تصريح جبران باسيل حيال اللاجئين… ابعاد انتخابية محلية ام دولية؟!

في تصريح غير مفاجئ دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لان تشطب الاونروا والحكومة اللبنانية كل لاجئ يغادر الاراضي اللبنانية. فكيف يقرأ كل من المسؤول الاعلامي لحركة حماس في لبنان رأفت مرة، والناشط الفلسطيني زياد عزيز هذه الدعوة؟

دعا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وكالة “الأونروا” الى “شطب كل لاجئ فلسطيني من قيودها في حال تغيبه عن الأراضي اللبنانية أو في حال استحصاله على جنسية بلد آخر، وذلك حتى تخفف من أعبائها المالية من جهة، ولكي تساهم في خفض أعداد اللاجئين في لبنان من دون التعرض لحق العودة الذي هو مقدس.”

وجاء كلامه خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي لحفظ الكرامة وتشارك المسؤولية وحشد العمل الجماعي من أجل “الأونروا”، الذي عقد في روما.

اقرأ أيضاً: أزمة «الأونروا».. لفرض توطين الفلسطينيين كأمر واقع

وتعليقا على تصريح الوزير باسيل هذا، قال المسؤول الاعلامي لحركة حماس في لبنان رأفت مرّة لـ”جنوبية”: “نحن نرفض المنطق الذي تحدّث به الوزير جبران باسيل انه اذا غادر الفلسطيني لبنان فانه يُشطب من سجلات الاونروا ومن سجلات الحكومة اللبنانية، ويُسقط عنه صفة اللاجئ لأن في ذلك خرق لكل المواثيق الدولية والعربية التي تثبت صفة اللاجئ للفلسطينيين”.

وهذا التصريح، برأي مرّة “مشبوه في توقيته وهو الذي يلتقي مع عملية تهويد القدس، ولا يخدم اللبنانيين كونه يحمل خطورة كبيرة على اللاجئين، ويعرّضهم لأي مخطط ويفتح الباب على احتمالات كثيرة”.

ويضيف مرّة “الحل لا يكون بتصريحات مسيّسة، وهو يتلاقى مع الخطة الاميركية في تصفية الاونروا. لان الحل لا يكون بتصفية قضية اللاجئين والالقاء بها الى المجهول. مما يدعونا الى موقف شامل لا يدفع الفلسطينين ثمنه”.

ويختم، رأفت مرّة، بالقول “اللبناني سيدفع ثمنا كبيرا جراء التوطين. وطالما ان الفلسطيني يحمل صفة لاجئ فان حق العودة واجب على الجميع، بغضّ النظرعن الحقوق الانسانية للفلسطينيين في لبنان”.

من جهة ثانية، يرى الناشط المدني الفلسطيني، زياد عزيز، ان “أهم نقطة بالموضوع هي انه يحرم الفلسطيني اللاجئ حرية التنقل، فلا يستطيع ان يخرج من لبنان للزيارة او الطبابة او الدراسة، وهذا مخالف لأبسط القوانين الدولية فيما يتعلق بحقوق اللاجئين”.

ويضيف، زياد عزيز، قائلا “ان هذه التصريحات لها علاقة بانتخابات شهر آيار المقبل، وهذا التصريح ذو شقين الاول داخلي والثاني خارجي. حيث ان اوساطه الشعبية ستنتخبه، اما البعد الدولي الخارجي فمرتبط بسياسة ترامب حيال الاونروا”.

اقرأ أيضاً: الأونروا هي الحلّ.. وليست المشكلة

وبحسب عزيز، ان “الاونروا كانت مموّلة بشكل كبير من واشنطن، وهي التي تحاول انهاء قضية اللاجئين من خلال انهاء الاونروا للضغط على السلطة الفلسطينية فيما يخصّ الشتات للقبول بصفقة القرن وتصفية قضية اللاجئين وحق العودة”.

وكان المتخصص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي، قد كتب على صفحته، على الفايسبوك، قائلا انه “بمشاركة 90 دولة من مختلف العالم وحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومنسقة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني يكون مؤتمر روما لإنقاذ “الأونروا” الذي انعقد اليوم بهدف سد العجز في ميزانية الوكالة، قد أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الإهتمام الدولي بملفاتها المتعددة والمتكاملة كقضية اللاجئين وحق العودة. الا انه 90 دولة تعهدت في مؤتمر روما اليوم بدفع 100 مليون دولار من أصل 446 مليون دولار المطلوبة لسد العجز المالي للأونروا”.

فما هو البديل لحل هذه الاقضية على نحو يحفظ حق العودة وقضية اللاجئين؟

السابق
إساءة للسعودية بين ريفي والضاهر وعين على لوائح «المستقبل»
التالي
جواسيس روسيا يسببون أزمة دولية