بعد فشل توحدها: الاتجاه في الجنوب نحو ثلاث لوائح اعتراضية

عملية تشكيل لوائح المعارضة في دائرة الجنوب الثالثة بدأت بقوة مع فشل الوصول الى لائحة واحدة تجمع مختلف القوى المعترضة في الجنوب.

يمكن الاشارة الى الفيتوات بين بعض اطراف هذه القوى كسبب محوري لافشال خيار اللائحة الواحدة في وجه الثنائية الشيعية القابضة على التمثيل النيابي في هذه المنطقة منذ اكثر من ربع قرن.
وفي هذا السياق اكد احد المرشحين الناشطين ضمن “المجتمع المدني” ان بعض القوى المفترض انها في المعارضة ومن بينها الحزب الشيوعي، كانت منخرطة في حوارات مع احزاب في السلطة من اجل تشكيل لائحة تحالفية كالتيار الوطني الحر عبر الاتصال بالوزير جبران باسيل، وكذلك مع تيار المستقبل من خلال المرشح عن المقعد السني في حاصبيا عماد الخطيب، فيما كانت تشن حرب فيتوات على العديد من المرشحين في المجتمع المدني او المستقلين.
هذه الحوارات المستمرة بين الحزب الشيوعي وهذه القوى منذ اكثر من شهر، يبدو انها اليوم وصلت الى طريق شبه مسدود.

في المقابل يتجه عدد من المستقلين والناشطين في المجتمع المدني الى بلورة مشروع لائحة موازية، فيما تحدث الناشط علي ابراهيم في النبطية عن “فرصة لاعادة التفاهم مع الشيوعي بعدما فشلت مفاوضات الاخير مع التيار الوطني الحر والمرشح عماد الخطيب” وما يعزز هذا الانطباع بحسب مصادر متابعة هو انسحاب المرشحين في النبطية مصطفى بدر الدين ونديم عسيران من التحالف المفترض مع الشيوعي لصالح التحالف مع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، واتفاق الشيوعي مع المرشح خليل ريحان الذي تختلف الاوساط حول اذا كان قبل الشيوعي به كمرشح لليسار الديمقراطي او باعتباره يساريا مستقلا.

في المقابل تجري اتصالات بين نواة لائحة المستقلين المنضوية تحت اسم شبعنا حكي وعدد من المرشحين لاستكمال اللائحة التي ضمت حتى الآن خمسة مرشحين، وفي هذا السياق عقد منسق لائحة شبعنا حكي عدة لقاءات في اطار هدف تشكيل لائحة واحدة تضم ائتلاف واسع لقوى الاعتراض على قاعدة التنوع وبهدف حماية التنوع في الجنوب والحق بالوجود السياسي لمختلف التيارات ولاسيما المعارضة لثنائية امل-حزب الله كما اكد عضو اللائحة احمد اسماعيل ل “جنوبية، الذي اضاف “ان هذه الاتصالات وان كانت لم تنجح، الا انها اظهرت الى حد كبير ان بعض قوى المعارضة بدت انها تتحرك بايعاز من حزب الله من خلال تهذيبها المبالغ به تجاه الثنائية وشراستها تجاه من يفترض انهم حلفاء موضوعيين لها”.

إقرأ أيضاً: الجنوب الثالثة: سعي لتحالف اعتراضي جامع والفيتوات تطمئن «الثنائي»

ولفت اسماعيل الى “لقاءات عقدتها مجموعة “شبعنا حكي” مع معظم القوى المعترضة بهدف توحيد الجهود وبلورة مشروع لائحة واحدة وقد ابلغنا الجميع استعدادنا الى التضحية بترشيحات “شبعنا حكي” اذا كان ذلك يشكل جسر عبور الى لائحة واحدة يمكن ان تشكل فارقا انتخابيا وسياسيا”.
واشار الى لقاءات تمت مع ممثل النائب السابق حبيب صادق المرشح المنسحب عبدالله رزق، والمرشح عن المقعد الارثوذكسي فادي ابو جمرا، والمرشح عن المقعد الدرزي اكرم قيس، وعدد من المرشحين في تيار المجتمع المدني سواء
تحالف وطني وحزب سبعة، كما عقد المرشحان عماد قميحة وعلي الامين باسم شبعنا حكي لقاء مع المرشح عماد الخطيب، ومرشح القوات اللبنانية فادي سلامة. كما جرى لقاء مع رئيس لائحة “فينا نغير” احمد الاسعد وجرت لقاءات مع ممثلي التيار الوطني الحر واتصالات غير مباشرة مع الحزب الشيوعي ومع منظمة العمل الشيوعي.

إقرأ أيضاً: «شبعنا حكي»: بعض قوى الاعتراض الجنوبي يديرها حزب الله من الكواليس

وفيما اكدت “شبعنا حكي” استمرار اتصالاتها من اجل تشكيل لائحة مكتملة للاعتراض تضم التنوع الجنوبي السياسي والاجتماعي على قاعدة كسر الاحتكار ورفض الاحادية الحزبية والدفاع عن حق الاختلاف” لفتت الى ان شبعنا حكي تتجه نحو تشكيل لائحة مكتملة، بعدما فشلت فرصة تشكيل لائحة اعتراض واحدة كانت تطمح “شبعنا حكي” للمساهمة في قيامها.

وفيما تحدد الايام المقبلة حتى تاريخ 26 الجاري الموعد النهائي لتقديم اللوائح الى وزارة الداخلية، فانه من المتوقع تبلور طبيعة اللوائح وعددها، والمرجح ان تشهد دائرة الجنوب الثالثة تشكيل ثلاثة لوائح معارضة.

السابق
دوران في حلقة مُفرغة
التالي
يا سماحتك…