إسرائيل مستعدة للحرب، فهل لبنان مستعد…؟؟؟

تتزايد احتمالات وقوع حرب قاسية بين لبنان وإسرائيل، والتهديدات الاسرائيلية متواصلة بوتيرة مرتفعة، ومتزايدة، من اتهامها حزب الله بتكديس الاسلحة والصواريخ على الاراضي اللبنانية والحدود السورية – اللبنانية… الى اعتبارها ان لبنان قد اصبح خاضعاً للهيمنة الايرانية، وصولاً الى محاولة عرقلة انتاج الغاز والنفط من قبل لبنان.. والوساطة الاميركية الاخيرة لحل ازمة ترسيم منطقة النزاع النفطي او البلوك 9، لا يمكن وصفها الا بانها عبارة عن نقل رسالة تهديد اسرائيلية الى لبنان اكثر منها وساطة حقيقية…؟؟ وسبق التصعيد الاسرائيلي فيما خص البلوك 9 النفطي… تصعيد عسكري واعلامي إسرائيلي حيث قال …“وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عضو المجلس الأمني الوزاري المصغر، مهدداً بأنه سوف يعيد لبنان إلى العصر الحجري في حال مثل تهديدًا له من خلال حزب الله وإيران، أو إذا انطلقت منه صواريخ نحو المدن الإسرائيلية”. كما أن …”جريدة الديار اللبنانية نشرت نقلاً عن صحيفة وول ستريت جورنال، التي قالت إن مصادر عسكرية في الحلف الاطلسي والصحيفة ذات مصداقية عالية في دقة خبرها، ان ايران زودت عبر العراق وسوريا حزب الله بـ 170 الف صاروخ ارض – ارض بعيد المدى، وان حزب الله قام بزرع 100 الف صاروخ على الاراضي اللبنانية موجهة نحو اسرائيل”…

هذه الارقام التي يتم نشرها الهدف منها تبرير العدوان كما اي قصف عنيف سوف تقوم به اسرائيل على مدن لبنان وقراه..؟؟؟

في مواجهة التهديدات الاسرائيلية للبنان وشعبه ومؤسساته وميليشيا حزب الله، ماذا قال حزب الله ولبنان الرسمي..

“محطة الميادين نشرت ما يلي: الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يؤكد خلال إحياء ذكرى القادة الشهداء، أنّ ثمة معركة نفط وغاز تديرها واشنطن من شرق الفرات إلى العراق فقطر والخليج، ويشدد على أنّ القوة الوحيدة لدى اللبنانيين في المعركة هي المقاومة التي تستطيع إيقاف منصات النفط الإسرائيلية خلال ساعات إن طُلب منها ذلك….”

“نشر موقع جنوبية ما يلي: تنشغل الحكومة الاسرائيلية لإيجاد افضل خطة عسكرية تمنع حزب الله من تحقيق هدفه الطامح إليه، إلا وهو إحتلال منطقة الجليل المحاذية للجنوب اللبناني. إذ وفي اكثر من مرة استعرضت الاقنية التلفزيونية الموالية لحزب الله سيناريوهات تتناول الالية التي سينفذها مقاتلو امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لدخول هذه المنطقة المتاخمة لقضاء مرجعيون اللبناني، ومن بين السيناريوهات المتوقعة ان تشن مئات الدراجات النارية وفرق خاصة هجوما بريا على الجليل، لمحاصرة القرى الاسرائيلية…” “لبنان الرسمي وعلى لسان وزير الدفاع اللبناني، يعقوب الصراف، قال إن «لبنان لن يقوم بحرب مع إسرائيل، لكنه سيدافع عن كامل سيادته، ونحن على أتم الاستعداد للدفاع عن أرضنا»، مؤكداً على «موقف لبنان المتمسك بثروته النفطية».”..

بالتزامن مع هذه التهديدات والاشارات الخطيرة… تقوم إسرائيل بتحضير جبهتها الداخلية لتحمل او استيعاب حربٍ محتملة مع لبنان… مهما كانت قاسية وعنيفة ومدمرة، استناداً الى معطيات المخابرات الاسرائيلية التي تتحدث عن اعداد الصواريخ الكبيرة التي يملكها حزب الله والتي من الممكن ان تتساقط على اسرائيل..

فقد ذكر.. “موقع العهد التابع لحزب الله نشر نقلاً عن يديعوت أحرونوت ـ يوآف زيتون.. مواطنو إسرائيل.. أن الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي سيناورون معًا على حرب ودمار. ستُجرى في نهاية شهر تشرين الأول (الماضي) بالتزامن ستجري مناورة الجبهة الداخلية السنوية “نقطة تحول 6” والمناورة العسكرية المشتركة للجيشين الإسرائيلي والأميركي. على ما يبدو، فإن كلتا المناورتين ستبدآن في نفس اليوم. مناورة الجبهة الداخلية ستحاكي سيناريو هزة أرضية، لكنها ستتضمن أيضًا مناورات لقوات الجبهة الداخلية، مصلحة الإطفاء، الشرطة ونجمة داوود الحمراء، المشابهة بطبيعتها لمواقع مدمرة نتيجة سقوط الصواريخ. المناورة العسكرية، التي حُددت بأنها “الأكبر لكلا الجيشين حتى الآن”، ستحاكي هجوما صاروخيا على إسرائيل…” واشار موقع العهد الى ان المناورة العسكرية واسمها “التحدي الصارم 12″، ستشمل وصول وانتشار منظومات دفاع جوية أميركية متطورة من أنواع مختلفة، التي من المفترض أن تحسِّن بشكل دراماتيكي كيفية مواجهة إسرائيل مع صليات صواريخ وقذائف صاروخية وستشكل تعزيزا واستكمال لبطارية القبة الحديدية ومنظومة “حتس 2” (المخصصة لاعتراض صواريخ بعيدة المدى)… وأجرى وزير حماية الجبهة الداخلية، آفي ديختر لقاءً مع مسؤولي الجبهة الداخلية في هيئة الأركان في الرملة. فقال أنه “في السنوات الـ40 الأخيرة كل حروب إسرائيل كانت بمبادرتنا وضد منظمات إرهابية هدفها واحد ـ استهداف المدنيين. مهمتنا هي استيعاب التهديد من أجل لو أننا قررنا تنفيذ عملية هجومية ـ سنقوم بذلك في وقت مريح وبالتوقيت المطلوب لنا. حتى الآن لم نجرب حادثة مفجعة لعدد كبير من المصابين تشمل مئات أو آلاف القتلى. علينا عمل كل شيء لمنع كارثة كهذه، حتى ولو تم الحديث عن صواريخ ثقيلة تخترق طبقات الدفاع التي سنبنيها”…”

