«عفة» المسلمة وعريّ «الغربيّة» في ميزان الخامنئي

علي خامنئي
احتفل العالم كله يوم أمس بيوم المرأة العالمي، الذي حددته الأمم المتحدة، لكن للجمهورية الاسلامية الإيرانية لديها يوم إمرأة خاص بها، والذي حُدد بيوم ولادة السيدة فاطمة الزهراء.

قارن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي الخامنئي بين «عفة» المرأة المسلمة و«تعريّ» المرأة الغربيّة. ففي كلمة له بمناسبة يوم المرأة في إيران، قال ان “المرأة المسلمة تتحلى بالایمان والعفّة. فثمة نماذج منحرفة تتمثل الیوم في المرأة الغربیّة، حيث تعمل على استقطاب أنظار الرجال، وتهییج غرائزهم الجنسیة على العكس من المیزات البارزة التي للمرأة المسلمة. فالتعريّ من میزات المرأة في الغرب، حیث الرجال يرتدون ملابس محتشمة تماما، في حین ان المرأة تتعرى ما استطاعت. فالاسلام أغلق بواسطة الحجاب طریق وصول المرأة إلى نقطة الانحراف هذه”.

اقرأ أيضاً: «ضديّ» إنتاج «كفى»: قصص سبع نساء مع المحاكم الشرعية والروحية

الشاعرة والمحامية مريم شعيب، تقول لـ”جنوبية”: “صحيح انا لست محجبة، وأعمل على ان اكمل ما بدأت به بالحجاب، ومع ان الاصل في الدين هو وجوب الحجاب، ولكن في هذا العصر، ومع هذا المجتمع المنفتح كليّا على الغرب وحبّ التقليد له ايضا، صار الحجاب ليس هو وحده عنوانا للعفة، لذا لا بد ان يُصاحب وجوب الحجاب الالتزام بالمبادئ الاخلاقية، والواجبات والفرائض الدينية المتممة له، حتى يكون الحجاب مثالا للعفة، فالبعض من السافرات – والسفور هنا بمعناه غير السلبي – التي لا تضع غطاء على الرأس، غير المحجبات، ترتدي اللباس الفضفاض الذي لا يبرز الجسم بشكل فاضح ولا تثير”.

مريم شعيب

وتشدد مريم شعيب انه على “العكس هناك بعض المحجبات اللواتي تضعن الحجاب على الرأس، ولكنها تلبس الملابس التي تبرز المفاتن، وهي مثيرة اكثر من ملابس غير المحجبة، فضلاً عن وجود بعض المحجبات التي تدفع بالرجل لارتكاب المحرمات سواء معها او مع غيرها بتصرفاتها المثيرة والغير لائقة أصلا بحجابها ما يؤدي للإساءة لمفهوم الحجاب وقدسيته. وهناك غير المحجبة التي تلبس الملابس المحتشمة، وتتصرف بما يمليه عليها الدين من أخلاقيات وحشمة. فالحجاب، برأي الاستاذة مريم شعيب، واجب علينا، مع شرط ان نحسن الالتزام به، لا أن نضعه على رأسنا فقط، ونرتدي الملابس مغرية”.

“ومع احترامي لكلام سماحة السيد، ولرأيه في موضوع الحجاب، وهو رأي صحيح، فالحجاب فرض وواجب. لكن لنأخذ مثلا الايرانيات معظمهن يرتدين الحجاب كواجب وفرض عليهن من النظام، على الرغم من ان بعضهن غير ملتزمات دينيا وبعضهن غير مسلمات”.

وتختم ”بأنها لا تجد عذرًا لنفسها ولا تبرر عدم التزامها وغيرها بالحجاب، ولكنها ثؤكد على ضرورة الالتزام بالمباديء الاساسية للدين حتى تتوفر للحجاب قيمته ومفهومه بالمعنى الحقيقي له وهو (العفة)”.

وفي اتصال مع المشرفة الاجتماعية، واستاذة الشريعة هناء هاشم، علقت على حديث الخامنئي، فقالت لـ”جنوبية”: “كلام جميل جدا، وبمعنى آخر انه يريد القول ان المرأة جوهرة، والجوهرة كالمّاس يجب حفظه بعيدا عن الأيدي وعن الناس”.

هناء هاشم

وتضيف هناء هاشم، المجازة في اللغة العربية، بالقول “لكن لا يجب ان نتهم المرأة غير المحجبة بالانحلال، لكنها كأي غرض يمكن ان تطاله اليد، فعندما يكون هناك حجاب، فإنها تُحفظ. إنه كلام حلو، وليس آت من الفراغ”.

وترى، هاشم، ان “التعريّ، المقصود بكلام سماحته لا يعني بذلك غير المحجبة، وانما المحتشمة، والمرأة المحجبة هي التي تحمي نفسها، وليست كالتي تمشي عارية في الطريق”.

وتختم، هناء هاشم، بالقول “ان الحجاب برأي سماحته هو الستر الذي أمر به نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكن غير المحتشمة ليست التي لا ترتدي الحجاب، وهي تراعيه من خلال لباسها، انما غير المحتشمة التي تمشي في الشارع مائلة ومميلة، كما ذكرهم رسول الله، نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات..،  والقصات الشيطانية التي ابتدعوها، ونهى عنها الشرع”.

ويبقى السؤال انه كيف يمكن لمرجعية دينية ان تخلط بين العفة والاحتشام، وان تضعه مقابل السفور والتعريّ، فالغربيّات غير المحجبات مسلمات او غير مسلمات، ناجحات ومتميّزات وبارزات ورائدات في اعمالهن الأسرية والتعليمية.

اقرأ أيضاً: 111 إمرأة لبنانية للنيابة… في يوم المرأة العالمي!

فلماذا لا يرى المسلمون في المرأة سوى انها عورة يجب سترها، والخامنئي يثبت انه كغيره من رجال الدين المتشددين من مسلمين، الذين لا يهمهم من المرأة سوى هاجس حجابها كي لا يفسد المجتمع، اما الرجل فهو بريء من تهم السقوط الاخلاقي، ويحق له فقط ان يبني المجتمع.

السابق
العميد جابر مرشح «الأكثرية الصامته»: الثنائية الشيعية شاركت في الفساد
التالي
سجناء رومية يتعرضون للأذية.. والمحامي صبلوح يناشد المعنيين