ساتيرفيلد يفشل في وساطته ولبنان متشبّث بكامل الـ «بلوك 9»

فشلت حتى الان الوساطة الاميركية التي بدأها معاون وزير الخارجية الاميركي ساترفيلد بين لبنان واسرائيل والتي اكملها وزير خارجية اميركا تيلرسون بزيارة لبنان من اجل بحث هذه النقاط، سواء بناء الخط الاسمنتي على الحدود البرية ام تحديد حدود المياه الاقليمية بين لبنان وحدود دولة العدو الاسرائيلي

لا تزال حركة مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد بين لبنان واسرائيل تدور في حلقة شِبه مفرغة، إذ إنّ الطرح الاسرائيلي لم يلقَ صدى ايجابياً لدى الحكومة اللبنانية.

إقرأ ايضًا: ساترفيلد عاد.. ولبنان يرفض الشراكة النفطية مع اسرائيل

وعلمت “الجمهورية” أنّ ساترفيلد حملَ معه من إسرائيل المقترحات الآتية:
1- تمسّكُها بمبدأ المشاركة في “البلوك 9”.
2- إستعدادها لإجراء مفاوضات مع لبنان حول الموضوع النفطي، واقتراحها تشكيلَ لجنة تقنية مع لبنان على غرار اللجنة الثلاثية العسكرية المشتركة التي تجتمع في الناقورة دورياً.
3- رغبتُها في أن ترعى الولايات المتحدة الاميركية هذه المفاوضات.
4- تحذيراتها للبنان من المباشرة في أعمال التنقيب لأنّها لن تبقى مكتوفة.

لكنّ لبنان رفض مبدأ المشاركة الإسرائيلية في “البلوك 9″، إذ إنه يَعتبره ملكاً له لأنه يقع ضمن مياهه الاقليمية، لكنّه منفتح على مبدأ الرعاية الاميركية للمفاوضات بغية حلّ النزاع النفطي سلمياً من دون المسّ بالحقوق اللبنانية.

مصدر ديبلوماسي لبناني ذكر لـ “اللواء” ان الجولة الثالثة لساترفيلد على المسؤولين في بيروت بعد جولتين له في اسرائيل للتفاوض في شأن الجدار والترسيم البحري والمناطق المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل ليست كسابقتيها. ذلك أنه حمل عرضا جديدا. حيث أن الوسيط لم يعد يسوق “خط هوف” القائل بأن تؤول 40 بالمئة من المنطقة المتنازع عليها البالغة مساحتها 860 كلم مربعا، لتل أبيب. اذ ان الأخيرة باتت تطالب بـ25 في المئة من البلوك النفطي 9 الذي لا يقبل لبنان اي جدل حول ملكيته. وأفاد مصدر ديبلوماسي لبناني ان ساترفيلد يعرض الوساطة من منطلق سياسة الادارة الاميركية حيال لبنان، المرسومة بناء على نظرة استراتيجية تقوم على تلافي المخاطرة بأي عمل يزعزع استقرار المنطقة. وعلى هذا الأساس، يبني الاميركيون حراكهم ويسعون الى التوفيق بين مطالب الاسرائيليين والمواقف اللبنانية من دون وضع شروط مسبقة، لذا قد يتغير الطرح الاميركي بحسب خلاصة المفاوضات التي يخوضها ساترفيلد.

وشدد المصدر على ان الاستقرار في لبنان وبينه وبين اسرائيل يشكل أحد ركائز النظرة الاستراتيجية الأميركية لذا فإن المأمول من وساطة ساترفيلد يكمن في إرساء نقاط مشتركة بين الجانبين يعتمد عليها في مقاربته الى الامور قيد التفاوض.

 

وفي سياق متصل، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش ان اجتماعاً ثلاثياً عقد أمس في رأس الناقورة برئاسة قائد القوات الموقتة للأمم المتحدة في لبنان اللواء مايكل بيري، في حضور وفد من ضباط الجيش برئاسة العميد الركن مالك شمص، وتخللته مناقشة المواضيع المتعلقة بالحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، ومسائل تتعلق بتطبيق القرار 1701. “وقد عبر الجانب اللبناني مجدداً عن موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بسيادة لبنان على أراضيه ومياهه البحرية وثرواته النفطية، ورفض جميع محاولات العدو الإسرائيلي المس بها أو الإنتقاص منها، سواء لجهة إمكان مرور الجدار العازل في نقاط لبنانية أو لجهة وضع اليد على جزء من “البلوك 9”.

إقرأ ايضًا: هذا هو «خط هوف» لترسيم الحدود… ولهذا يرفضه لبنان

وأكد موقف الجيش الحازم في مواجهة أي اعتداء إسرائيلي على هذه الحقوق. كذلك عرض الجانب اللبناني خروقات العدو الجوية والبحرية والبرية للبنان وطالب بوقفها فوراً. من جهته، ركز اللواء بيري على ضرورة الإلتزام الدقيق لمندرجات القرار1701 وترتيبات التنسيق والارتباط، مؤكداً أن المحافظة على الاستقرار هي مسؤولية الجميع، وأن القوات الدولية جاهزة للمساعدة على حل المشكلات المتعلقة بالحدود”.

ومع عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء أمس من زيارتيه للعراق وارمينيا، قال الرئيس عون رداً على سؤال لمندوبة “النهار” هدى شديد التي كانت مع الوفد الرئاسي عن مهمة ساترفيلد: “كما علمت ساترفيلد لم يأت بشيء مختلف عما حمله سابقاً بعودته الاخيرة الى بيروت. هلّق خلّينا نوصل ونشوف. ومن المستبعد ان تؤثر التهديدات الاسرائيلية على البدء بعملية التنقيب عن النفط”.

السابق
في لبنان: جثمان شقيقته المتوفاة اختفى عند دفنها!
التالي
بالصورة: أطفال لبنانيون يرسمون العلم الايراني!