هل سيعود الحريري من السعودية بتموضع جديد؟

استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس سعد الحريري في الرياض امس، إستحوذ أهمية كبيرة لجهة كيفية إنعكاسه على الداخل اللبيناني.. والعلاقات السعودية اللبنانية.

تستمر الأنظار شاخصة الى الرياض التي يزورها رئيس الحكومة سعد الحريري ملبّياً دعوة رسمية، ولقي فيها أمس حفاوة ملكية لافتة، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالمراسم والتقاليد التي تليق باستقبال رؤساء الدول، فأجلسه الى يمينه في مكتبه بقصر اليمامة، على أن يستقبله اليوم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لقاء ينتظر ان يفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، فضلاً عن الصفحة الجديدة التي فتحتها السعودية في علاقاتها مع لبنان، بعد ما شابَها من التباسات وشوائب بعد إعلان الحريري استقالته الشهيرة من الرياض، والتي عاد عنها لاحقاً.

إقرأ ايضًا: زيارة الحريري الى الرياض تفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية السعودية

وقالت “النهار” مع ان النتائج التفصيلية لزيارة الحريري للسعودية قد لا تكون متاحة بسرعة نظراً الى ان هذه الزيارة تخرج عن الاطار التقليدي وتتسم بخصوصيات ودلالات بارزة يتوقع معها ألا تظهر النتائج سريعاً، فان ذلك لم يحجب أهمية حصولها شكلاً ومضموناً وتوقيتاً إن من الوجهة اللبنانية، أو من الوجهة الاقليمية الاوسع. والواضح في هذا السياق واستنادا الى معطيات مصادر مطلعة ومعنية بزيارة الرئيس الحريري للرياض وقبلها زيارة الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا لبيروت ان “الحدث السعودي” الذي ظلل الواقع اللبناني في الايام الاخيرة أثبت بما لا يقبل جدلاً بأن “عودة” المملكة العربية السعودية الى لبنان لا تقتصر بابعادها ودلالاتها ونتائجها المرتقبة على الواقع اللبناني وحده، بل شاءت الرياض من خلالها اطلاق رسائل تؤكد انها معنية بتصويب ميزان القوى الداخلي في لبنان والحفاظ على توازن سياسي يمنع تبديل صورة لبنان وواقعه على نحو خطير.

فيما بدأ الحريري زيارته الرسمية للرياض، طرح سؤال بقوة أمس هل تشكّل هذه الزيارة نقطة تحوّل بين المرحلة السابقة والمرحلة المقبلة لبنانياً وسعودياً؟
وتساءلت “الجمهورية” يعرف اللبنانيون كيف ذهب الحريري الى الرياض، لكنهم لن يعرفوا كيف سيعود؟ هل سيعود الى تَموضعه السابق؟ أم يبقى في تموضعه الحالي؟ ام يجد “تسوية” بين التسوية الرئاسية والمملكة تسمح له بحفظ كل الخطوط المفتوحة في هذه المرحلة الدقيقة التي تستدعي وحدة وطنية لاجتيازها؟

وتفيد المعلومات المتوافرة انّ الحريري الذي كان يفضّل أن يُستقبل كرئيس حكومة لبنان منذ وصوله الى الرياض، استُقبل كإبن السعودية في المطار، وكرئيس حكومة لبنان في القصر الملكي في اليمامة، بحيث جلس على كرسي الى يمين خادم الحرمين الشريفين، وفق البروتوكول السعودي الخاص باستقبال رؤساء الدول.

وتضيف المعلومات أنّ اجتماع الحريري مع الملك سلمان اتّخَذ “الطابع البنَوي”، ورَطّب الاجواء الشخصية بعد ملابسات زيارته السابقة في 4 تشرين الثاني الماضي، وانّ اجتماعه المرتقَب اليوم مع ولي العهد الامير يُعدّ الاجتماع الحاسم الذي سيتمّ خلاله رسم نوعية العلاقات بين الرجلين من جهة، وبين المملكة ولبنان في المرحلة المقبلة من جهة أخرى.

وقالت مصادر سياسية لبنانية واكبت لقاءات الموفد السعودي في بيروت المستشار العلولا يومي الإثنين والثلثاء الماضيين،لـ “الحياة”  إن السعودية مهتمة بإعادة التوازن إلى سياسة لبنان الإقليمية وإلى التزامه النأي بالنفس عن الصراعات والحروب الإقليمية، بعد أن أخذ النفوذ الإيراني فيه عبر “حزب الله” يضغط على توجهاته العربية في السنوات الأخيرة. وذكرت المصادر نفسها لـ “الحياة” أن الرياض استفسرت عما يأمله لبنان من مؤتمرات الدعم الدولية المنوي عقدها في الشهرين المقبلين لمساندة قواته المسلحة واقتصاده ومعالجة عبء النازحين السوريين. وأشارت إلى أن هذا الأمر سيكون مدار بحث خلال زيارة الحريري الرياض.

وقالت المصادر لـ”النهار” إنه خلافا لكل الاجتهادات المحلية اللبنانية التي تحدثت عن ايلاء الرياض التحالفات الانتخابية أولوية من باب التدخل لاعادة احياء تحالف 14 آذار، فان زيارتي الحريري للرياض والعلولا لبيروت لم تتناولا الشأن الانتخابي إلّا من باب ابداء الحرص على نجاح الدولة اللبنانية في اتمام الاستحقاق وان ذلك ينتظر ان يترجم أيضا في مساهمات سعودية ملموسة في مؤتمرات الدعم الدولية. لكن ذلك لا يعني ان المملكة ليست معنية بالاطلاع على تقديرات الرئيس الحريري وحلفائها حيال المشهد الذي سينشأ عن استحقاق الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل.

إقرأ ايضًا: تفاؤل يطبع زيارة الموفد السعودي بانتظار الكشف عن مصير المساعدات

وفي هذا السياق، أوردت “الشرق” معلومات خاصة  عن اكتمال، أمس، تقديم جميع ترشحات المرشحين في لائحة “تيار المستقبل” التي يترأسها الحريري في بيروت الدائرة الثانية، وعددهم أحد عشر مرشحاً لأحد عشر مقعداً، وهم:
الرئيس سعد الحريري، الرئيس تمام سلام، الوزير نهاد المشنوق، حسان قباني، رولا طبش جارودي، ربيع حسونة، غازي يوسف، علي الشاعر، باسم الشاب، نزيه نجم وفيصل الصائغ.  كما تقدّم عماد الخطيب بترشحه عن دائرة حاصبيا مرجعيون باسم “تيار المستقبل”.

السابق
السفير الفرنسي للرئيس عون: مؤتمر «سيدر» سيعقد في موعده
التالي
جميل السيد: الحريري عائد إلى «بيت الطاعة القواتي»