مؤتمر «روما2» ينعقد لدعم الجيش واستقرار لبنان

ينطلق في روما عصر اليوم المؤتمر الدولي لدعم الجيش اللبناني والقوى الامنية بمشاركة ممثلين عن 37 دولة والامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي. وقد امل الرئيس سعد الحريري لدى وصوله الى روما مساء امس للمشاركة في المؤتمر بنتائج ايجابية جدا.

ترقّبٌ إيجابي لبناني رسمي وسياسي، لِما سيتمخّض عن مؤتمر روما 2 المنعقد في العاصمة الايطالية، وحضَر لبنان فيه رسمياً عبر رئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفدٍ وزاري، وقائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. وقد بدأت أمس الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر برَز فيها لقاء الحريري بمساعِد وزير الخارجية الاميركية دايفيد ساترفيلد، وبَحث معه التحضيرات للمؤتمر، كما عَقد قائد الجيش لقاءً مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو وبحَث معه سُبلَ تطوير العلاقة بين الجيشين اللبناني والايطالي وتفعيلها. بحسب “الجمهورية” .

إقرأ ايضًا: «روما 2» ينطلق غدا في إيطاليا دعما للبنان

وصل الرئيس الحريري مساء أمس الى روما ليرأس وفد لبنان الى مؤتمر روما -2 .وبحسب “الجمهورية” يحمل الوفد اللبناني الوزاري – الأمني الذي يرافق الحريري الى المؤتمر خطة شاملة سيعرضها على الدول المشاركة لدعم الجيش والقوى الامنية على خمس سنوات. ويفتتح المؤتمر في الثالثة عصراًً بتوقيت روما في مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي الايطالية بكلمة لرئيس وزراء ايطاليا باولو جانتيلوني ثم يلقى الرئيس الحريري كلمة لبنان، كما يلقى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس كلمة المنظمة الدولية. ويعقد المؤتمر جلسة عمل مغلقة ويختتم بمؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية الايطالي انجيلينو الفانو.

وفيما عبَّر الحريري عن تفاؤله بالمؤتمر وأشار إلى إيجابيات مؤكّداً أنّه “سيكون هناك دعمٌ عربيّ كبير للبنان في مؤتمر روما، ونحن ملتزمون بالنأي بالنفس، والفرَقاء في لبنان يطبّقونه”، رأى عضو الوفد الوزاري وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ البيان الختامي للمؤتمر سيكون سياسياً، مستبعداً أن يكون هناك نصّ يؤثّر على استقرار لبنان.

وقال لـ”الجمهورية”: المجتمع الدولي متفهّم لأوضاعنا الداخلية ويولي أهمّية قصوى لاستقرارنا. وللمرّة الأولى يطرح لبنان استراتيجية لخمسِ سنوات للجيش وقوى الأمن الداخلي، وهذا أمر جيّد، وفي اجتماعاتي أنا شخصياً مع معظم السفراء المعنيين لمستُ إيجابية مطلقة لدعمِ لبنان”.

وأشار الى أنّ هذا المؤتمر “هو بتمثيلٍ عالٍ ويعكس نيّات جيّدة على مستوى كل الدول المشاركة، وستسمعون غداً (اليوم) أخباراً جيّدة، عِلماً أن لا أحد ينتظر مردوداً مباشراً، فالخطط ستناقش مع الجهات المعنية وتحتاج الى وقتٍ، وبالتالي على القوى السياسية في لبنان أن تحافظ على الاستقرار الداخلي للاستفادة من نتائج هذا المؤتمر”.  ورداً على سؤال قال المشنوق: “نحن لا نتوقع سلاحاً هجومياً، لكن أقلّه أنّ السلاح الدفاعيّ سيؤمّن وبتقنيات متطوّرة وعالية”.

اللافت أنّ الايجابيات التي تحرص المستويات الرسمية اللبنانية على إسقاطِها على المؤتمر ونتائجِه قبل انعقاده، مردُّها، كما كشَف مرجع سياسي لـ”الجمهورية”، إلى تأكيدات اقليمية ودولية تلقّاها أركان الدولة، وكذلك المراجع العسكرية والامنية بوجود توجّهٍ جدّي لتقديم الدعمِ الملموس للجيش والمؤسسات الأمنية، وهو الأمر الذي حفّز على إعداد جداول بالاحتياجات الأمنية والعسكرية.

وأكّد المرجع تفاؤله بأن يخرج لبنان من “التظاهرة الدولية” الداعمة له، بما وصَفها، “غنيمة دسمة” تسدّ ولو الحدَّ الادنى من الاحتياجات العسكرية والتسليحية. إلّا أنّ ما يخشاه المرجع المذكور هو دخول العامل الاسرائيلي على الخط ومحاولة التأثير على بعض الدول، لعرقلةِ الجهود الدولية الرامية الى دعمِ الجيش اللبناني، خصوصاً وأنّ المستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية عبّرت علناً عن اعتراضها على تسليح الجيش اللبناني بذريعة أنّ هذا السلاح يمكن أن يصل إلى “حزب الله”.”

إقرأ ايضًا: المشنوق يحشد الدعم للخطة الخمسية لقوى الأمن الداخلي

وتقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ ” الأنوار”  ان بيروت تعوّل على المؤتمر لتعزيز قدرات المؤسسات الامنية للسنوات المقبلة، وإغناء ترساناتها لا سيما البحرية والبرية منها. الا ان الدولة تدرك جيدا ان قطف ثمار الدعم ليس سهلا ولا مجانيا، بل يتطلب التزامات ومواقف واضحة منها، تريح وتشجّع المستثمرين في الحقل العسكري – الامني اللبناني.. فبحسب المصادر، أُبلغ لبنان الرسمي من أكثر من جهة أممية ودولية، أن ثمة ضرورة ليعلن لبنان بوضوح وقوفه تحت مظلّة القرارات الدولية وأبرزها القراران 1559 و1701، والذي يمكن اختصار جوهرهما بنقطتين: حصر مهمة الدفاع عن لبنان بالمؤسسات الشرعية اللبنانية فقط وضبط أي سلاح متفلّت منتشر في يد جماعات محددة على الساحة المحلّية.

ومن هنا، أتى إعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ ايام، خلال استقباله المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان برنيل داهلر كارديل، أن البحث في الاستراتيجية الدفاعية سينطلق بعيد الانتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل، في موقف أراد منه إرسال إشارة مطمئنة الى المجتمع الدولي، يؤكد له فيها ان العهد يعرف ما هو المطلوب منه جيدا، وهو لم يغفل عن واجباته، وسيتفرّغ لفتح هذا الملف الحساس والشائك، في المرحلة المقبلة.

السابق
المشنوق عن «روما 2»: نتوقع دعم لبنان يسلاح دفاعي بتقنيات متطوّرة
التالي
«شبعنا حكي»: بعض قوى الاعتراض الجنوبي يديرها حزب الله من الكواليس