الكذبو – قراطية

الديموقراطية
تعتبر الحركات والجبهات والأحزاب الثورية و المنظمات المناضلة راعية أساسية لمكونات جماهيرية تناضل ضد الاحتلال والظلم والاستبداد وضد كافة أنواع وأشكال الامبريالية العالمية والرجعية المحلية.

تعتبر مكونات هذه  الحركات والجبهات والأحزاب من أهم مكونات الجماهير حيث تتواصل ميدانياً على الأرض ضمن أنظمة داخلية وأساسية تعمل على تطوير أدائها وأسلوبها بما يخدم الهدف السامي لها بدحر الاحتلال أو إزالة الظلم وإطاحة الفساد بكل أشكاله وأنواعه.
وتعمل تلك الحركات والجبهات والمنظمات والأحزاب الثورية عموماً على تجديد أساليب نضالها وتجديد حياتها الثورية بإدخال الدماء الجديدة الشبابية والنهضوية أمّا من خلال خطة استراتيجية ومنهاج أساسي فكري تنظيمي سياسي أو من خلال تعيينات جديدة ومؤتمرات دورية كل سنتين أو ثلاثة أو خمسة على أبعد الحدود، حيث يتمّ مراجعة الخطط والمهمات السابقة وتقييم ذلك شفوياً أو خطيّاً، ويتم العمل على إزالة الثغرات والمفاسد لتجنبها في مراحل مستقبلية إيذاناً بشد الهمم وعلوها ممّا يعزز عمل الكادر ويشحذ من هممه ونواياه في خدمة تنظيمه أو حزبه أو حتى مؤسسته.
ويتم العمل من خلال استقطابات واسعة لمختصين ولمثقفين ولذوي خبرات ومهارات من شتّى المجالات كي يعملوا لتطوير الفكرة والفكر الخاص بالحزب أو التنظيم أو الجبهة.

إقرأ أيضاً: كيف نكتسب الديمقراطية؟

إنّ ما يحصل في هذه الأيام مغاير تماماً فتحولت ديموقراطية مؤتمرات الأحزاب والتنظيمات والجبهات والحركات الثورية إلى تكتلات وتجمهرات حول الشخص غير المناسب في أغلب الأحيان بل وتكاثرت التلميعات لأشخاص لا يمتلكون لاخبرة ولا مهارة ولا حتى ثقافة ولا انتماء لذلك الحزب أو التنظيم وصولاً إلى تبني قيادة (مسيطرة أو متنفذة) لأشخاص جدد الانتماء أو غير حزبيين ولا منتميين إلى التنظيم أو إلى الحزب أو الجبهة أو الحركة بل انتمائهم إلى (الشخص) الذي هو جزَيْء منسوخ عن إقطاع صغير تفشى إقطاعات بين كافة مكونات الأحزاب والفصائل والتنظيمات حتى تكرشت البطون وفرغت العقول وتسمنت الرقاب بالمحسوبية والتزعمية والشخصانية الفردية وعمّت المؤامرات وفرغت المؤتمرات عن مضمونها الأساسي وبعدت عن هدفها السامي وأصبح جلّ هدف إنجاز تلك المؤتمرات انتخابي بحت، وبالتالي فشل لكل خطط تلك الأحزاب والفصائل بل وإحباطهم عمّا كانوا يفكرون به وبالتالي وصول أنواع جديدة من المتملقين والمتسلقين إلى سدّة العمل اليومي في تلك الأحزاب والفصائل مدعمة بتوريثات عائلية وعشائرية وقبلية لا تغني ولا تذر في صيرورة العمل الثوري والملاحم النضالية وتتحول العملية الديموقراطية إلى كذبة بل وأكذوبة ويتفشى الفساد بل و يسود للاحتلال وانتصر الامبريالية العالمية والرجعية المحلية.
وتكتفي قيادات كثيرة لأنواع متعددة من الأحزاب بعملية التوريث اختصاراً لجهد كبير ومصاريف على الاستقطابات والمؤتمرات معتمدة على إرث إقطاعي شبيه بما كان يسود إبان الحرب العالمية الثانية حيث المال أو سيد السلطة وحيث السلطة هي للإقطاع إن كان حزبياً أو مدنياً أو حتى على مستوى القبيلة والعشيرة.

إقرأ أيضاً: لذلك أريد الدولة العلمانية الديمقراطية

في زمن التخلي عن أنظمة العمل الثوري والنضالي وعدم الالتزام بأخلاقيات وأدبيات وسلوكيات العمل الثوري فإنّه وبكل أسف تتحول الديموقراطية المنشودة إلى كذبو- قراطية ولكنّها غير معهودة إلاّ في زمن الرويبضة، أي زمن الكذب والنفاق والدجل …حيث لا ثورة لها وجود ولا ثوار…..!!!!

السابق
جمعية العناية بالنظر تدعو إلى إعادة النظر في قانون تنظيم مزاولة المهن البصرية في لبنان
التالي
سعد الحريري: استشهاد والدي كان من أقسى اللحظات