زيارة الحريري الى الرياض تفتح صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية السعودية

سعد الحريري في السعودية
توجه رئيس مجلس الوزراء إلى الرياض تلبيةً للدعوة التي نقلها موفد خادم الحرمين الشريفين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، وأوضح المكتب الإعلامي للحريري أنه سيلتقي خلال الزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

بدأت أمس الترجمة العملية للصفحة الجديدة في العلاقات ‏اللبنانية ـ السعودية بوصول رئيس الحكومة الرئيس سعد ‏الحريري الى الرياض ليلاً ملبياً دعوة رسمية من القيادة ‏السعودية.

إقرأ ايضًا: تفاؤل يطبع زيارة الموفد السعودي بانتظار الكشف عن مصير المساعدات

وستتّجه الأنظار الى الرياض اليوم لترقب لقاءات الحريري فيها، حيث ‏سيستقبله الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ‏العهد الأمير، ويُنتظر أن تتناول المحادثات العلاقات الثنائية ‏وأوضاع لبنان والمنطقة، وكذلك ستتناول في جانب منها التحضيرات الجارية ‏لمؤتمرات الدعم الدولية المخصصة للبنان‎.‎

وفي إنتظار تبلور نتائج زيارة العلولا الاستطلاعية ولقاءاته مع المسؤولين ‏الرسميين والسياسيين، وكذلك نتائج زيارة الحريري للسعودية، قالت أوساط ‏سياسية واكبت زيارة الموفد السعودي لـ”الجمهورية”: “انّ زيارته الى لبنان ‏ليست زيارة قرارات، بل زيارة اتصالات لإنعاش العلاقة بين البلدين والتي كانت ‏تعرّضت لانتكاسة خارج إرادة الدولتين، وكذلك لتوجيه رسالة داخلية وإقليمية ‏مفادها انّ المملكة العربية السعودية هنا ايضاً‎”.‎

وتوقعت هذه الاوساط ان يحصل في قابل الايام تقييم لنتائج هذه الزيارة ولِما ‏سمعه الزائر السعودي من الذين التقاهم، تمهيداً لاعتماد الخيارات التي تراها ‏مناسبة للتعاطي مع الاوضاع اللبنانية في الظرف الراهن‎”.‎

كما رجحت مصادر ” النهار” أن ينتقل الحريري من الرياض الى باريس لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين الفرنسييين ولا سيما ‏منهم الرئيس ايمانويل ماكرون للتشاور في كيفية تأمين مستلزمات الدعم والنجاح للمؤتمرات الثلاثة “سيدر 1? ‏و”روما 2” وبلجيكا‎.‎
‎ ‎
ولكن أبعد من مؤتمرات الدعم، يتوقع المراقبون والمعنيون في بيروت ان يكون ما بعدَ زيارة المملكة ليس كما قبلها، ‏ويترقبون عودة الحريري من زيارته المفاجئة وما سيحمله من “متغيرات” في الملف الانتخابي، خصوصاً ان ‏المعني المباشر به أي وزير الداخلية نهاد المشنوق سيكون الوحيد المرافق للحريري. ومع ترداد أخبار عن موعد ‏الاول من آذار لاعلان أسماء مرشحي “المستقبل” والمبادرة الى الاتصال بعدد منهم في اليومين الأخيرين، فإن ‏‏”جموداً” متوقع على هذا الصعيد في انتظار نتائج محاولات اعادة لم شمل قوى في “14 آذار” وبلورة التحالفات ‏الانتخابية‎.‎

ومن شأن سفر الرئيس الحريري أن يؤدي حكماً الى تأجيل الجلسة العادية لمجلس الوزراء الخميس على ان تعقد ‏جلسات استثنائية في الأيام المقبلة قبل موعد 5 آذار وهو الموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري لتسلّم مشروع ‏الموازنة في مجلس النواب.

