«الفساد الأسريّ» في المجمع الثقافي الجعفري بين الخليل وصليبا والحاج

وصل وضع الأسرة اللبنانية الى مرحلة دق ناقوس الخطر، فكان اللقاء الحواريّ الشهريّ في المجمع الثقافي الجعفري للدراسات والابحاث، حول الفساد الذي داهم الأسرة من خلال معالجة كل من المحاميّة بشرى الخليل، والقاضي الأب إلياس صليبا، والعلامة محمد حسين الحاج.

بتقديم من الدكتورعصام العيتاوي، انطلق الحوار الشهري في المجمع الثقافي الجعفري للدراسات والأبحاث، والذي جاء تحت عنوان “الفساد الاسريّ أسبابه وتداعياته”، حيث شارك في الحوار كل من المحامية بشرى الخليل، والأب القاضي إلياس صليبا، والعلامة محمد حسين الحاج.

إقرأ ايضا: تركيا القلقة ومحمد نورالدين في «المجمع الثقافي الجعفري»

صليبا

“رغم ازدياد عدد المعاهد والمدارس الدينية التي من المفترض ان تساعد في تحسين مستوى التربية، نشهد ازديادا في الفساد”. هذا ما افتتح به الأب القاضي إلياس صليبا كلمته، حيث اعتبر ان العائلة هي رحم المجتمع، والمرأة هي رئيسة العشيرة، حين كان المجتمع مجتمعا انثويا. فكل مجتمع يبني وينتظم الى ان وصلنا الى مرحلة ان الاعلام والمدرسة باتا هما من يلقنا الفرد حيث يتلقى ويصير خاضعا لغسل الدماغ فلا يدافع عن نفسه، ويصير مرهونا بما يبثه له الاعلام ويرى ان ما أتلقاه هو الصحيح، لانه عندما أفقد حريتي آخذ ما يقال لي، ولا اعترض. فالرجل والمرأة تخليا عن اولادهما في الشارع والمدرسة امام سلطة الانترنت. فغاب الحوار بين الأركان الثلاثة وصرنا نترّحم على ايام التلفزيون، وباتا يطلّقان بعضهما بسبب الانترنت، وصارت المشاكل كثيرة بسبب عدم التواصل والحوار بين الطرفين”.

  الخليل

من جهتها، أبدت عضو اتحاد المحامين العرب، المحامية بشرى الخليل، أسفها على الوضع، وان كان برأيها انه لم يصل الى مرحلة الخط الاحمر، فقالت “نحن نعيش أزمة تتعلق بالزواج، الذي هو حالة متقدمة، لانه قبلا كان ثمة ما كان يُعرف بشيوع العلاقات. فكل الشرائع ركزت على الزواج لإدامة النسل وخليته الاساس التي هي الاسرة، فنظمت العلاقة بين الأم والأب، فهو الربان وهي المساعد. لكن الأسرة فقدت اولوياتها. ولم تعد هدفا استراتيجيا في حياة الانسان. علما ان اللهو والمخدرات منتشرين منذ القدم، وليسوا بالامر الجديد. من هنا اهمية المحافظة على الأسرة وعدم التفلت”.

الحاج

وختم العلامة محمد حسين الحاج اللقاء بالتأكيد على الآية الكريمة “ويزكيّهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة”.  فلفت سماحته الى اننا “نعيش أزمة تزكية حيث نأخذ العلوم من الغرب، ولا نعرف كيفية الاستفادة من هذه العلوم”. و شدد الحاج على انه “في آية اخرى يتحدث الله عن الاسراف والتبذير، الامر الذي ينطبق على جميع مفاصل حياتنا بدء من المعاملة، الى الثقافة الجنسية، فالعلاقات السياسية، فالاسراف هو استعمال الشيئ فوق حده، اما التبذير فهو استعمال الشيء في غير محله”.

ويستخلص العلامة الحاج، بالقول ان “التفاعل الاسري هو المانع للتفكك أي ان اساعد اولادي واتابعهم واتواصل معهم بشكل مستمر. لان عدم توفر التواصل يستدعي البحث عن حلول جذرية لانه نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي يضطر الاهل الى الغياب عن المنزل طويلا مما يخلق فراغا كبيرا”.

إقرأ ايضا: الشيخ علي قدور والمسلمون العلويون في المجمع الثقافي الجعفري

ويشدد العلامة الحاج على “اهمية التشجيع على الزواج لوقف حالات الفساد المتمثلة بالمثلية، والتفلت الاخلاقي، والمخدرات، وغير ذلك من امور سببها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين يديّ أفراد الاسرة بشكل واسع جدا ودون ضوابط، مما حرم العائلة التفاعل والاهتمام بعضها ببعض”.

واختتم اللقاء الحواري الشهري بمداخلات معمقة وضعت الاصبع على جرح بدأ يتسع شيئا فشيئا في المجتمع اللبناني.

السابق
تذكير بتقديم الساعة ساعة واحدة من منتصف آذار
التالي
إستهداف قافلة مساعدات إنسانية متوجهة إلى منطقة عفرين