هل يوجد شرعية للحرب الإستباقية؟

الشيخ حسن مشيمش

ما يُسَمَّى حزب الله يتسلح برواية عن الإمام علي يقول فيها لشعبه: {إغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذلوا}.
الحزب بهذه الرواية يريد تبرير مشاركته بالحرب ضد الشعب السوري بقتاله إلى جانب الديكتاتور بشار الأسد!

متى قال الإمام علي (ع) هذا القول المشروع وبحق مَنْ؟

الجواب:
مما لا شك فيه أنه قال ذلك لشعبه الذين بايعوه وانتخبوه بحريتهم وبملء إرادتهم واختيارهم بل وبرغبتهم الجامحة فكانت سلطته سلطة شرعية بالمعنى الإنساني وبالمعنى الديني فقال لشعبه إن معاوية ليس معارضا سياسيا إنه متمرد عسكريا وبدأ بالعدوان على ولايات من سلطتكم الشرعيه وارتكب بها الجرائم فيا شعبي اغزو معاوية المتمرد عسكرياً والمعتدي على مجتمعكم وسلطتكم الشرعية قبل أن يغزوكم فوالله ما غُزِيَ قوم بعقر دارهم إلا ذلوا.

اقرأ أيضاً: فقهاؤنا شر أهل الأرض!

ومن هنا أسأل أبناء حزب ولاية الفقيه الذين يُثيرون الشفقة في قلبي متى ستستيقظون من تضليل قيادتكم التي تخدعكم وتُضلكم ضلالا خطيرا حينما تقودكم بقول الإمام علي ع لكي تنفقوا أرواحكم الغالية في سبيل الدفاع عن سلطة بشار الأسد الرخيصة الطاغية الذي لا يملك الشرعية مطلقا في سلطته كشرعية السلطة التي يملكها الإمام علي؟
متى ستستيقظون من غفلتكم لتدركوا بأن التكفيريين في المعارضة السورية هم فصيل من فصائل المعارضة وليسوا هم فصائل المعارضة كلها؟
لا يوجد عاقل حر يملك الحد الأدنى من الدين والعلم والمعرفة والضمير يوافق على قول قيادتكم لكم بأن كل المعارضين السوريين لنظام الطاغية بشار المستبد بأنهم تكفيريون وبأنهم كمعاوية المتمرد عسكريا على سلطة شرعية تجسدت في الإمام علي؟!
متى ستستيقظون من غفلتكم لتدركوا البديهة بأن بشار الطاغية سلطته سلطة غير شرعية ولا تشبه شيئاً سلطة الإمام علي ع الشرعية بالمعنى الديني وبالمعنى الإنساني معاً!؟
كل تبريرات قيادتكم لا يمكن لعقل مسلم يعلم سيرة النبي محمد (ص) وسيرة الإمام علي (ع) أن يوافق على سطر منها.
إنها تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان أو برهان.
كل تأويلاتهم تُخْتَصَر بقاعدة دينية شيطانية إجرامية هي:
[سأقتلك قبل أن تقتلني]
ومع من يخوض حزبكم حربه في سوريا وبقيادة من؟
مع وبقيادة آية الله بوتين روسيا؟!

السابق
اليمن من منظور أمني استراتيجي
التالي
جميل السيد يهاجم سعد الحريري.. وجيسيكا عازار ترد: ذهنية المخبر!