الحريري عاد ومقعد السنيورة الملتبس في صيدا قيد الدرس

يُنتظَر أن تنصبّ الاهتمامات والمتابعات اليوم على حركة رئيس الحكومة سعد الحريري العائد من زيارة ، للمملكة العربية السعودية، وذلك لمعرفة نتائج هذه الزيارة من خلال الخطوات التي سيتّخذها، ‏سواء على المستوى الانتخابي، أو مستوى علاقاته مع مختلف القوى السياسية.

عاد الرئيس الحريري مساء الى بيروت وبرز أول تحرك فوري قام به بزيارة مفاجئة ‏للرئيس فؤاد السنيورة، علمت “النهار” ان الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الذي زار ‏بيروت الأسبوع الماضي سيعود اليوم إليها لاستكمال لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية التي لم يتمكن من ‏لقائها في زيارته الاولى بعدما اضطر الى العودة بسرعة الى الرياض للمشاركة في اللقاءات التي عقدت بين ‏المسؤولين السعوديين والرئيس الحريري‎.‎
‎ ‎
‎ ‎إقرأ ايضًا: هل سيعود الحريري من السعودية بتموضع جديد؟

أما الرئيس الحريري الذي كان التقى ليل السبت – الأحد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان للمرة الثانية، ‏فعاد مساء الى بيروت وزار فور عودته يرافقه نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والوزير غطاس خوري ‏الرئيس السنيورة في منزله في منطقة بلس وصرح على الاثر بانه طلب منه “المضي في ترشحه للانتخابات ‏النيابية في صيدا، وهو طلب مني أن يأخذ وقته بعض الشيء على أن يعطي الجواب النهائي غدا”. وقال: “كما يعلم ‏الجميع، فإن الرئيس السنيورة من أفراد البيت، وكل التضحيات التي قام بها أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ‏والاستهداف الذي تعرض له طوال تلك المرحلة، كان استهدافاً سياسياً، حتى أن البعض حاول أن يتناوله بالأمور ‏الشخصية. بالنسبة إلي، الرئيس السنيورة ركن أساسي معنا، وهو سيكون دائماً معنا إن شاء الله. من هنا أتيت لكي ‏أتمنى عليه المضي بترشحه، وهو من جهته استمهلني‎”.‎
‎ ‎
ووصف زيارته للسعودية بأنها “كانت ناجحة جداً حيث عقدت لقاءات عدة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ‏والمسؤولين السعوديين، وقد اتفقنا على حضور المملكة في مؤتمري روما وباريس، وهم أكدوا مشاركتهم الفعلية ‏بهذه المؤتمرات. البعض كان شكك في علاقة سعد الحريري بالمملكة العربية السعودية، وأنا أرى أن هذه الشكوك ‏التي حاول البعض أن يزرعها خلال كل هذه المرحلة ذهبت، والعبرة في النتائج. فالكل سيرى كيف ستدعم المملكة ‏سعد الحريري ولبنان في مؤتمري روما وباريس، والأهم بالنسبة إلي دعم السعودية للبنان، فهو ليس دعما ‏شخصيا بل للبلد‎”.‎
‎ ‎
‎ ‎‎
أما الرئيس السنيورة الذي شكر للرئيس الحريري مبادرته، فأوضح انه “بقدر ما أثمن هذا الموضوع تمنيت عليه ‏أن يمهلني لأفكر خلال الساعات الـ24 المقبلة، وسأعقد مؤتمراً صحافياً غداً (اليوم) لأعبر عما قررته في هذا ‏الشأن، ونحن دائما نقرر الخير”. وسيعقد السنيورة مؤتمره ظهر اليوم في مجلس النواب‎.‎

 

