مقتل المرتزقة الروس في سوريا: صفعة أميركية على وجه بوتين

مازالت قضية المرتزقة الروس الذين قتلوا في سوريا، محط حديث الداخل الروسي، الغارات العسكرية التي شنّتها طائرات التحالف الدولي في دير الزور على تجمعات عسكرية موالية للرئيس السوري أدت إلى قتل ما يزيد عن 200 عنصر من مرتزقة الشركة العسكرية الخاصة الروسية "فاغنر"، ترفض الحكومة الروسية الإعتراف بهم، ما وضعها تحت ضغط شعبي، يطالبها الإعتراف من جهة، وتقدير ما قدموه من خدمة وطنية من جهة ثانية.

شرعت قضية مقتلة المرتزقة، أبواب ملفات اخرى مرتبطة بالعمل العسكري الروسي في أوكرانيا وسوريا، حيث تظهر سلطة بوتين ميلاً لقمع عمل الناشطين الروس المعارضين والمنشغلين بتوثيق معلومات دقيقة حول عدد القتلى الروس في الصراعات الخارجية، إنطلاقاً من جمع المعلومات حول مرتزقة منظمات التجنيد من بينها منظمة فاغنر، التي تقدم خدماتها للكرملين.

يتقاضى عناصر منظمات المرتزقة الروسية اجوراً أعلى من الرواتب التي يتقاضها ضباط الجيش الروسي، ما يعد عاملاً محفزاُ للشبان للإنخراط في في اجهزة غير حكومية، وخوض حروب موسكو في الخارج، وتلقي الخسائر البشرية في وقت يريد فيه بوتين إظهار جيشه على انه مؤسسة عسكرية منتصرة لا تتلقى خسائر بشرية كبيرة أثناء الحروب على غرار الجيش الاميركي وجيوش نظامية اخرى.

اقرأ أيضاً: المرتزقة الروس يسقطون بالمئات في سوريا

هذه المقاربة كشف عنها المعارض الروسي رسلان ليفيف. فالاخير، مؤسس مركز “conflict intelligence team”، ويسعى مع فريق عمله إلى تقويض الدعاية العسكرية لبوتين، حيث يبذل جهوداً للحصول على معلومات عن الإنتهاكات التي يرتكبها الجيش الروسي في سوريا، ومدى إعتماده على المرتزقة هناك، وعدد قتلى شركات الخدمات العسكرية الروسية. وكشفت صحيفة “ذا اندبندنت” عن مضايقات جديدة تلقاها ليفيف، من قبل السلطات الروسية وتهديده منعاً لكشف المزيد من المعلومات حول إخفاقات روسيا في سوريا وحجم الخسائر البشرية التي تلقتها “فاغنر” .

مطلع الاسبوع الفائت اخذت قضية المرتزقة شكل المناوشات الحادة بين المعارضين والموالين لبوتين في البرلمان الروسي. فقد بدأ نائب رئيس البرلمان ايغور ليبيديف اثارة الموضوع اعلاميا، حين قال “يجب ان نعرب عن تعازينا لأسر القتلى الذين قتلوا في الاحداث الاخيرة”، واضاف “يجب على الحكومة ان تفعل ذلك”. اما فرانز كلينتسيفيتش، نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ الروسي، فكان أكثر صراحة حين قال “أن الأميركيين لم يتصرفوا بهذا الشكل من قبل في سوريا”. ولكن رسالة كلينتسيفيتش كانت غير متوقعة، وسرعان ما اوصلته إلى مشكلة، فبعد يوم من تصريحه، استقال “طوعا” من منصبه. وبررت المسؤولة في لجنة الدفاع والامن في مجلس الشيوخ فالنتينا ماتفينكو بأن الخطوة تأتي كـ”تبديل طبيعي للكوادر الرسميين”.

اقرأ أيضاً: مرتزقة روس وصلوا سرّا الى سوريا

الا ان مصدرا مقربا من اللجنة قال للصحيفة البريطانية ان على كلينتسيفيتش المحافظة على لسانه، وعدم التهور في التصريحات لأن المسألة حساسة جداً عند بوتين. بينما اتخذ الجيش الروسي إجراءات صارمة، بمنع إستخدام الجنود لمواقع التواصل الإجتماعي او نشر صور ومعلومات عن اماكن خدماتهم العسكرية.

في مقلب اخر قالت صحيفة “ذا تيلغراف” أن مهمات منظمات المرتزقة الروسية هي إستهداف النشاط العسكري الأميركي على خطوط التماس الموجودة في سوريا بين روسيا والولايات المتحدة الاميركية في دير الزور وحلب. بينما مجلة “نيويوركر” قالت ان الضربة العسكرية الاميركية بمثابة صفعة مدوية من البنتاغون على وجه روسيا لم تتلقاها من الجيش الاميركي منذ حرب فيتنام.

السابق
من هو جوزيف سيب بلاتر؟
التالي
راشد صبري حمادة: ثوابت في انتخابات بعلبك – الهرمل