عون من بغداد: إستثمارات لبنانية وتعاون أمني

اهتمامات خارجية وداخلية استأثرت بالاهتمام الرسمي امس، بدأت مع زيارة الرئيس ميشال عون الى العراق، ‏وستستكمل مع جولة خليجية للرئيس سعد الحريري تحضيرا لمؤتمرات الدعم للبنان التي ستعقد في روما وباريس ‏وبروكسل‎.‎

اتفق رئيسا الجمهورية العراقي فؤاد معصوم واللبناني ميشال عون أمس، على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب ‏وتبادل المطلوبين في هذا المجال، وعلى مشاركة الشركات اللبنانية في إعادة إعمار العراق، وذلك خلال أول ‏زيارة رسمية لعون إلى بغداد وتستمر لغاية اليوم‎.‎

إقرأ ايضًا: عون: موقف لبنان موحد وصارم إزاء تهديدات إسرائيل

وبحث الجانبان بحسب ” الحياة ” في أوضاع المنطقة والأزمة السورية، وملف عدد من المطلوبين للجانب العراقي، ومنهم المعتقل ‏لدى السلطات اللبنانية المدعو “أبو جعفر العراقي” المسؤول في تنظيم “داعش”، الذي كانت شعبة المعلومات في ‏قوى الأمن الداخلي في لبنان ألقت القبض عليه في حزيران من العام الماضي، واستدرجته لمواصلة ‏اتصالاته مع مسؤول التنظيم في العراق، وكان يخطط لتفجيرات واعتداءات خلال عيدي رأس السنة والميلاد. ‏وكان حصل تعاون مع السلطات الأمنية العراقية في هذا المجال‎.‎
‎ ‎
ويرافق عون وفد يضم وزير الداخلية نهاد المشنوق المعني بالملف الأمني، ونقولا تويني وزير الدولة لشؤون ‏مكافحة الفساد المكلف متابعة ملف المستحقات المتراكمة كديون لمصلحة تجار لبنانيين على العراق منذ ما قبل ‏الاجتياح الأميركي لأراضيه، وتبلغ مئات ملايين الدولارات. وبحث الجانبان هذا الملف في إطار التعاون ‏الاقتصادي والأمني الذي يجري عون محادثات حوله مع رئيس الحكومة حيدر العبادي، وفق قول مصادر عراقية ‏لـ “الحياة‎”.‎

 

ولفتت “الجمهورية” أن زيارة عون للعراق استأثرَت باهتمام المراقبين لجهة الخلفيات ‏الاقتصادية التي تحملها، على وقعِ الحديث عن برودةٍ في علاقات لبنان مع بعض دول الخليج، وضرورةِ البحثِ ‏عن أسواق عملٍ وأسواق تجارية بديلة. ورأى المتابعون أنّه قد يكون أسهلَ على الشركات اللبنانية المشاركةُ في ‏عملية إعادة إعمار العراق من المشاركة في إعادة إعمار سوريا لأسباب سياسية وأمنية. كذلك يعوّل لبنان على ‏زيادة أعداد السيّاح العراقيين بعدما أظهَرت الأرقام ارتفاع عددِ هؤلاء في الفترة الأخيرة‎.‎

 

وأشارت “اللواء” إلى مفاجأة الرئيس معصوم للرئيس عون  ‏بالاحتفال بعيد ميلاده، أثناء مأدبة الغداء، في لفتة رئاسية معبرة تجاه لبنان، مؤكدا حرص العراق على المحافظة ‏على استقرار لبنان وازدهاره وسلامة أراضيه، وان لبنان نموذج ليس فقط في التعددية والعيش المشترك، بل ايضا ‏كونه البلد الأوّل في العالم الذي نجح جيشه في دحر المنظمات الإرهابية على أراضيه وتطهيرها من الاجرام ‏التكفيري، مبديا استعداد بلاده لتعزيز التعاون وتطويره في كافة المجالات‎.‎

وجدّد الرئيس عون من جهته على أهمية توحيد الموقف العربي، على أبواب انعقاد القمة العربية المرتقبة في ‏السعودية، وعلى ضرورة الدفع باتجاه المصارحة الجدية بين الدول الشقيقة تمهيدا لتحقيق المصالحة الحقيقية ‏بينها، لافتا إلى ارتفاع حدة التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان بوتيرة متسارعة في الفترة الأخيرة، مؤكدا موقف ‏لبنان الموحّد والصارم إزاء التهديدات والاستفزازات المرافقة لها‎.‎

وأكّد عون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس معصوم قبل الغداء، ان لبنان يقف بقوة مع وحدة العراق ‏وضد كل المشاريع والنزاعات التي تهدف إلى تهديد وحدة كيانه‎.‎
اما رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي الذي زاره الرئيس عون في قصر “سندباد؛ مقر رئاسة الحكومة ‏العراقية في بغداد، انعقدت محادثات موسعة بين الجانبين اللبناني والعراقي، فقد رأى ان الزيارة ستعزز العلاقات ‏بين البلدين وتفتح مجالات التعاون، لا سيما وان لبنان والعراق واجها ظروفا مماثلة في مكافحة الإرهاب وحققا ‏انتصارات‎.‎

إقرأ ايضًا: السيستاني لـ«حصر السلاح في يد الدولة» في العراق.. ماذا عن لبنان؟

ويستكمل عون زيارته الرسمية لبغداد اليوم بلقاء رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ونائب الرئيس ‏العراقي اياد علاوي، قبل ان يتوجه إلى أرمينيا في زيارة مماثلة تستمر إلى الغد‎.‎

ولفتت “الأنوار” وفي الداخل كشف مستشار رئيس الحكومة لشؤون النازحين نديم المنلا خلال مؤتمر الاستثمار في البنى التحتية ‏في السراي امس، ان الرئيس الحريري سيقوم قريباً بجولة على عدد من الدول الخليجية تحضيراً للمؤتمرات ‏الدولية المخصصة للبنان، اي روما 2 وسيدر 1 وبروكسل لحشد دعمها، معلناً ان السفير الفرنسي المكلّف من ‏الرئيس ايمانويل ماكرون التحضير للمؤتمرات الدولية لدى الدول المانحة بيار دوكان الموجود في لبنان تواصل ‏مع اربع دول خليجية للتأكد من مشاركتها في مؤتمر سيدر1 الذي يُعقد في باريس. وابلغت دولتان السفير دوكان ‏استعدادهما للمشاركة، في حين اوضحت الدولتان الاخريان انهما ستعودان لقيادتيهما السياسيتين لتحديد المشاركة‎.‎

السابق
ساترفيلد مجددا في لبنان
التالي
نطقت رنا قليلات وحسمت الشكوك بمن نهب بنك المدينه في أواخر تسعينيات القرن الماضي