من الواضح ان إسرائيل تقوم بتحضير جبهتها الداخلية وتعيد النظر باستعداداتها لمواجهة اية حربٍ مقبلة باقل الاضرار الممكنة، او تهيئة سكانها للصمود وتدريبهم على مواجهة القصف الصاروخي وكيفية التعامل مع الاصابات الناتجة عن القصف الصاروخي…

في المقابل… ماذا فعل لبنان الرسمي، وحزب الله المعني الاول باي عدوان اسرائيل قد يصيب لبنان وشعبه.. ومؤسساته وبنيته التحتية..لتحضير الجبهة الداخلية لمواجهة تداعيات اي عدوان او غزو او احتلال، او حتى قصف مدفعي وجوي وبحري على الاراضي اللبنانية تستهدف مدنه وقراه وبنيته التحتية..؟؟؟ كما جرى خلال الحروب السابقة..؟؟

تجربة حرب تموز/يوليو،عام 2006، التي عانى منها الشعب اللبناني الكثير وخاصةً أبناء الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية، ، لم نتعلم منها شيء حتى الان، إذ منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، لم يتطور القطاع الطبي في لبنان، ولم يتم تهيئة بنية تحتية طبية.. ولا زالت الاستعدادات اللوجستية والتجهيزات الطبية المطلوبة لمواجهة اي عدوان غير متوفرة، فكيف سوف يتم معالجة الجرحى والمصابين..؟؟؟ كما لم يتم تجهيز ملاجيء لحماية المدنيين، وتامين مخزون كافي من الطعام والشراب لحماية المدنيين والاطفال والنساء والشيوخ من تداعيات الغارات الجوية وسائر انواع القصف المعادي..

لم تجر إلى الان اية مناورات لقطاعات الدفاع المدني لا على مستوى المناطق التي من الممكن ان تكون مستهدفة او على مستوى لبنان ككل، لتدريب وتهيئة المدنيين، للتأقلم مع اجواء الحرب التي يتحدث عنها قادة حزب الله، ومعرفة كيفية التعامل مع اية حرب مقبلة في حال ووقوعها…!!

إقرأ أيضاً: اسقاط الـF16: هل تحققت القدرة على ردع اسرائيل؟

فإذا كانت ميليشيا حزب الله مستعدة لخوض الحرب عسكرياً…؟؟ فهل المواطن اللبناني على استعداد لمواجهة تداعيات الحرب…وتحمل قساوتها ودمويتها وعدوانية إسرائيل وعدم احترامها للقوانين الدولية.. ومجازر قانا لا تزال راسخة في ذاكرة كل مواطن لبناني..

الهجرة واللجوء والنزوح، هو الشيء الوحيد الذي يتقنه كل مواطن لبناني تعرضت مدينته او بلدته لعدوان اسرائيلي..؟؟ فقد عاشها مرارا وتكراراً..على امتداد السنوات الماضية، وحتى خلال الصراعات الداخلية التي وقعت بين الميليشيات المحلية..فهل يتم اعتبار هذه التجربة التاريخية كافية او مؤشر على قدرة اللبناني على الصمود والمواجهة..؟؟؟

إن تحمل وصبر المواطن اللبناني، لا يكفي ليكون مؤشراً على استعداد مواطني لبنان لخوض حربٍ مهما كان شكلها وحجمها، او اعتبار ان لبنان وشعبه مستعد لخوضها..

إقرأ أيضاً: إنّها الحرب يا صديقي.. «فيتنام سبيلبرغ» تفضح «فيتنام نصرالله»

المطلوب تهيئة الجبهة الداخلية لمواجهة اي عدوان… وهذا ما لا نشعر به حتى الان.. الجبهة الاسرائيلية الداخلية مستعدة وتم تدريبها… اما نحن ابناء الشعب اللبناني فلسنا في حالة استعداد على الاطلاق كما هو واضح… ولو ان الاموال التي انفقها حزب الله على قتال الشعب السوري وتشريده وتدمير مدنه وقراه، انفقها على تحضير الجبهة الداخلية اللبنانية وتجهيزها لكان افضل بكثير، ولكن من يحاسب من..؟؟؟؟؟؟ من هنا يمكن القول ان اسرائيل مستعدة لخوض الحرب، اما لبنان والمقصود هنا الشعب اللبناني فهو غير مستعد ابداً..؟؟؟

السابق
الضربات ترغم روسيا على حجب الإنترنت عن قواعدها في سوريا
التالي
نعم.. هناك قضية في لبنان