رامي عليّق ينضم إلى «شبعنا حكي»: اترشح لمواجهة الفساد ومنع احتكار المقاومة

في ظلّ تشتت صفوف المعارضة أو غياب المعارضة الحقيقة، بدأت نواة لائحة "شبعنا حكي" تكتمل، لينضم إليها المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة (حاصبيا - مرجعيون - النبطية) رامي عليق.

يؤكد المحامي رامي عليق لـ”جنوبية”، أنّ ترشحه لخوض الانتخابات النيابية، يأتي في سياق “إكمال المواجهة ضد الفساد والتي بدأت بثورة 10 تشرين الأوّل 2013 واستمرت بالحراك المدني، ثم استمرت عبر تأسيس تحالف “المتحدون” والذي يضم العناصر الخيّرة في الحراك من محامين وغيرهم”.

لافتاً إلى أنّ “هذه الجهود قد توجت في التصدي لأكبر ملف فساد في التاريخ الحديث في لبنان وهو ملف فساد الضمان الاجتماعي، الملف الأوّل الذي وصلنا فيه إلى نتائج متقدمة”.

يؤكد عليق أنّ “الذي يريد أن يواجه الفساد اليوم عليه أن يواجه ضغط السياسيين على القضاء، وهؤلاء السياسيون الذين يضغطون على القضاء هم أنفسهم ملوك العملية الانتخابية من خلال الضغط على الناس وترهيبهم، لذا لا بد أن تكتمل المواجهة في صناديق الاقتراع، فالتغيير الأساسي يكون بالتعبير عن إرادة الناس بهذه الصناديق”.

ويرى عليق أنّ “الوضع في الجنوب تغير جداً من ناحية التأييد لحزب الله وحركة أمل، الناس وحدتهم المصائب إن على مستوى النفايات أم التلوث، أم الصحة أم التوظيف، وما إلى ذلك.. فوجدوا أنفسهم يتبعون لشعارات تحققت على مستوى (المقاومة) ولكنها لم تتحقق على مستوى الارتقاء بحياتهم، أي رفع المستوى الإنساني والحياتي في بيئة المقاومة، وهذا مصداق لقول الرسول ((مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر, وبقي عليهم الجهاد الأكبر))، وهذا بيت القصيد، فالفشل في الجهاد الأكبر يؤدي إلى ضياع الجهود التي صنعت وأنا أحد صانعيها، ولا زلت أتمسك بثقافة المقاومة وأدعو لعدم احتكارها ولتحريرها من الألاعيب السياسية كي تبقى أيقونة في التاريخ المعاصر”.

مشيراً إلى أنّ “هناك عدم رضا في البيئة الشيعية عن سياسة حزب الله وحركةأمل، ولافتاً إلى أنّ هذه الحالة متواجدة أيضاً في كل المناطق اللبنانية. فالاسلوب المتبع من قبل الأحزاب في الجنوب هو اسىلوب المخابراتي البوليسي، وهو ليس فقط حكراً على الثنائية الشيعية وإنّما يعتمدها كل الأحزاب الحاكمة في لبنان حينما تشعر أنّ حكمها أصبح في خطر فتلجأ إلى ترهيب الناس وإلى زرع العناصر التي تخلق الشقاق والفرقة في المعارضات الموجودة، كي تتشتت لوائح المعارضة وتحافظ على مواقعها، وهذا ما نشهده الآن للأسف”.

مضيفاً “هذه الأحزاب لديها ماكينات ضخمة وأجهزة مخابراتية، مما يمكنها من لعب هذه اللعبة القذرة بنجاح، يبقى أن يتمكن هذا الوعي الموجود من تشكيل حالة عامة تستطيع مواجهة هذه الألاعيب، ومن هنا أهمية إعادة تشكيل المجتمع المدني، لأن هذا المجتمع بات أقرب إلى الفشل بالنسبة للناس، ولم يحقق بعد أي نتيجة خلال مسيرة السنوات الثلاثة الأخيرة”.

