اتفق رئيسا الجمهورية العراقي فؤاد معصوم واللبناني ميشال عون أمس، على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل المطلوبين في هذا المجال، وعلى مشاركة الشركات اللبنانية في إعادة إعمار العراق، وذلك خلال أول زيارة رسمية لعون إلى بغداد وتستمر لغاية اليوم.
إقرأ ايضًا: عون: موقف لبنان موحد وصارم إزاء تهديدات إسرائيل
وبحث الجانبان بحسب ” الحياة ” في أوضاع المنطقة والأزمة السورية، وملف عدد من المطلوبين للجانب العراقي، ومنهم المعتقل لدى السلطات اللبنانية المدعو “أبو جعفر العراقي” المسؤول في تنظيم “داعش”، الذي كانت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي في لبنان ألقت القبض عليه في حزيران من العام الماضي، واستدرجته لمواصلة اتصالاته مع مسؤول التنظيم في العراق، وكان يخطط لتفجيرات واعتداءات خلال عيدي رأس السنة والميلاد. وكان حصل تعاون مع السلطات الأمنية العراقية في هذا المجال.
ويرافق عون وفد يضم وزير الداخلية نهاد المشنوق المعني بالملف الأمني، ونقولا تويني وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد المكلف متابعة ملف المستحقات المتراكمة كديون لمصلحة تجار لبنانيين على العراق منذ ما قبل الاجتياح الأميركي لأراضيه، وتبلغ مئات ملايين الدولارات. وبحث الجانبان هذا الملف في إطار التعاون الاقتصادي والأمني الذي يجري عون محادثات حوله مع رئيس الحكومة حيدر العبادي، وفق قول مصادر عراقية لـ “الحياة”.
ولفتت “الجمهورية” أن زيارة عون للعراق استأثرَت باهتمام المراقبين لجهة الخلفيات الاقتصادية التي تحملها، على وقعِ الحديث عن برودةٍ في علاقات لبنان مع بعض دول الخليج، وضرورةِ البحثِ عن أسواق عملٍ وأسواق تجارية بديلة. ورأى المتابعون أنّه قد يكون أسهلَ على الشركات اللبنانية المشاركةُ في عملية إعادة إعمار العراق من المشاركة في إعادة إعمار سوريا لأسباب سياسية وأمنية. كذلك يعوّل لبنان على زيادة أعداد السيّاح العراقيين بعدما أظهَرت الأرقام ارتفاع عددِ هؤلاء في الفترة الأخيرة.
وأشارت “اللواء” إلى مفاجأة الرئيس معصوم للرئيس عون بالاحتفال بعيد ميلاده، أثناء مأدبة الغداء، في لفتة رئاسية معبرة تجاه لبنان، مؤكدا حرص العراق على المحافظة على استقرار لبنان وازدهاره وسلامة أراضيه، وان لبنان نموذج ليس فقط في التعددية والعيش المشترك، بل ايضا كونه البلد الأوّل في العالم الذي نجح جيشه في دحر المنظمات الإرهابية على أراضيه وتطهيرها من الاجرام التكفيري، مبديا استعداد بلاده لتعزيز التعاون وتطويره في كافة المجالات.
وجدّد الرئيس عون من جهته على أهمية توحيد الموقف العربي، على أبواب انعقاد القمة العربية المرتقبة في السعودية، وعلى ضرورة الدفع باتجاه المصارحة الجدية بين الدول الشقيقة تمهيدا لتحقيق المصالحة الحقيقية بينها، لافتا إلى ارتفاع حدة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، مؤكدا موقف لبنان الموحّد والصارم إزاء التهديدات والاستفزازات المرافقة لها.
وأكّد عون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس معصوم قبل الغداء، ان لبنان يقف بقوة مع وحدة العراق وضد كل المشاريع والنزاعات التي تهدف إلى تهديد وحدة كيانه.
اما رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي الذي زاره الرئيس عون في قصر “سندباد؛ مقر رئاسة الحكومة العراقية في بغداد، انعقدت محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والعراقي، فقد رأى ان الزيارة ستعزز العلاقات بين البلدين وتفتح مجالات التعاون، لا سيما وان لبنان والعراق واجها ظروفا مماثلة في مكافحة الإرهاب وحققا انتصارات.
إقرأ ايضًا: السيستاني لـ«حصر السلاح في يد الدولة» في العراق.. ماذا عن لبنان؟
ويستكمل عون زيارته الرسمية لبغداد اليوم بلقاء رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ونائب الرئيس العراقي اياد علاوي، قبل ان يتوجه إلى أرمينيا في زيارة مماثلة تستمر إلى الغد.
ولفتت “الأنوار” وفي الداخل كشف مستشار رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم المنلا خلال مؤتمر الاستثمار في البنى التحتية في السراي امس، ان الرئيس الحريري سيقوم قريباً بجولة على عدد من الدول الخليجية تحضيراً للمؤتمرات الدولية المخصصة للبنان، اي روما 2 وسيدر 1 وبروكسل لحشد دعمها، معلناً ان السفير الفرنسي المكلّف من الرئيس ايمانويل ماكرون التحضير للمؤتمرات الدولية لدى الدول المانحة بيار دوكان الموجود في لبنان تواصل مع اربع دول خليجية للتأكد من مشاركتها في مؤتمر سيدر1 الذي يُعقد في باريس. وابلغت دولتان السفير دوكان استعدادهما للمشاركة، في حين اوضحت الدولتان الاخريان انهما ستعودان لقيادتيهما السياسيتين لتحديد المشاركة.