«التعليم الرسمي» ندوة لـ«شؤون جنوبية» في النبطية: شكاوى الاساتذة وصرخة ألم

صوت في البرّية، كما يقال، كانت ندوة "شؤون جنوبية" في مدينة النبطية، حول مشاكل التعليم الرسمي واضعافه لصالح التعليم الخاص، واستمرار سياسة اضعاف سيطرة وزارة التربية تجاه المناهج التعليمية.

بحضور عدد من المهتمين والمختصين، عقدت مجلة “شؤون جنوبية” ندوة حوارية حول التعليم الرسمي في مبنى “جمعية تقدم المرأة” في النبطية، عصر أمس، الجمعة في 23 من شهر شباط الحالي، التي شاركت برعاية الحفل، بالتعاون “شبكة مجموعات شبابية”. وقد شارك كل من الاستاذة سلام بدرالدين، والدكتور منصور العنز بعرض مفصل عن وضع التعليم الرسمي في لبنان وآفاته.

قدّم الزميل وفيق الهواري، بكلمة مختصرة، رئيس تحرير موقع “جنوبية” الزميل علي الأمين الذي أكد في كلمة له أنه “لن يضيف اكثر مما يعرفه المنتدون المختصون حول الموضوع، اضافة الى ان التعليم الرسمي في حالة انحدار شبيه بحال البلد. علما ان لبنان شهد نهضة تربوية في فترة من الفترات، لذا ان انهيار التعليم الرسمي علامة على انهيار البلد”. ولفت الى انه “هناك سلسلة ملفات تتصل بنهضة لبنان كموضوع اللاجئين والنفط والهوية اللبنانية اثارتها مجلة “شؤون جنوبية” في ملفات شهرية في مختلف مناطق الجنوب”.

اقرأ أيضاً: ندوة شؤون جنوبية عن واقع المخدرات وضحاياها من اللبنانيين والفلسطينيين

قدمت مايا ضاهر، المنتدين فأكدت على “ان الحرب الاهلية اعادت التعليم الرسمي الى الوراء اشواطا. حيث اوقفت السلطات المعنية تطوير المناهج”.

الاستاذة سلام بدرالدين، تحدثت بداية، وتحت عنوان “مصيرنا والتعليم الرسمي”، فقالت “التعليم الرسمي قضيتي وخاصة التعليم الاساسي، وما يحدث ليس امرا عاديا، فالضغوط الدولية على لبنان هي الاساس في هذا المجال. وما يترتب علينا من مسؤوليات تجاه بدعة التعاقد والتوظيف السياسي كبير جدا. ففي هذه المعمعة، نرى البنك الدولي يقدّم قروضه للدول الفقيرة فارضا شروطه، فكيف هو الحال مع بلد كلبنان بلغت ديونه عشرات المليارات، وصرفت الملايين بحجة تطوير المناهج، وقد لمسنا تجربة غير مضمونة النتائج، حيث تخلّينا عن اعداد المعلم، وسرنا نحو تطوير لا ينتج الا الخيبة. ولم نحصد الا كثرة المتعاقدين والمحاصصة الطائفية والمناطقية، وقد اكتشفنا اننا لم نجن شيئا من سياسات البنك الدولي في لبنان العالم. مع تراجع دور التقديمات الاجتماعية. ولا بد من التذكير، ان دور المعلمين كانت عبارة عن تعاون اجتماعي لدور المدرسة الحربية، حيث ان طلاب دار المعلمين كانوا يُكملون تعليمهم الجامعي خلال التدريب. وكان الاستاذ يتمتع بحس وطني واخلاقي، لكن اليوم فقدنا كل ذلك، وان كان هناك ثمة قامات مضيئة، فهم يُعتبرون كالشواذ الذين يؤكدون القاعدة. هذه هي الاشكاليات المطروحة”.