ولفت عليق إلى أنّه حينما اجتمع مع “شبعنا حكي” طلب إضافة “شبعنا فساد”، و “بكفي خوف”، موضحاً أنّه “في هذه البيئة يتم زراعة الخوف والترهيب الفكري بالإنسان فيشعر أن هناك عيون تراقبه حتى خلف الستارة أثناء عملية الاقتراع، هذه العقدة النفسية التي تتفنن فيها الأحزاب يجب أن تنكسر، وهي لا تنكسر إلا حينما يشعر المواطن ولاسيما الجنوبي أنّ هناك بديلا قويا قادرا على أن يحميه حينما يخرج من شبكة مصالح مرتبطة بحياته وحياة عائلته فيها”.

وتساءل المرشح في دائرة الجنوب الثالثة “كيف يمكن استعادة الثقة”، لافتاً إلى أنّ هذه العملية تحتاج إلى تكثيف الجهود وأنّها تقوم على ثلاث ركائز وهي “الصدق، الاستقلالية، استعداد للمواجهة وعدم المساومة”.

مشدداً أنّ المقترع الجنوبي يتوق لرؤية لائحة جديدة تحمل هذه الركائز.

إقرأ أيضاً: بعد فشل توحدها: الاتجاه في الجنوب نحو ثلاث لوائح اعتراضية

وفي تعليق له على خطاب “المقاومة” واستغلاله انتخابيا، رأى عليق “أنّ هذا الخطاب يظهر أنّ الحاضرين هم الذين يحتكرون المقاومة، ولكن نحن أبناء المقاومة.. ولنا في المقاومة أكثر مما لهم، وأنا من الناس الذين يدعون إلى حفظ المقاومة برموش العين، إلا أنّ حفظها يكون عبر تنقية بيئتها من الفساد والنهب واستغلال الناس، من هنا لا بد من كسر هذا الاحتكار الذي حوّل المقاومة لكلام حق يراد منه باطل”.

مضيفاً عند سؤاله حول انضمامه إلى نواة لائحة “شبعنا حكي” والعناوين السيادية لشخصياتها: “لا دولة في العالم سواء السعودية أو إيران أو أمريكا تقبل أن يكون هناك سلاح له تأثير خارج الدولة، إلا أنني لست مع طرح هذا الموضوع انتخابياً لكونه موضوع معقد ويحتاج إلى نقاش طويل”، متابعاً “اليوم الناس جمعتها المصيبة، وهم رغم أوجاعهم مازالوا يعتبرون أنفسهم مدينين لما صنعه حزب الله في موضوع التحرير، وليس هناك نضوج ليشعروا أنّ هذا الدين قد تمّت تأديته وبتنا بالتالي في مرحلة ثانية”.

إقرأ أيضاً: المرشح رامي عليّق: سأفوز وإن لم أربح في الإنتخابات

هذا وشدد عليق أنّ الفساد هو الموضوع الأساسي وأنّ الأحزاب جميعها مشتركة بالفساد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مشيراً إلى أنّ حزب الله وإن لم يشارك في الفساد إلا أنّه غطى فاسدين.

ليعتبر أنّه “لابد من وضع الأولويات التي تطمئن المواطن الجنوبي والتي تقطع الطريق على كل من يصطاد في المياه والعكر والابتعاد”.

وفيما يتعلق بخطاب أمين عام حزب الله وقوله عن اللوائح المعارضة أنّها داعش ونصرة، قال عليق “ليقل، والحكم هو للناس، لن ننجر إلى هذه اللعبة، وليقولوا لنا هم، أين رفعوا حياة الناس أين وجدوا الحلوا للمشاكل، أين لجموا الفساد، هم لم يحققوا أي نتيجة على الإطلاق”.

وفي الختام أكّد المرشح المحامي رامي عليق أنّه ضد النمطية الزبائنية الخدماتية، وفي حال وصوله إلى المجلس النيابي لن يقدم أي خدمة لأي شخص،معلقاً “أنا ضد هذه العقلية، سأقدم للناس محاربة الفساد الفاعلة كما فعلنا في الضمان الاجتماعي، لدينا هدر واختلاس أكتر من 200 مليار، وبالتالي سأقاتل حتى النهاية لإعادة هذه الأموال للناس لإنعاش الاقتصاد وتأمين فرص العمل ومنع الفساد. لن أكون نائباً تقليدياً وليس لدي الطموح لذلك الهدف الأساسي هو استكمال مواجهة الفساد والفاسدين”.

السابق
توتر في عرمتى: مسؤول حزب الله يعتدي بالضرب ويهدد عمالا سوريين
التالي
المستقبل يضع شروطا تعجيزية تفرط التحالفات مع القوات