هنا البطولة والتضحية الأعظم؟

هذا ما قلته لصديقي وهو فقيه بارز عالم دين شيعي إمامي:

أريد أن أقول لك شيئا في غاية الأهمية والوضوح وهو:
ليس من البطولة ولا من الإنصاف ولا من العدل أن تؤلف 20 كتاباً في نقد مذاهب الآخرين ولا تؤلف مقالاً واحداً في نقد مذهبك.
مع علمك ويقينك بوجود فجوات خطيرة في جدار معتقدات مذهبك وفتاواه.

إقرأ أيضاً: ماذا تقول الفعاليّات الشيعيّة عن حرية النقد في قضية الشيخ مشيمش(2/2)

ومع علمك ويقينك بأن مذهبك ليس مذهبا إلهيا صافيا 100% ، ولم يُوَقِّع عليه رسول الله (ص ) بختمه الشريف لتبرأ ذمة من عمل به واعتقد فيه من دون تحقيق ولا تدقيق بأي سطر من سطوره !

انتقادك لمذاهب الآخرين
مهمة سهلة ويسيرة ومربحة
تجلب لك غنائم من قومك مادياً ( كالخمس )
والزكاة والهدايا والتبرعات وترفعك معنوياً أيضا
وليس فيها شيء من البطولة والإنصاف والعدل
إن البطولة والإنصاف والعدل والتجرد صفات عظيمة شريفة سامية تُحْرِزُها حينما تنتقد مذهبك ، لكنك تهرب وتتهرب من هذا الإنتقاد لماذا؟
لأنك تعلم بأنه سيجرك لمواجهة مع قومك ويحتاج لتضحية في مواجهة متحجري قومك ومتعصبيه وبخاصة مع رجال الدين وأحزاب الدين الذين يعتقدون بأن حقائق الله تعالى كلها في مذهبهم !!! وبأن الحق يدور معهم كيفما داروا!! وبأن الجنة خلقها الله لهم حصريا !!! وبأنهم شعب الله المختار !!! وأنهم الطائفة الوحيدة الناجية من نار جهنم !!!

إقرأ أيضاً: حرية الرأي وحزب الله: الشيخ حسن مشيمش إنموذجا (1/2)

وأنت يا صديقي لا تريد مواجهتهم لأنك لا تريد التضحية بشيء من أعصابك ولا العفة والتعفف عن أموال الزكاة والخمس أموال الفقراء لا الفقهاء .
قال الإمام علي (ع):
{ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممن قدر فعفّ ، لكاد العفيف أن يكون ملَكاً من الملائكة}.

السابق
فارس سعيّد: تعيين ناتالي مرعب مكان نجوى سويدان هو قرار سياسي
التالي
إلتحق بالنصرة.. فكان ضحية قبضة الأمن الداخلي