مجازر الغوطة تثير أميركا وتهديدات متبادلة بين موسكو وواشنطن

هل سوف تكون سوريا مسرحا للمواجهة العسكرية قريبا بين المعسكرين الأميركي والروسي؟

تحت غطاء جوي روسي لا يزال النظام السوري ماضيا بإرتكاب مجازر وحشية في الغوطة الشرقية منذ  أكثر من ثلاثة أسابيع بحيث وصلت حصيلة القتلى  إلى 1170 مدنياً، بينهم أكثر من 240 طفلاً، كما أدى الى إصابة أكثر من 4400 بجروح.

وعلى الرغم من الضغط الدولي لجهة وقف إطلاق النار، يواصل النظام السوري حملته العسكرية على الغوطة، في خرق واضح للقرار 2401  الصادر عن  مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 24 شباط الفائت، والذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والسماح بدخول المواد الغذائية والإجلاء الطبي، بينما سعت روسيا إلى تجاوز القرار، عبر “هدنة إنسانية” أعلنتها من جانب واحد لخمس ساعات يومياً.  حتى أن تقارير عدّة تحدثت عن شن الطائرات الروسية في 28 شباط 46 غارة على الغوطة.

إقرأ ايضًا: نظام الأسد يقصف الغوطة بالكيماوي متسلحاً بالحماية الروسية

ويبدو أن صبر الولايات المتحدة الأميركية على التجاوزات السورية والروسية قد نفذ، إذ حذرت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أمس(الإثنين)، من أنه إذا تقاعس مجلس الأمن عن اتخاذ إجراء بشأن سوريا فإن واشنطن «ما زالت مستعدة للتحرك إذا تعين ذلك»، مثلما فعلت العام الماضي عندما أطلقت صواريخ على قاعدة جوية للحكومة السورية بسبب هجوم بالأسلحة الكيميائية أسفر عن سقوط قتلى. وأكدت أن “وضع المدنيين في الغوطة الشرقية بائس. والولايات المتحدة سوف تتحرك”. واتهمت هيلي روسيا بالتصويت لصالح وقف إطلاق النار لكنها “تجاهلته على الفور”.

وشهدت جلسة مجلس الأمن أمس في نيويورك حملة اتهامات عنيفة ضد روسيا تولتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي حمّلت موسكو مسؤولية عدم التقيد بوقف إطلاق النار في سوريا.

التصعيد الأميركي واجهه في المقابل تصعيد روسي جاء على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف الذي حذر من “عواقب وخيمة” في حال نفذت الولايات المتحدة غارات جديدة على سوريا”. بحسب ما نقلت وكالة أنباء  تاس الروسية.

وسط هذه الأجواء المشحونة والتصعيد المتبادل هل سوف نشهد مواجهة أميكرية – روسية في سوريا؟

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع الخبير في العلاقات الدوليّة، الدكتور وليد عربيد الذي رأى أنه ” مما لاشك فيه ان التطورات الحاصلة في سوريا على الساحة العسكرية والسياسية بين العملاقين قد يودي الى مجابهة نظراً لاختلاف و جهات النظر في الحل النهائي للازمة السورية” لافتا إلى أن “هناك ” مجموعة من العوامل الإقليمية والداخلية تدفع المجابهة بينهما نحو التوتر والنتائج من الممكن أن تكون خيمة بالنسبة للسلام العالمي.”

وأشار إلى أن ” التهديدات الأميريكية ليست جديدة بالتهديد بالتدخل عسكرياً دعما للمعارضة أو للأكراد و”قسد” من اجل ان  تبقى واشنطن لاعبا أساسيا في المنطقة وتحقق مشاريعها و هي صفقة القرن والمسألة الكردية وتحالفها مع دول الخليج في مواجهة ايران”.

وتابع “لذلك يجب ان ننظر الى مجلس الأمن وكيف سوف يردّ التحالف الروسي الصيني على واشنطن في هذا الملف لان الرئيس الأميركي ترامب يريد توجيه ضربة عسكرية لتوجيه إهتمام  الرأي العام  الاميريكي نحو الخارج كي يرتاح داخليا”.

إقرأ ايضًا: «مجزرة الغوطة» تثير الرأي العام العالمي ضدّ نظام الأسد!

من جهة اخرى رأى عربيد أن “موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي مع حلفاءها في سوريا بدليل أن وزير الخارجية أكد مراراً بان الرد سيكون موجعاً وأن روسيا سوف تتمسك اكثر وأكثر بالرئيس الأسد كلاعب على الساحة الداخلية السورية وان الجيش السوري مستعد للرد على جبهتين الشمالية والجنوبية من اجل وحدة الدولة. بينما الدول الكبرى ولاسيما واشنطن تطرح مشاريع التقسيم في المنطقة من اجل حماية وأمن اسرائيل.”

وختم عربيد بأن “واشنطن تهدد بضربة عسكرية من الـ “ا م  كا” تكون مدروسة بطريقة تحفظ ماء وجهها”.

السابق
تسميم العميل الروسي يهدد بأزمة دبلوماسية بين موسكو ولندن
التالي
المشنوق: مبروك زياد عيتاني مبروك شعبة المعلومات