منها الخرزة الزرقا وبكفي وشبعنا حكي: حرب شعارات لإغواء صناديق الاقتراع

تكثر الشعارات وتزدحم الشوارع بلوحات تنتصب على جانبي الطرقات والاوتوسترادات على امتداد مساحة لبنان، وتصب هذه اللوحات بمعظمها في خانة الوعود والامنيات وتحمل عناوين مثالية حول الوطنية والاصلاح والعدالة.

وفي جولة سريعة على اسماء المرشحين ومضمون شعاراتهم لا يسعك الا التشكيك ببعضها نتيجة تجارب سابقة ووعود باتت مزيفة، وبين “نحمي ونبني” لحزب الله وحركة امل و”الخرزة الزرقا” للمستقبل و”الدويلة لا الدولة” للقوات اللبنانية وغيرها لتيارات واحزاب ومستقلين، بعضها اثار جدلا واسعا واخرى شكلت مادة شيقة للجذب والتأثير. أما اللوحة الاعلانية الانتخابية وصورة المرشح، او ما يعرف بـ “البروفايل” تعتبر بمثابة هوية جديدة له تُقدّمه لجمهور الناخبين، ويرتبط نجاحها بشكل كبير على الشعار الذي تعتمده.

فإلى من يتوجه المرشحون وكيف تطبخ صورتهم الاعلامية وما هو تأثيرها على الناخب اللبناني؟

في هذا الاطار، التقت “جنوبية” بمصمم “غرافيك” مختص بهذا الشأن، فأشار الى ان “العمل يتركز على تحسين صورة المرشح واخفاء العيوب اذا وجدت في الشكل، واظهار خلفية مناسبة لتقديم المرشح بشكل ملفت ومؤثر، وتلعب الالوان دورا اساسيا في هذه العملية”، واضاف “يقبل المرشحون بكثافة على تصميم لوحات الاعلانات الانتخابية ويعتمدونها في صلب حملتهم الانتخابية لتظهير صورتهم بشكل افضل، وجودة العمل تستند الى الميزانية التي يرصدها المرشح، وتستخدم كل من الرموز والصور والعبارات لخلق تمثيل مرئي للافكار والرسائل التي تعتمد على تقنيات وبرامج متطورة، الا ان الشعار ومضمونه يبقى هو الاكثر تأثيرا”.

ماذا يقول المرشحون الجدد عن شعارتهم؟

الاعلامية بولا يعقوبيان وشعار حملتها “بكفي” اكدت لـ”جنوبية” ان شعارها يأتي من وجع مزمن وحرقة قلب”، وهي تقول “بكفي، لاستمرار الفساد والتلوث، بكفي ذل للمواطن اللبناني الذي يعاني في كل امور حياته ولقضاء حاجاته الابسط، حتى مكوثه في “عجقة السير” وعدم التنظيم الذي يطال كل شيء حوله”.

واضافت “الناس اصبح لديها الوعي للتمييز ومعرفة ما هو جيد وواقعي، نحن لم نكن في الحكم سابقا ونستحق فرصة لتقديم الافضل للمواطن اللبناني، وكفانا نجرب المجرب!”.

عماد قميحة وجه آخر جديد، مرشح عن المقعد الشيعي في مرجعيون على لائحة “شبعنا حكي”، عن شعار حملته، يقول “شبعنا حكي” بكل بساطة بعد 26 سنة من الوعود والخطابات “وتربيح الجميلة” مرة “سنخدمكم بأشفار عيوننا”، ومرة انتهينا من الحرمان والجنوب أصبح جنة، وغيرها من الوعود”. واضاف قميحة “اعتقد ان شعارنا هو لسان حال كل الجنوبيين، وبالتالي هو تعبير عن المشاعر الحقيقية للناس فهي تريد افعالا وليس اقوالا لمطالبها المحقة، النائب فضل الله يطالعنا بخطاباته حول محاربة الفساد ولا شيئ يتغير، وكتلة التنمية والتحرير هي الاخرى مورطة اكثر، هذا الامر بشهادة واعتراف الوزراء فيما بينهم ولا ندّعيه، لم ننل الا الحكي في الانماء وبناء الدولة والاقتصاد ومحاربة الفساد وتقوية الجيش اللبناني، كله بقي كلاما و”حكي” ونحن “شبعنا حكي”.

عماد قميحة

 

إقرأ أيضاً: علي الأمين: «شبعنا حكي» من أحزاب السلطة، ومن المعارضة الخجولة

المحلل السياسي والاجتماعي الدكتور طلال عتريسي، يرى ان تأثير هذه الشعارات التي تأتي في اطار الترويج للحملات الانتخابية “محدود لان الجمهور المحازب والمؤيد سينتخب زعيمه، اما الشعارات والاعلانات الانتخابية فهي تتوجه للجمهور المتردد، فما هو اولا حجم هذا الجمهور وما هي هواجسه وتطلعاته؟ وهل هم داخل البيئة الطائفية او خارجها؟”.

واضاف عتريسي “لا يبدو ان هذه الشعارات تلبي رغبات هؤلاء المترددين ولا تقدم لهم مشروع مختلف ولا تُظهر في مضمونها تميّز، ومعظم الشعارات تركز على تقديم الخدمات، ولكن اعتقد انها ظرفية، تنتهي صلاحياتها بعد يوم واحد من الانتخابات ولا تساهم في تشكيل وعي الناخب وينحصر توجه المرشح بابناء منطقته ولا يقدم نفسه كمرشح لبنان ككل”.

 

عتريسي اكد ان “هناك شعارات تعبّر احيانا عن توجه سياسي مثل شعار “الخرزة الزرقا” لتيار المستقبل، نجد انه اختلف عن الشعار الصدامي الذي اعتمده في الدورة السابقة “السما زرقا” في مضمونه تصدي لثقافة الموت ومواجهة سلاح المقاومة، هو اليوم مسالم وشعاره شعبوي، اما المقاومة من جهتها اضافت الى شعارها كلمة “نبني” وربما انطلقت ايضا من تلبية رغبة الجمهور وحاجته للبناء، والشعار في هذه الحالة يعكس التوازنات ويعبر عن معادلة سياسية قائمة”

إقرأ أيضاً: «الخرزة الزرقا».. نجحت رغم السجال والجدل حولها

السابق
… مَن قال ليس حقيبة؟
التالي
من قصد مارسيل غانم بالحاقدين والمفترين؟