اسرائيل تسلّح فصائل بالمعارضة السورية ضدّ داعش

وفي ظل استعادة النظام سيطرته على مساحات شاسعة من سوريا، وقرار الولايات المتحدة الاميركية عدم التورط في النزاع في الشرق الاوسط، لم يبق امام اسرائيل سوى تغيير خطتها الاستراتيجية في الجولان السوري المحتل.

لقد هدأت الجبهة السورية الاسرائيلية بعد النزاع الدامي الاخير الذي حصل منتصف شهر شباط الحالي، وعطفاً على استعادة النظام السوري سيطرته وقراره بالإجهاز على باقي جيوب المعارضة في دمشق، تتخذ إسرائيل إجراءات عسكرية هي الاولى من نوعها في مرتفعات الجولان.

وفق صحيفة “هآرتس” فإنه يجدر الاعتراف بالسيطرة الكاملة التي بسطها النظام السوري على الجزء الاكبر من حمص وحلب ودمشق، ويسعى الان إلى افراغ الغوطة وادلب من المعارضة، وهو يطور وجوده العسكري في جنوب سوريا، لذلك فإن إسرائيل قرّرت اتخاذ إجراءات عسكرية استباقية بدلاً من مراقبة التوسع الايراني.

اقرأ أيضاً: «مجزرة الغوطة» تثير الرأي العام العالمي ضدّ نظام الأسد!

اتفاق تخفيض التصعيد في منطقة الجنوب السوري الموقع بين روسيا والولايات المتحدة والاردن يتضمن تعهدا روسيا بابعاد القوات الايرانية والفصائل الشيعية عن الحدود السورية الاسرائيلية. حينها اقترحت اسرائيل ان يبتعد الايرانيون مسافة 60 كيلومتر، بينما ينص الاتفاق على قبول روسيا بإبعادهم عن الحدود بمسافة 5 كيلومترات وهو ما يراه الاسرائيليون فشلاً ذريعاً لموقفهم الاستراتيجي يجب تغييره عبر اجراءات وقائية عملية تتبدّل فيها قواعد اللعبة.

الايرانيون في الوقت الراهن يبعدون مسافة 20 كيلومتر عن حدود مرتفعات الجولان المحتلة، واحرزت ايران من خلال قوات نظام الاسد تقدماً في مدينة بيت جن التي تبعد 16 كيلومتر عن الحدود، وتشير الصحيفة الى رصد جنرالات ايرانيون من الحرس السوري يتجولون في تلك المنطقة، وتؤمن الحكومة الاسرائيلية ان الاسد سيبذل جهداً مضاعفاً على كامل الجولان الواقع جزء منه بيد فصائل المعارضة.

وتسلط الصحيفة الاسرائيلية الضوء على تواصل حصل مؤخراً بين فصائل معارضة والجيش الاسرائيلي، وبالعودة إلى دراسة اجرتها الناشطة الاسرائيلية المتعاطفة مع الثورة السورية اليزابيت تسركوف فإن اسرائيل باشرت بناء تعاون عسكري مع الفصائل المعارضة في الجانب السوري الجنوبي، تطبيقاً لما جاء في كلام رئيس وزراء اسرائيل بنجامين نتنياهو.

تقول تسوكوف في دراستها المنشورة في موقع “وورز اون زا روكس”، ان فصائل المعارضة حصلوا على مساعدات ضخمة غير مسبوقة من اسرائيل، وتلقوا اسلحة وأموال.

اقرأ أيضاً: مقتل المرتزقة الروس في سوريا: صفعة أميركية على وجه بوتين

وتقول الباحثة ان الجيش الاسرائيلي حصل على أمر بالانخراط مباشرة في اللعبة السورية، وعلى الرغم من عدم اذاعته عن ارسال مساعدات عسكرية الى الجانب السوري فإن الاطراف السورية التي عقدت معهم الباحثة لقاء اكدوا تلقيهم الاسلحة، للتخلص من تنظيم خالد ابن الوليد الموالي لتنظيم الدولة الاسلامية، ولصد اي هجوم يبادر به النظام.

واكدت تسوركوف ان اسرائيل اعطت المعارضة اسلحة مضادة للدبابات وتساعدهم في تنفيذ هجمات على معاقل “داعش” عبر الطائرات المسيرة، ووفّرت لهم الاموال لشراء الاسلحة من السوق السوداء.

وفي الشأن ذاته اشار الصحافي الاسرائيلي إليون غاتز الى عزم اسرائيل مساعدة 7 فصائل معارضة في الجولان، ويأتي التحول الاسرائيلي مرافقاً لقرار اميركي دعم 20 الف مقاتل بالمال والعتاد في الجنوب السوري.

السابق
أزمة لوحات السيارات العمومية الجديدة لم تُحل بعد!
التالي
المرشح رامي عليّق: سأفوز وإن لم أربح في الإنتخابات