المستقبل يضع شروطا تعجيزية تفرط التحالفات مع القوات

مع  دخول مهلة إعداد اللوائح الانتخابية أسبوعها الأخير،" تتأرجح التحالفات وتتخبط القوى الحزبية فيما بينها، ولا تزال الصورة الكاملة للتحالفات حتى الساعة عبارة عن فوضى عارمة، وخلط كامل للاوراق أسفرت عن إنتاج تحالفات غريبة عجيبة تجمع بين التناقضات السياسية لأهداف مصلحية إنتخابية محض.

وسط مشهدية التخبط يبدو واضحا فرط التحالف بين تيار  “المستقبل” وحزب “القوات اللبنانية”، مع تعثر إمكانية التوافق بين الطرفين على إمكانية التحالف في كافة الدوائر بعدما كانت شبه منجزة في عكار وبعلبك – الهرمل، بإستثناء  دائرة عاليه – الشوف التي تشهد تحالف ثلاثي يضم إلى جانب القوات والمستقبل الحزب الإشتراكي.

وفي هذا السياق، كان تصريح الوزير غطاس خوري الذي يتولى الاتصالات مع القوات باسم المستقبل دليل على أن المفاوضات بين الطرفين تشهد مخاضا عسيرا. إّذ قال “ان بعض التحالفات حسم في بعض الدوائر الإنتخابية، خصوصا في الشوف – عاليه وبعبدا، مع القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي. أما الدوائر الأخرى، فتخضع لنقاش موسع وهناك بورصة تجاذبات قائمة بين جميع القوى السياسية وليس مع تيار المستقبل فقط، آملا في أن تنتج الأيام المقبلة تحالفات في الدوائر الإنتخابية الأخرى.

إلا أن فكّ التحالف بين القوات – المستقبل في دائرة بعلبك – الهرمل كان لافتا لجهة تقديمهم خدمة لـ “حزب الله” على طبق من فضة،  خصوصا أن الماكينات الإنتخابية توقعت في حال حدوث تحالف بين هاذين الطرفين إضافة إلى معارضين ومستقلين شيعة سوف يحقق خرق على الأقل بمقعدين الماروني والسني، بدليل الإهتمام الذي يعيره “حزب الله” لهذه الدائرة الذي يعمل بكثب على تجييش وشد عصب مناصريه من أبناء المنطقة والتعبئة بشخص الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي نسب إليه أمس حول اضطراره لمنع انتخاب ممثلي “داعش والنصرة” إلى الإعلان ان سيجول في شوارع بعلبك والهرمل طالباً الدعم الشيعي لمرشحي الثنائي الشعبي.

وفي هذا السياق، قالت مصادر متابعة على خط المفاوضات بين المستقبل والقوات لـ “جنوبية” إن “باب التفاوض بين المستقبل والقوات أقفلت كلياً في دائرة بعلبك-الهرمل، وذلك مع رفض القوات أن يشاركها أي طرف مسيحي المعركة في هذه الدائرة، وبالتالي إتجاهها إلى خوض الانتخابات منفردة إلى جانب بعض الشخصيات الشيعية المعارضة، فيما سيُشكل المستقبل والتيار الوطني الحرّ من جهة ثانية لائحتهما بالتعاون مع بعض الأطراف الشيعية في المنطقة”.

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع رئيس جهاز الاعلام والتواصل في ”القوات اللبنانية” شارل جبور الذي أكّد أنّه “حتى الآن لا تحالف فعلي بين الطرفين فحتى في دائرة الشوف – عاليه لا يعتبر تحالف مع المستقبل، فالقوات متحالفة مع الحزب الإشتراكي والأخير متحالف مع المستقبل وهو بالتالي لا يعدّ تحالفا”.

إقرأ أيضاً: بعد عودة الحريري من السعودية.. عودة حرارة التحالفات بين القوات والمستقبل

مؤكدا أنه “لغاية اللحظة لم نتمكن من التوصل إلى أي إتفاق في أي دائرة  وهو الأمر الذي يثيرعلامات إستفهام وتساؤلات كبرى، حول لماذا لم يصار حتى هذه اللحظة توافق  في أي دائرة. وتساءل “هل هو محض صدفة إنتخابية؟ أو محض صدفة تباين إنتخابي في المرشحين، أم أن هناك خلفية ما تتحكم وراء عدم التحالف مع القوات؟ “. وتابع “في مطلق الأحوال نحن لم ننعِ المفاوضات ولم نقطع الطريق أمام إستكمال المشاورات فهي مستمرة لغاية اللحظة ولكن لا تقدّم في أي دائرة من الدوائر ربما”.

 

وفيما يتعلّق بفرط التحالف بينهما في دائرة بعلبك – الهرمل قال جبور “في وقت كانت القوات تعتبرأن التحالف في هذه الدائرة أنجز مع المستقبل، وفي وقت كنا نطالب فيه المستقبل التسريع بشأن إعلان اللائحة نتفاجأ بإصرار المستقبل على إدخال التيار الوطني والتوسّط بيننا وبين التيار لإدخاله إلى اللائحة علما أننا لسنا بحاجة للمستقبل أو لغيره كي يتوسط معنا لدى التيار، فنحن لنا علاقة مع التيارالوطني ونتكلم معه”. مشيرا إلى أنه “في بعلبك – الهرمل المعركة سياسية بإمتياز في مواجهة سلاح حزب الله، ونحن كنا في صدد تشكيل هذه اللائحة من هذا المنطلق عبر لائحة 14 أذارية بإمتياز تجمع القوات والمستقبل ومجموعة من الشيعة الأحرار، ورأينا في الآونة الأخير تلك التعبئة التي كان يتولاها السيد نصرالله شخصيا في هذا السياق”.

إقرأ أيضاً: اتفاق ثلاثي بين القوات والتيارين يجمع الاضداد في عكار؟

وأضاف “لكن فجأة وضعت المستقبل شرطين الأول إدخال التيار،علما أن الأخير ليس بوارد الدخول بمعركة كسر عظام مع حزب الله. أما الشرط الثاني فقال جبور “يريد المستقبل إعطاء المقاعد الشيعية لشخص واحد لتسمية الشخصيات الشيعية، وهذا الأمر بالنسبة للقوات ومع كل إحترام لهذه الشخصيات غير مقبول لأنه يجب أن تتمثل كل الشخصيات الشيعية على مستوى بعلبلك الهرمل ولا تكون حكرا على شخص واحد”.  وتابع “لهذه الأسباب مجتمعة، حتى دائرة بعلبك الهرمل التي كنا أعلنا أنّها خارج إطار المفاوضات بين المستقبل والقوات على أساس أنها أنجزت إلا أن كل الأمور عادت إلى نقطة الصفر”.

وفي الختام أبدى جبور إستغرابه عما يحصل قائلا “هناك شيئ يدعو للتساؤل في هذا السياق، معتقدا أن ما يحصل ليس بريئا ويحمل أكثر من تساؤل حول خلفياته كما أنه يتجاوز مسألة عدم الإتفاق على مسألة إنتخابية فليس صدفة عدم إمكانية الإتفاق والتوافق في أي دائرة”.

السابق
رامي عليّق ينضم إلى «شبعنا حكي»: اترشح لمواجهة الفساد ومنع احتكار المقاومة
التالي
… مَن قال ليس حقيبة؟