وكان الموفد السعودي بحسب “المستقبل”  قد استكمل جولته الرئاسية أمس في عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصف اللقاء بأنه “كان ودياً”، بينما أعرب العلولا للصحافيين عن سعادته بلقاء بري بوصفه “قامة وطنية تبعث الأمل والتفاؤل في لبنان”. علماً أنّ جولة الموفد السعودي شملت أمس كذلك كلاً من رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة والرئيسين تمام سلام ونجيب ميقاتي والرئيس أمين الجميل ونجله رئيس “حزب الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، والرئيس ميشال سليمان.

وتعقيباً على الزيارة، نوّهت كتلة “المستقبل” إثر اجتماعها الدوري في بيت الوسط برئاسة السنيورة بالمواقف التي صدرت عن موفد خادم الحرمين، واضعةً زيارته في إطار التأكيد على “طبيعة العلاقات الأخوية التاريخية والإيجابية والبناءة المتجذرة بين لبنان والمملكة العربية السعودية” التي ذكّرت بأنها “لطالما وقفت وشعبها مع لبنان لا سيما في أوقات الملمات”، مع تمنيها لرئيس مجلس الوزراء بالتوفيق في زيارته الرياض تلبيةً لدعوة خادم الحرمين.

وقال مرجع لبناني ممن التقاهم الموفد الملكي السعودي لـ ‏‏”الحياة”، إن زيارته هدفت إلى ثلاثة عناوين رئيسة هي، إعطاء ‏نفحة روح جديدة للبلد بعودة المملكة إلى الاهتمام بأوضاعه، تأييد ‏الشرعية اللبنانية والحرص على دعم الدولة ومؤسساتها، ودعم ‏الحريري وتأييده في ظل المشهد السياسي اللبناني الداخلي ‏المقبل على الانتخابات النيابية، واستكشاف سبل مساندة لبنان ‏المقبل على سلسلة مؤتمرات دولية لدعم جيشه واقتصاده في ‏مواجهة أزمته نتيجة التراكمات وعبء النازحين على أرضه. ورأى ‏أن المملكة مهتمة لتعاون أصدقائها وحلفائها اللبنانيين وتوحيد ‏صفوفهم. وأكد المرجع أن العلولا “واسع الاطلاع على الوضع ‏اللبناني في شكل جيد جداً، ولديه الكثير من المعطيات”.‏

إقرأ ايضًا: ماذا في جعبة الموفد السعودي إلى الرؤساء اللبنانيين؟
وأوضح مصدر رسمي لـ “الحياة”، أن الجانب السعودي “بدد من ‏خلال زيارته الانطباعات التي نشأت بعد استقالة الحريري من ‏الرياض في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن تباعد بينه وبين ‏المملكة، وأن الأخيرة عائدة إلى لبنان، خصوصاً أن بدء المستشار ‏العلولا اجتماعاته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والكلام ‏الذي سمعه الأخير منه عن الحرص على أفضل العلاقات له رمزية ‏إيجابية جداً”. كما سمع الوفد السعودي من بعض من التقاهم، ‏بحسب قول المرجع السياسي لـ “الحياة”، “أهمية وحدة الصف ‏السني في هذه المرحلة بخلاف ما يحصل من البعض لمحاولة ‏شقه بالتزامن مع الانتخابات النيابية، على رغم أحقية أي فريق ‏سياسي في أن تكون له استقلاليته وطموحه المستقل. وشدد ‏المرجع أمام الجانب السعودي على “الحاجة إلى الوقوف إلى ‏جانب الحريري الذي يخوض مغامرة محفوفة بالصعوبات من أجل ‏إنهاض الوضع الاقتصادي وتفعيل المؤسسات في البلد”.‏
وقال أكثر من مصدر لـ “الحياة” إن الجانب السعودي أكد استعداد ‏الرياض لإعادة دعم البرامج الإنمائية المخصصة للبنان.‏

السابق
رسالة إلى السيد حسن نصرالله: الشعارات لا تطعم خبزاً
التالي
باحث عراقي: التصريحات الإيرانية النارية سببها الفشل الداخلي