عقد التحالفات الانتخابية وفرطها يربك جمهور الناخبين

الانتخابات النيابية اللبنانية
هل انتهت الانتخابات قبل ان تبدأ؟ وما قصة التحالفات التي تفرط قبل ان تنعقد؟ ولماذا تضع الكتل الكبرى يدها على قلبها، كلما اقترب موعد سحب الترشيحات (5 أيام) وتسجيل اللوائح، تمهيداً للحدث الانتخابي في 6 أيّار؟

مع دخول مهلة إعداد اللوائح الانتخابية أسبوعها الأخير،أشارت “الجمهورية” أن  كل الساحات تشهد تصاعداً في محاولات الأخذ والرد بين القوى السياسية، التي تسبّبت حتى الآن في تفريق الحلفاء والاصدقاء، وفَرط تحالفات، وفي صَوغ تحالفات عجيبة غريبة بين تناقضات سياسية لا جامع بينها سوى تاريخ اشتباكي، بل جمعتها الشراكة المصلحية في مصادرة حق التمثيل، وقطع الطريق أمام فئات واسعة من اللبنانيين ومنعهم من العبور الى المجلس النيابي.

إقرأ ايضًا: بعد فشل توحدها: الاتجاه في الجنوب نحو ثلاث لوائح اعتراضية

وبدورها رأت ” اللواء” انه على طريقة “قدّ ما حبّك يا اسوارة مش رح حبّك أكثر من زندي” تتأرجح التحالفات وتمضي الاتصالات بين تعثّر في التحالف بين تيّار المستقبل و”القوات اللبنانية” وبين إرضاء “حزب الله” جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر، وبين مفاوضات تجري بين باسيل والنائب السابق منصور غانم البون المرشح الماروني على دائرة كسروان – جبيل، وانتظار تحقيق تقدّم مع تيّار المستقبل.

في هذا الوقت، وعلى إيقاع تفاعل ما نسب إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله حول اضطراره لمنع انتخاب ممثلي “داعش والنصرة” إلى الإعلان ان سيجول في شوارع بعلبك والهرمل طالباً الدعم الشيعي لمرشحي الثنائي الشعبي، أطلق الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الماكينة الانتخابية في البقاع وراشيا، معلناً ان المعركة هي بين مشروعين، واحد يورط لبنان في حروب المنطقة (في إشارة إلى حزب الله من دون ان يسميه) والثاني يريد ان يحمي لبنان من هذه الحروب، ويمثله الرئيس سعد الحريري.

لكن الصورة الكاملة للتحالفات لا تزال حتى الساعة عبارة عن فوضى عارمة، وخلط كامل للاوراق، لا سيما بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد، التي يبدو انها ما تزال تتخبط في نسج هذه التحالفات وتتعثر في تأليف لوائحها، في ظل انتقال مرشحين من معسكر إلى آخر، وانفراط محاولات تحالف لا سيما بين تيّار “المستقبل” و”القوات اللبنانية”، بعدما كانت شبه منجزة في عكار وبعلبك – الهرمل، وبين هذه الأخيرة و”التيار الوطني الحر” والذي قد يواجه معركة صعبة في دائرة كسروان – جبيل، في ضوء تفكك لائحة العميد شامل روكز، بحيث لا يبدو ان أحداً من السياسيين مرتاح إلى وضعه الانتخابي، بما في ذلك الثنائي الشيعي، الذي كان سباقاً في إعلان لوائحه للالتفات إلى تأمين الحاصل الانتخابي الذي يؤمن فوزه الساحق له ولحلفائه، بحسب ما امل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، لكن ذلك لم يمنع الحزب من التوجس من احتمالات خرق لائحته الرئيسية في دائرة بعلبك – الهرمل، ما دفع أمينه العام السيّد حسن نصر الله إلى إبداء استعداده للقيام بجولات انتخابية في هذه الدائرة لشد عصب مناصريه، بعدما وصف خصومه الانتخابيين بـ”داعش” و”النصرة”، فيما انتقل الرئيس نبيه بري الى المصيلح لكي يكون قريباً من أجواء معركته الانتخابية في دوائر الجنوب الثلاث، حيث تبدو احتمالات خرق اللوائح قائمة بقوة.

ولاحظت مصادر سياسية مراقبة لـ ” الانوار” ان اية لوائح لم تشكل بعد، رغم انه لم يبق سوى عشرة أيام على انتهاء مهلة تقديم اللوائح الى وزارة الداخلية.

ووصفت المصادر الوضع القائم بخلط اوراق بلغ حدود الفوضى والضياع بحيث انه ما تكاد لائحة تقترب من الانجاز حتى تنفرط قبل ان تنطلق باتجاه الداخلية. وحتى ابرز اللوائح في دائرة كسروان – جبيل التي كادت ان تكون منجزة، تصارع من اجل عدم الانفراط في ظل سجال حاد بين مكوناتها.

وقالت ان التحالفات التي انطلقت بين المستقبل والقوات في دائرتي بعبدا وعاليه – الشوف لم تستكمل في دوائر اخرى والاتصالات تترنح والتعثر يواجه التوافق في عكار وبعلبك – الهرمل.

وقد قال الوزير غطاس خوري الذي يتولى الاتصالات مع القوات باسم المستقبل ان بعض التحالفات حسم في بعض الدوائر الإنتخابية، خصوصا في الشوف – عاليه وبعبدا، مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي. أما الدوائر الأخرى، فتخضع لنقاش موسع وهناك بورصة تجاذبات قائمة بين جميع القوى السياسية وليس مع تيار المستقبل فقط، آملا في أن تنتج الأيام المقبلة تحالفات في الدوائر الإنتخابية الأخرى.

إقرأ ايضًا: نصرالله يستجدي أصوات البقاعيين الناقمين على فشل نوابه وفسادهم

وكان نائب رئيس “التيار الوطني الحر” للشؤون الإدارية رومل صابر أعلن أمس أسماء مرشحي التيار في كل الدوائر، وبلغ عددهم 46 مرشحاً، بينهم 4 وزراء حاليون واثنان سابقون و10 نواب حاليون ونائب سابق، وسيدتان، معتبراً ان هؤلاء هم ملتزمون بالتيار، فيما العميد شامل روكز غير ملتزم على حدّ تعبير صابر الذي أوضح ان كل ملتزم في التيار ترشح من تلقاء نفسه من خارج الآلية التي اعتمدت ومن دون موافقة القيادة سيحاسب بحسب القانون الداخلي للتيار، وستتخذ بحقه الإجراءات بحسب الأصول.

ولوحظ من بين أسماء المرشحين اسم النائب فادي الأعور عن دائرة بعبدا، ما يعني حصول احتمال كبير لانضمام الأعور إلى لائحة الثنائي الشيعي، ما لم يحصل اتفاق بين التيار والحزب الديمقراطي على ترشيح الدكتور سهيل الأعور.

وافادت المعلومات ان دائرة الجنوب الثالثة في حاصبيا- مرجعيون قد تشهد ايضا تحالفا بين التيار الحر والديموقراطي وتيار المستقبل، وتجري اتصالات مع الحزب الشيوعي لبحث امكانية انضمامه الى اللائحة حيث يرشح فيها عددا من الكوادر المهمة، مقابل لائحة “الثنائي الشيعي- الحزب القومي”.

السابق
من قصد هشام حداد بشاعر البلاط؟!
التالي
خامنئي يقطع راتب «السيد عازف البيانو»