لهذه الأسباب يدعم حزب الله مرشحي الأسد

منير الربيع

حين يستفيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، على جراحه، ويبدأ باستشعار التحامها، فإن أول ما سينظر إليه ويسأل عنه، هو ما خسره. أول الأسئلة سيكون عن لبنان، تلك “المحافظة” التي خسرتها دمشق باكراً. هي أول المحافظات التي سقطت في موجة الربيع العربي. كانت ربيع بيروت، الذي تحدّث عنه سمير قصير. ربيع العرب الذي أزهر في بيروت، وأعلن أوان الورد في دمشق، بعد ست سنوات. ومن أطلق الرصاص على رأس هذه الكلمات في العام 2005، سيعود للانتقام من الشهيد بعد 12 سنة.

سيسأل الأسد عن بيروت، أول محافظة خسرها، يريد استرجاعها في خطوته الأولى. للأسد حلفاء، على العهد باقون. يستعدّون لملاقاة تعافيه، وتقديم قربان صموده في ربيع 2018. يسعون لتقديم برلمان له، سيفرض توازنات سياسية جديدة، تتشكل على أساسه حكومة تكرّس انتصارات الأسد، وسحق حملان السياسة الذين توهّموا يوماً أنهم سيقاضونه.

اقرأ أيضاً: روسيا تقود الإبادة في الغوطة أم يقودها الأسد والإيرانيون؟

بيروت أهم من إدلب. وساحة النجمة، أولى من ساحة العباسيين، أو ساحة الساعة في حمص. لا ضير في مسح ساحة الساعة عن الخريطة، لكن بيروت، ساحة الشام إلى العالم، الاحتفاظ برونقها، وأكثر مبانيها شهرة ضرورة تتقدّم على استعادة البادية. ساحة النجمة الحبيبة، تستعيد الرقّة. وبدونها ينقطع خيط التواصل بين سوريا والعراق. وحده خرق القواعد العسكرية الأميركية في الشرق السوري، يمكن خرقه في إعادة تثبيت النفوذ في بيروت. وتسجيل هذا الخرق، لا يمكن إلا بالاثبات أن الأسد في بيروت أقوى منه في دمشق. على أرض الشام، قوى متعددة تتنازع السيادة السورية. في بيروت، عنق السيادة سيكون في يد الأسد فحسب، بالمشاركة مع حلفائه.

إنها فرصة إعادة إحياء النظام السوري في لبنان. بدأت رمزياً، وستستكمل عملياً في انتخابات أيار 2018. أولى خطوات استعادة “البلد السليب” بدأت في بعض الأسماء التي شاركت في حكومة ابن الشهيد. استدعاء الصحافيين، وحملات الترهيب أو محاولات القمع، خطوات جديدة على طريق إعادة إنعاش الذاكرة. والهجوم الكبير بدأ ترشيحاً. هجمة حلفاء النظام كبيرة، الفرصة سانحة لإعادة بسط النفوذ، مع استعادة النظام أنفاسه، على مرأى العالم.

سيكون المجلس صادماً. وجوه كثيرة ستغيب، وأخرى ستعود بعد غياب. ليس بالضرورة أن يعود كل أصحاب الأسماء المطروحة ترشيحاً، لكن كتلة النظام السوري ستكون وازنة في البرلمان. بمجرّد إعادة السماع بأسماء المرشحين، يكفي البعض لاستعادة أيام الرعب، أو لحظات استصعاب مسير جلسات المجلس الجديد. عودة اللواء جميل السيد، ستكون الأكثر دوياً. يسبقها صدى سماع أسماء المرشحين، من التداول في احتمال ترشّح اللواء علي الحاج، وربما العميد مصطفى حمدان، وغيرهم. إنها مرحلة طيّ صفحة 2005.

في العام 2005، سلّم النظام السوري نفوذه اللبناني إلى حزب الله، واليوم يعيد حزب الله النفوذ السوري إلى لبنان، ليكون تحت سقف الحزب. على قاعدة التسليف المتبادل. في مجلس عودة سوريا إلى لبنان. ليس النقاش في مراحل اعتبار أن ثمة قاعدة ابتزازية صامتة بين الطرفين. يصر حزب الله على دعم مرشحي النفوذ السوري، بعد ابتزاز من جانب النظام، يريد دعم هؤلاء المرشحين الذي يعيدون دوره في لبنان، لأن عدم تحقيق ذلك، سيدفع الأسد إلى الإقتراب أكثر من الروس على حساب الإيرانيين. دعم هؤلاء المرشحين يهدف إلى إبقاء الأسد في حضن إيران، ولبنان في فم الأسد.

السابق
الخطاب الانتخابي لدى حزب الله والمستقبل: بين خياري المقاومة والإنماء
التالي
عن «العودة» السعودية إلى لبنان