ويُنتظر أن يُعلنَ الحريري بين اليوم وغداً بحسب “الجمهورية” أسماء مرشّحي تيار “المستقبل” في كلّ الدوائر الانتخابية قبل إقفال ‏وزارة الداخلية بابَ الترشيحات رسمياً منتصَف ليل غدٍ الثلثاء ـ الأربعاء، على أن يُعلِن لوائح “المستقبل” ‏وتحالفاته في وقتٍ لاحق من هذا الشهر‎.‎

وتردّدت معلومات أنّ الحريري سيزور قريباً كلاً مِن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب ‏نبيه بري للتشاور معهما في مستقبل الأوضاع في ضوء نتائج محادثاته مع المسؤولين السعوديين، وهو كان قد ‏اتّصَل بهما أمس وأعلمهما بعودته من الرياض والتي دامت زيارته لها ستة أيام، والتقى خلالها كلاً من خادم ‏الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعَقد لقاءات عدة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولين ‏سعوديين آخرين‎.‎.‎

وأشارت “الجمهورية إلى أن هذا الأسبوع سيكون  انتخابياً بامتياز لأسباب عدة، ‏أبرزُها‎:‎ ‎إنتهاء مهلة تقديم طلبات الترشيح للانتخابات النيابية ليل غدٍ الثلثاء ـ الأربعاء، وبالتالي تبَلوُر أسماء المرشّحين ‏النهائيين في كلّ الدوائر الانتخابية‎.

‎تبَلوُر صورة التحالفات واللوائح الانتخابية بوضوح أكثر، على أن تتبلوَر اللوائح والتحالفات رسمياً قبل نهاية ‏الشهر‎.

‎معرفة حدود الدور السعودي في لبنان خلال المرحلة المقبلة في ضوء زيارة الحريري إلى الرياض‎.‎

ولاحظت مصادر اللواء، ان أوّل شيء عمله الرئيس الحريري بعد عودته، هو زيارة الرئيس السنيورة في منزله في ‏شارع بلس طالباً منه المضي في ترشحه للانتخابات النيابية في صيدا‎.‎

إقرأ ايضًا: زيارة الحريري الى الرياض تفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية السعودية

وبحسب هذه المصادر، فإن الوقوف على خاطر الرئيس السنيورة، وبالتالي اقناعه بالترشح عن صيدا، أو عن أي ‏دائرة يكون الفوز فيها مضمونا لتيار “المستقبل” كان من النتائج الأوّلية للمحادثات التي أجراها الرئيس الحريري ‏في الرياض، سواء مع ولي العهد الأمير الذي التقاه عدّة مرات بحسب قوله أو مع المسؤولين ‏السعوديين. بالإضافة إلى مسألة ‏التحالف مع “التيار الوطني الحر” حيث رأى المسؤولون السعوديون ان لا ضرورة لفك هذا التحالف إذا كان فيه ‏مصلحة وضرورة لـ”المستقبل”، على قاعدة عدم التعاون مع حزب الله‎.‎

وإذا كان جواب السنيورة سيعلن اليوم، مع الترجيح بأن يكون سلبياً، ، الا ان عدم ‏توصل حزب الله إلى تفاهم مع التيار العوني حول المقعد الشيعي في جبيل، وكذلك الأمر بالنسبة للمقعد الماروني ‏في بعلبك- الهرمل، يُمكن ان يكون مؤشرا على ان ينسحب هذه الافتراق بين الحليفين على دوائر أخرى مثل بعبدا ‏وجزين، وبالتالي يوفّر فرصا إيجابية لاستمرار الرئيس السنيورة للترشح في صيدا، على أساس ان أصوات ‏الثنائي الشيعي ستذهب لتأييد النائب السابق اسامة سعد في صيدا وابراهيم عازار في جزّين، وربما صلاح ‏جبران، وتصب أصوات التيار العوني في جزّين لمصلحة تيّار “المستقبل‎”.‎

السابق
كيف تصرف زوج المقدم الحاج استدعائها الى التحقيق؟
التالي
عماد الحوت: الجماعة الإسلامية حجزت مقعدها في بيروت