وختمت بدرالدين، بالقول “أما الحلول فلا تسمن ولا تُغني من جوع. ونحن نرى انه لا بديل من معهد اعداد المعلمين عبر كلية التربية، حتى وان كانت غير مُعدة لاعداد المعلمين في التعليم الجامعي، وهو حظي بتمويل من الحكومة الفرنسية لمدة خمس سنوات، استفادت منه الحكومة ماديا، لكنها اوقفته عند توّقف التمويل”.

ندوة شؤون جنوبية التعليم

في الجهة المقابلة، أكد الدكتور منصور العنز، وتحت عنوان “خطوات على طريق الاصلاح التربوي” ان “التعليم الرسمي في حالة تراجع مستمر امام هذا الوضع، واعلمكم اني لست بصاحب نظرة سوداوية. اما ملاحظتي الاولية فهي التراجع المستمر منذ السبعينيات، حيث كان التعليم الرسمي في الستينيات اشعاعا تربويا، وبدأ يستمر بالتراجع على شكل مؤامرة على التعليم الرسمي. وهذا ما لمسته، وهو ما ازعجني عندما كانت اطروحتي الجامعية حول التعليم الرسمي في لبنان، السؤال المركزي الذي طرحته يتمحور حول التربية والموارد البشرية. فهناك تراتبية تخضع للمحاصصة في التعيينات حيث يتصل المسؤول لمعرفة من من الاساتذة متوفر لاعداد مناهج تعليمية، دون السؤال عن المختصين في هذ الشأن!. في حلقات التعليم الاساسي هناك معلم متمرّس يظهّر عبر كل مواد الحلقة الواحدة سواء العلوم او الرياضيات او اللغة العربية حتى تتكامل دورة المعرفة لدى الطالب. في حين اننا نجد ان ثمة موادا غير متناسقة مع بعضها البعض ضمن الحلقة الواحدة. ولان التربية ليست هي أي كلام، لم تهتم وزارة التربية الا للعدد حيث ان 280 موظفا في كلية التربية محسوبون كأساتذة، اذ لا يزال مجلس الخدمة المدنية يعمل بوحي من عهد الشهابية، ويخرّج استاذ ثانوي قد يكون أخرسا. فالنتائج مخيفة في لبنان حيث يتبين انه لا شروط بين الاستاذ في التعليم الثانوي والتعليم الاساسي، علما ان الاستاذ هو أداة التغيير في الوطن، فلماذا إذن هناك فئة اولى وفئة ثالثة؟

اقرأ أيضاً: شؤون جنوبية تواصل حملتها من أجل الإصلاح الانتخابي

ومن مشاكل التعليم الرسمي تابع الدكتور العنز، نجد عدة نقاط اهمها: اولا، ان 90 ألف تلميذا في المرحلة المتوسطة سيتحولون الى الثانوي، وهم يكلفون 500 مليون ليرة شهريا، علما ان خبرة المدربين في بعض الحلقات والدورات اقل من خبرة المتدربين.

ثانيا، فوضى المعادلات بحيث صارت الجامعات دكانة.

ثالثا، تحوّل التعليم الرسمي الى تعليم مناطقي ومذهبي. ونحن نريد تعليما وطنيا. اضافة الى ان مناهجنا لا تنتج مواطنا يفترض ان يسمو فوق انتمائه الحزبي والمذهبي”.

وختم الدكتور منصور العنز، بالقول “صار يلزمنا صرخة، علما ان التفتيش التربوي غير طائفي، الا انه يقف على خاطر السلطات، فلا يوجد دور فعّال لاليات التحفيز، ولا علاج يرتقي الى مستوى المشكلة، بل ان التربية في لبنان تعمل بردات الفعل”.

من ثم قدّم عدد من الحضور مداخلات عبارة عن شكاوى وملاحظات نتيجة تجاربهم التعليمية على مدى سنوات في لبنان.

السابق
دائرة جبيل كسروان: أربع لوائح لم تحسم فيها التحالفات بعد
التالي
ندوة لـ«شؤون جنوبية» في النبطية حول التعليم الرسمي وآفاته التربوية