المرأة في برلمان لبنان: المطلوب كثرة عدد أم فعاليّة!

الانتخابات النيابية اللبنانية
سعيّ غير مسبوق من السيدات اللبنانيات لدخول البرلمان في الانتخابات القادمه بعد شهرين. فهل ان الدافع نسوي حقوقي أم مجرد وجاهة، كما هي عادة رجال الاعمال في لبنان، الذين غزوا المجلس منذ تأسيسه؟ فماذا يقول كل من جمال غبريل ووفيق الهواري وليلى عواضة عن الخطوة هذه؟

كثرت التعليقات حول ارتفاع عدد المرشحات الى برلمان عام 2018، وتناولت االتعليقات مختلف الجوانب، والمستغرب ان الاحزاب اظهرت لا مبالاة تجاه ترشيح سيدة من صفوفها، وكانت معظم الترشيحات النسوية آتية بناء على قرار شخصي وخاص.

مع العلم ان المجلس النيابي اللبناني يضم عددا من النواب الآتين من عالم الاعمال و”البيزنس”. فهل ان نضال النسويات وجهودهن ضاع في هذه الفرصة فلم نشهد حالات ترشيح بناء على الاعتراف بأهمية تغيير وضع المرأة اللبنانية على كافة الصعد؟

 

في هذا المجال، رأت عضو مجلس ادارة المجلس النسائي العالمي، ورئيسة المجلس النسائي اللبنان السابقة، جمال هرمز غبريل، ردا على سؤال حول امكانية اقامة تكتل نسائي داخل البرلمان 2018 يخدم قضايا النساء، انه “اذا نجحن لا أعرف كم سيؤثرن. فهناك مرشحات اشكال وانواع، وقد يشكلن اضافات، ولا يتوقف الامر على العدد والكم، بل على نسبة المعرفة لديهن حول مشاكل المرأة اللبنانية، فالجميع يتحدث عن الكوتا والقانون، ولكن العارفات بالقضية هنّ قلة، والحديث عن المرأة يظهر في لبنان غالبا كموجة. وقد يؤثرن اذا كن كتلة واحدة، والا فامرأة واحدة هنا تكفي”.

اقرأ أيضاً: المرأة اللبنانية والانتخابات النيابية: بين الجدارة والمظاهر الخادعة

وتلفت غبريل الى انه “اذا لم يكن هناك موافقة من رئاسة الطائفة التي تنتمي إليها النائبة على تعديل أي قانون تصير المرأة كالرجل، لان القانون النسبي فرض استبعاد الكفاءات، والمطلوب ليس الكفاءة، بل الإستزلام، والا لكانوا جعلوا لبنان دائرة واحدة لو ارادوا التغيير”.

وتختم، جمال غبريل، قائلة: “لذا لن يتم اي خرق في هذا المجال، في حال، لم تكن النساء معا، ولو نجحت واحدة او اثنتين او ثلاثة، ولم تكن تعرفن مشاكل النساء، فلن يستطيعن التغيير. واذا لم يكن هناك قرار اعلى بالتغيير فلن يتغير أي شيء. فكل السياسيين دعموا الكوتا النسائية، ولكن عمليّا لا تغيير”.

وفي تعليق للناشط وفيق الهواري، حول الموضوع، قال لـ”جنوبية” إنه “ليس من المهم عدد النساء اللواتي يمكن ان يدخلن البرلمان، واذا كان العدد مرتفعا ام لا، بل ان اتخاذ القرارات النسوية التي تدفع المجتمع الى الامام نحو المساواة هي المهمة”.

ويتابع الهواري “المهم البرامج التي تحملنها هذه النساء، ومدى قدرتهن على تحويلها الى قضايا مجتمعية، تدفع الى الضغط من اجل تعديل القوانين الموجودة او الى وضع قوانين تطور البنية المجتمعية”.

ويختم، وفيق الهواري، بالقول “على سبيل المثال عندنا في المجلس النيابي الحالي اربع نساء، والسؤال ما هي مشاريع القوانين التي طالبت بها هؤلاء النساء لالغاء التمييز ضد المرأة، وماذا كانت مواقفهن من تعديل بعض القوانين. فهذا يؤكد على اهمية البرنامج الذي يحمله المرشح او المرشحة، وليس على جنس المرشح”.

ليلى عواضة

وحول جدوى وصول عدد كاف من السيدات الى البرلمان في ظل ترشح 111 سيدة، قالت المحامية ليلى عواضة باسم جمعية “كفى”: “يجب ان يتكتلن حول الموضوع الحقوقي النسوي. وقد ترشحت رئيسة “كفى” زويا روحانا، في دائرة الشوف عاليه، ببرنامج نسوي، واول مطالبها هو قانون الأحوال الشخصية، وسقفها سقف “كفى”. فهل ستسعى”كفى” لجمع النائبات الفائزات ضمن تكتل واحد للمطالبة بحقوقهن، ختمت ليلى عواضة، حديثها بالقول، “اننا سنعمل معهن لتبنيّ القضايا النسوية في البرلمان”.

السابق
«ضديّ» إنتاج «كفى»: قصص سبع نساء مع المحاكم الشرعية والروحية
التالي
زياد عيتاني ما زال محتجزاً.. والحلبي لـ«جنوبية»: احتجازه تعسفي!