التعيينات مؤجلة والجامعة اللبنانية عالقة في متاهة الطائفية

يقف بعض الوزراء حائلا دون تطوير الجامعة اللبنانية تحت عنوان طائفي ومذهبي. في ظل صمت مريب من الثنائية الشيعية. فماذا يقول المعنيون في هذا المجال؟

اشتغل رئيس الجامعة اللبنانية، البروفسور فؤاد أيوب، على ملف تثبيت الأساتذة المتعاقدين المستوفي للشروط الأكاديمية والإدارية والمرشحين للتفرغ في كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية، حيث فتح الملف بناء على معطيات أكاديميّة، من بينهم أساتذة قد استوفوا شروط التفرغ ورفعت أسماؤهم، لكن تم استثناؤهم في عمليتي التثبيت في العامين 2008 و2014. وقد سار البروفسور فؤاد أيوب بهذا الملف بعد تحديد اللوائح لجميع مستوفي شروط التفرغ.

إقرأ ايضا: البروفسور فؤاد أيوب: لإبعاد الجامعة اللبنانية عن المناكفات السياسية

لكن، الملف توقف فجأة. وتبين ان الاسباب غير علمية وغير أكاديمية، حيث اصدر البروفسور أيوب بيانا تفصيليا حول الموضوع وان كان قد اغفل السبب في توقيف الملف.

وللاطلاع على الموضوع، تواصل “جنوبية” مع الدكتور في العلوم الاجتماعية في الفرع الخامس، الاستاذ المتعاقد عباس رضا، الذي لفت الى ان “البروفسور فؤاد أيوب اشتغل على الملف وفقا للمعايير العلمية، وهو معروف بمناقبيته”.

وتابع الدكتور رضا، بالقول “قد توقف الملف لأسباب تبيّن انها مذهبية، اذ ان الذين تم استثناؤهم من التفرغ عام 2014 ينتظرون الحصول على حقهم، وقد اراد البروفسور أيوب انصاف هؤلاء المستثنين، الى ان تدخلت السياسة، وعطلت الملف”.

وبحسب مصدر من داخل الجامعة، اكد لـ”جنوبية” أن “السبب واضح ومعروف، فقد تبيّن ان عدد الملفات التي تستحق التثبيت بلغ 568 ملفا لأستاذ جامعي، وهم بأكثريتهم من الشيعة، مما أثار المسيحيين والسنّة. فوقف كل من التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل بوجه العمليّة ككل، فاستقر الملف في اللجان داخل الجامعة، وهي لجان جامعية مختصة”.

وبحسب المصدر “علما انه يجب ان يُقر في اللجان، ومن ثم يذهب الى وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، الذي يرسله بدوره الى مجلس الوزراء ليدرسه ويقرّه بعد مناقشته”.

ويتابع المصدر المطلع “بسبب ارتفاع عدد الاساتذة الشيعة مقارنة بالسنّة والمسيحيين تم ايقاف الملف، علما ان التعليم الجامعي غير معنيّ بالتقسيم والمحاصصة الطائفية”.

واكد المصدر بالقول “اننا نتهم الوزير جبران باسيل بالأمر، فهو رأس الافعى في هذا الملف. ولا بد من الاشارة الى صمت كل من حركة امل وحزب الله حيال هذا الملف كون معظم الاساتذة الشيعة المطلوب تثبيتهم هم من اليساريين والمستقلين الذين لا ينتسبون الى أية جهة سياسية”.

إقرأ ايضا: لجنة الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانية تطالب بمستحقاتها من الدولة

وختم المصدر، قائلا “الجامع هي التي تصدر العقول والابداع  فكيف يتم التعامل معها من باب الطائفية؟ فلسنا موظفين”.

وفي معلومات خاصة بموقع “جنوبية”، تقول ان وزير الخارجية جبران باسيل اجرى مؤخرا عملية توظيف لـ18 مسيحيا و7 شيعة في الخارجية دون اي اعتراض يذكر ولم يعتمد خلالها الميزان الطائفي.

السابق
عماد الخطيب: انا مرشح الأفعال لا الوعود في الجنوب
التالي
بن سلمان يتوعّد بردّ نووي على ايران اذا فعلتها