شيعة جبيل والبقاع الغربي: لماذا مرشحو النيابة من خارج مناطقهم؟

الاحزاب تسيّر المؤيدين بعصا سحرية، وقد بلغ الأمر بالثنائية الشيعية ترشيح نوابها من خارج الدوائر والمناطق في الانتخابات المقبلة.

فاز كل من النائب الياس عطالله، ابن الشوف، في انتخابات عام 2005 عن المقعد الماروني في دائرة طرابلس، والنائب عقاب صقر، ابن الهرمل، عن مقعد  زحلة عام 2009. هذين الإسمين ليسا الأوائل ممن ترشحا على مقاعد ليست في مسقط رأسهم، ولا ضمن مناطقهم. فاليوم اعلن الرئيس نبيه بري ترشيح محمد نصرالله على دائرة البقاع الغربي، رغم انه من بلدة السكسكية، في قضاء الزهراني، التي رشح عنها بري نفسه، وهو ابن بلدة تبنين قضاء بنت جبيل.

إقرا ايضا: فارس سعيد: نرفض الاستسلام لشروط حزب الله

فاضافة الى ترشيحات بري اليوم، تم تسريب معلومات، شبه مؤكدة، عن نيّة السيد حسن نصرالله ترشيح الشيخ حسين زعيتر، ابن بلدة القصر الهرملية، على دائرة جبيل. وقد استبق شيعة جبيل هذا الترشيح باعلان رفضهم هذا القرار، كون المنطقة زاخرة بالكفاءات من كل الانواع.

وتعليقا على هذا القرار، قال المحلل السياسي لـ”جنوبية” قاسم قصير،“يمكن ان يتغير هذا القرار، فقد تم تسريب هذا الخبر، علما ان القرار غير رسمي. ولا معلومات لدي، وهذه قيادة حزبية، وفي لبنان ليس هناك شرط لأن يترشح المرء في هذه الدائرة او تلك. علما ان حسين زعيتر يعرف منطقة جبيل جيدا، وهو مسؤول منطقة جبل لبنان في حزب الله”.

وبرأي قصير ان “الرفض نابع من تعصبّ عائلي، لكن الاحزاب ترّشح دوما نوابها بناء على سياستها. لذا ارى انه من الافضل انتظار الترشيح الرسمي”.

وردا على سؤال يؤكد قصير ان “الاحزاب تفتش عمن ينفّذ لها سياستها ومن يدعمها. ويستبعد ان يتحرك اهالي البقاع الغربي ضد قرار ترشيح رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل محمد نصرالله، الجنوبي المنبت، مع العلم ان ثمة معلومات مؤكدة عن ترشيح حزب الله للواء جميل السيد عن البقاع، علما انه من زحلة. وايضا ال زعيتر هم من اصول جبيليّة، ومن الضروري معرفة الاسباب التي أدت الى اختيار زعيتر لهذا المقعد”.

من جهة أخرى، أكدت مصادر جبيلية لموقع “جنوبية”، ان “القصة معقدة جدا والمسألة الاساسية ان البلدية السابقة كانت تضم محامي بالاستئناف، ومهندس، واعلامي، وعدد من الكفاءات، لكن تم اسقاطهم بالتعاون مع المهندس حسن المقداد، الذي كان اسمه مطروحا للنيابة مع العلم انه هو ايضا من خارج منطقة جبيل”.

وتشير، هذه المصادر الجبيلية، الى انه “هناك كفاءات عالية كالدكتورالجرّاح محمد حسن عواد، وهو ابن حزب الله وقريب الدكتور محمود عواد،  فلما لا يرشحوه؟ وهناك اسماء كبيرة جدا. فكل البلديات الشيعية في جبيل، التي سيطر عليها حزب الله هم من الاميّين الا بلدية علمات التي تمردت عليهم. وهناك معادلة ان الثنائية الشيعية اضافة الى النائب السابق محمود عواد يضغطون على الناس. وكان النائب عباس هاشم ينفذ تعليمات الثنائية”.

“مع الاشارة، يضيف المصدر الجبيلي، ان تغريدات فارس سعيّد محقة، اذ ورطتنا الثنائية في قضية الممتلكات، وعباس هاشم لم يحرك ساكنّا”.

إقرا ايضا: حزب الله وفارس سعيّد… والمقعد الشيعيّ ثالثهما

ويختم المصدرالجبيلي، بالقول “كأن هذه المنطقة ليس لها ناسها، مع العلم ان جبيل تضم  كفاءات عالية من آل حيدر، وآل زعيتر والمقداد وآل أحمد، وآل عواد، وآل عمرو، وكل هذه العائلات. فالثنائية لم تقدم  أي ملف انمائي للمنطقة، فهم زفتوا الطريق العام وتركوا الطرقات الداخلية على سبيل المثال”.

فما سرّ قرارات الثنائية الشيعية، التي لا تأخذ وجود ومصالح اهالي المنطقة بعين الاعتبار؟

السابق
إضراب أوجيرو: لم نقبض زيادة السلفة ودوامنا حتى الساعة الرابعة!
التالي
صفعة المياومين ليست كما قبلها… وخشية من اضراب مفتوح