الأعراف الدينية تنتصر و«المنقبة الدرزية» ستقترع بتسوية…

جدل حول هوية الشيخة الدرزية والكشف عن وجهها للاقتراع، فما الحل الذي وصل إليه المعنيون؟

هوية الشيخة الدرزية المنقبة مازالت مسألة مُعلقة، فوزارة الداخلية والبلديات لها الحق في تطبيق القوانين، إضافة لكون رجال الدين لديهم الحق أيضاً بالتشبث بالعادات والتقاليد الدينية والحفاظ عليها.

والخلاف الحاصل اليوم هو على وجوب وجود صورة شخصية في الهوية تكشف الوجه حين التصويت في قلم الاقتراع، وهو ما كان يتم التساهل به سابقا، اذ كان يتم قبول تصويت “الشيخة الدرزية” بهوية لا يوجد فيها صورة شخصية مع انه مخالف للقانون، وذلك مراعاة لأحكام الشرع لدى الطائفة الدرزية التي تحرّم ظهور وجه المرأة الملتزمة في أي صورة.

 غير ان اليوم  وطبقاً لنظام الإصلاحات الجديد المتبع في هذه الدورة الانتخابية القادمة بعد شهرين، فان الشيخة الدرزية المنقبة عليها ان تخضع للقانون وتكشف عن كامل وجهها حتى الفم منعاً للتزوير فلا تعمد احداهن للتصويت عوضاً عن مقترعة آخرى، وهذا ما يصر مشايخ الدروز بشكل مطلق عللا رفضه، تطبيقا لتعاليم الدين الدرزي.

فأيّ صيغة من شأنها أن تنهي السجال بين الطرفين؟ خصوصاً وأنّ المنديل الأبيض الذي يستخدم كنقاب لدى المتدينات، هو بمثابة السمة المتبعة تراثياً وتاريخياً في المجتمع لدى الموحدين الدروز، وان الشيخة لا تنزع حجابها سوى أمام محرمها (الأب، الابن، والزوج، والعم والخال).

إقرأ أيضاً: «التعديلات على القانون الانتخابي» مشروع خلاف جديد بين أركان الحكم

في هذا السياق علم موقع “جنوبية” من مصادر مقربة من البيئة الدرزية، إلى أنّه ” لكل شيخة درزية رقماً تسلسلياً على الهوية، كما على إخراج القيد مما يتيح التصويت دون الحاجة إلى صورة”.

موضحاً أنّ الدولة اللبنانية بسبب الإصلاح ترفض هذه الهوية، وتطالب الشيخة الدرزية بالكشف عن وجهها في صورة الهوية وأثناء الاقتراع، وهذا الأمر مرفوض.

متسائلاً: “هل من المعقول أن تقف الشيخة على حاجز، وأن يتم التدقيق في هويتها ثم مطالبتها بالكشف عن وجهها؟ لذلك يؤكد المصدر  أنّه في الدورة الحالية سيتم الانتخاب وفقاً للهوية فيما سيتم البحث لاحقاً عن حلول.

من جهته أكّد رئيس قضاء المذهبي الدرزي السابق سماحة الشيخ مرسل نصر لـ”جنوبية” أنّ  هناك عادات وتقاليد تمنع الشيخة من الكشف عن وجهها وفمها”، لافتاً إلى أنّ “الكشف من خلال بصمة العين ليس أمراً بغاية الصعوبة”.

وخلص نصر إلى أنّ السياسيين قد بحثوا في هذه المشكلة ووضعوا لها حلاً.

إقرأ أيضاً: النسبية والصوت التفضيلي: هكذا يتم احتساب الأصوات…

هذا وتواصل موقع “جنوبية” مع مدير الإعلام في الحزب الديمقراطي جاد حيدر، الذي لفت إلى أنّه “في هذه الإنتخابات لن يكون هناك من حلَ لهوية الشيخة الدرزية، والهوية الحالية هي التي سيتم الإعتماد عليها، ولكن بعد هذه الإنتخابات سيتم الإنتقال إلى بصمة العين”.

مشيراً إلى أنّ “بصمة العين هي الحل الوحيد لكونها أصبحت مُعتمدة في معظم الدول وقد وصلت إلى مطار بيروت، لذا ما من شيء يمنع أن تستخدمها وزارة الداخلية”.

وأعلن حيدر في الختام، أنّ قرار الاعتماد على الهوية العادية قد تمّ الإتفاق عليه في اللجنة الإدارية.

السابق
تسجيل 84 ألف مغترب نجاح… ولكن العبرة في كثافة الاقتراع
التالي
دماء الغوطيين أقوى من حبر القرارات الدولية