الأرض في زنزانة انفرادية !
وكيف مات أبي وإثنان من أخوتي وأنا في الزنزانة محروما من تشييعهم وتوديعهم والبكاء فوق روضاتهم !!!
وكيف تفاجأت بشيب رؤوس أولادي الصغار حينما خرجت من السجن !!!
وأتذكر كيف سحقني الحزب الالهي وسحق معي أسرتي بين قومي وشعبي بأنجس تهمة في الوجود تهمة العمالة لإسرائيل !! وبتهمة تقديم معلومات لها أدت إلى سفك دماء أطفال وشيوخ ونساء وشباب من شعبي !!!
كما وأتذكر كيف أجبرني هذا الحزب أن أبيع جنى عمري بيتي وكل أملاكي لأنفق أموالها على المحامين والمحاكم وعلى مصروف السجون في سوريا ولبنان وعلى إعالة أسرتي في غيبتي !!!
وكيف نفاني الحزب من بلدتي 3 سنوات بعدما حبسني 5 سنوات في زنازينه وسجونه !

إقرأ أيضاً: ماذا تقول الفعاليّات الشيعيّة عن حرية النقد في قضية الشيخ مشيمش(2/2)

وكيف منعني الحزب بعد اطلاق سراحي من الإختلاط بالناس كي لا أشرح لهم تفاصيل تدل دلالة قاطعة على مظلوميتي !

لقد بغى علي هذا الحزب بغياً وإعتدى على مقدسات حياتي وهي مقدسات الله لأن عزة الإنسان من عزة الله وكرامة الإنسان أقدس من كرامة الكعبة عند رسول الله ( ص ) لقد بغى :
1 – على جسدي فتركني أقضي ما تبقى لي من عمر نصف مشلول !
2 – وعلى مالي !
3 – وعلى شرف أسرتي بقوله لهم إن أباكم عميل إسرائيلي !!
وحينما قررت أن أدافع عن نفسي قليلا بواسطة الفايسبوك، أوحي الى احدى اقلامهم المأجورة التالي :
حسن مشيمش هذا العميل الإسرائيلي يستحق القتل (والسحل) بالشوارع بأيادي وأقدام عوائل الشهداء !!
حسن مشيمش هذا العميل الإسرائيلي عاد ليجلس في الصفوف الأمامية ويخطب وتُصَفِّق له مجموعة من الحاقدين على المقاومة !!
فحينما أتذكر ما ارتكبه حزب الله من فظائع بحقي سرعان ما أتوتر وتفور الدماء في عروقي وأي عاقل في السموات والأرض يُدين توتري وينكر شرعية غضبي !!
ومن قال بأنه لا يوجد غضب مقدس ؟
وحقد مقدس ؟
وكراهية مقدسة ؟
وكلام حق يولد من هذا الغضب والحقد والكره المقدس ؟!
من قال ذلك بالتأكيد لم يقرأ كلام الله سبحانه
{ لا يُحِبُّ الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِمَ }
معركتي مع نصر الله ومع حزبه
ومع دولته دولة ولاية الفقيه العجمية الفارسية
ومع فقهه
وعقيدته
وثقافته
ومذهبه وشريعته
معركة مفتوحة بعقلي الذي يخشى الله ويخاف من نيران غضبه إن تجاوزت حدوده الشرعية في المعركة المفتوحة حتى آخر لحظة من عمري القصير ، ولست طامعا بالعيش الطويل في هذه الدنيا لا والله ، وقراري هذا اتخذته بعد تفكير طويل استشرت فيه عقلاء محمولين بأدمغة بصيرة وأرواح عامرة بتقوى الله ونفوس مُفعمة بحب الله وعشقه.

السابق
بالصورة: إنتقادات لاذعة لنادين نسيب نجيم بعد عملية «التكساس» والأخير ترد
التالي
اللجنة الاهلية للمستأجرين: لإحالة قانون الايجارات التهجيري الى المجلس الاقتصادي والاجتماعي