هذا هو «خط هوف» لترسيم الحدود البحرية… ولهذا يرفضه لبنان

خريطة
ما هو خط "هوف" الذي تطرحه الدبلوماسية الاميركية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلّة؟

فور وصول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى لبنان قبل أمس، بدأ الحديث عن إعادة تسويق الدبلوماسية الأميركية لاتفاق خط الهدنة بين لبنان وحدود فلسطين المحتلة أو ما يعرف بـ “خط هوف ” وهي نفس التسوية التي طرحتها الولايات المتحدة قبل سنوات لحل الخلاف اللبناني – الاسرائيلي على الحدود المائية.

وأشارت مصادر مطلعة خاصة بـ “جنوبية” أن بقاء مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد في بيروت بتشجيع من تيلرسون كان بهدف إقناع الجانب اللبناني بهذه التسوية، ولكن حتى الساعة لا موقفا رسميا مباشرا للجانب اللبناني بالقبول بهذا الطرح سوى الرفض الذي جاء على لسان الرئيس نبيه برّي وأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله.

اقرأ أيضاً: التسويق الأميركي لـ«خط هوف» مع اسرائيل يجابه برفض لبناني جامع

وفيما من المفترض أن يغادرساترفيلد بيروت في الساعات المقبلة متوجها إلى تل أبيب إستكمالا لمفاوضاته تقول المصادر نفسها أن الجانب الإسرائيلي أيضًا غير مرحب بهذا الإقتراح.

فما هو “خط هوف”؟ وعلى أي أساس تمّ تقسيم المنطقة المتنازع عليها بين الطرفين؟

في هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع المهندس ربيع ياغي، الخبير النفطي ومستشار رئيس مجلس النواب لشؤون الطاقة، الذي أوضح ما يقتضيه هذا الطرح فقال “خط هوف طُرح قبل ما يقارب أربع سنوات عندما كان السفير فريدريك هوف يقوم بوساطة كموفد أميركي بين لبنان وإسرائيل فيما يتعلّق بالنزاع البحري الحدودي بين الجانبين آنذاك، وفي النهاية كان هوف مقتنعا بوجهة النظر اللبنانية بأن إسرائيل تحاول ان تتمدّد دون وجه حق خارج حدودها البحرية بإتجاه الحدود البحرية للمنطقة الإقتصادية الخالصة جنوب لبنان”.

الخبير النفطي ربيع ياغي

وتابع “آنذاك وُجه هوف بالعناد الإسرائيلي وقدم أيضا إقتراحا للجانب اللبناني بأن يقبل ولو مؤقتا أن يتراجع الجانب الإسرائيلي بما يقارب 60% من المنطقة التي تحاول قرصنتها والتي تبلغ مساحتها الكاملة 860 كلم2. أما 40% من المنطقة المتبقية (أي 310 كيلومترات) فتبقى كما هي من دون ان يستثمر فيها لبنان ولا حتى اسرائيل. وأشار ياغي إلى أن “لا أحد لديه كرامة وطنية يقبل بهذا الطرح لأن هذه المياه تعود ملكيتها للبنان” .

وأشار ياغي إلى أن”كل المنطقة الجنوبية تحتوي على النفط والغاز، لافتا إلى أن إسرائيل قامت بنشاطات إستكشافية إستبقت فيها لبنان بالتأكيد ووجدت حقول غازية قريبة من الحدود اللبنانية في شمال فلسطين وحقل “كاريش” كان آخرها وهو يبعد نحو 4.5 كلم من حدود لبنان البحرية من ناحية “البلوك 9” “. وشدّد على أن “إسرائيل كلّ همّها الشريط البحري البالغ 860 كلم 2 وصحيح أنها كانت على إستعداد التخلّي عن جزء منه، إلا أن الجزء المحاذي لها لا تريد أن يكون فيه أي نشاط بترولي لسبب أن الحقول التي تقع بجانبها هي حقول مشتركة ما يؤمن لها أن يكون هذا الجزء التي تحاول أن تستأثر فيه إمتداد لنشاطاتها وبالتالي تصبح كل حقول الغاز الموجودة بالآبار المشتركة يعود إستخراجها لإسرائيل”. وبالتالي “تحاول خلق هذه المشاكل والتهديدات لإبعاد الشركات النفطية الثلاث التي تعاقد معها لبنان عن هذه المنطقة”.

ورأى ياغي أن “أميركا لم تأتِ إلى لبنان لحماية مصالح الأخير إنّما حماية مصالح إسرائيل التي تقضي بعدم القيام بنشاط بترولي في المنطقة المحاذية لها والوسيلة لمنع الشركات الثلاث عبر رسائل التهديات التي أطلقها أخيرا ليبرمان”.

اقرأ أيضاً: تناقض أو تناغم في تصريحات تيلرسون حول حزب الله؟

وختم أنه “حتى عندما يقوم لبنان بتلزيم أي من البلوكات الأخرى ستقوم إسرائيل بنفس ردود الفعل هذه، مشيرا إلى “أن الشركات الأوروبية التي تعاقدت مع لبنان قامت أولاً بدراسة المخاطر والمحاذير لهذا الإستثمار الذي يكلّف مليارات الدولار. وعلى لبنان في المقابل أن يلجأ إلى المؤسسات الدولية والأمم المتحدة كما الإتحاد الأوروبي التي تحمل هذه الشركات جنسيته لوضع حدّ للتهديدات الإسرائيلية الهادفة إلى تهريب هذه الشركات من الإستثمار في البلوك 9”.

وفي الختام، هل سيفشل إعتماد “خط هوف”، وأي بديل من تسوية النزاع البحري مع العدو الاسرائيلي اذا استمر في تعنته حيال حقوق لبنان الحدودية البحرية والبرية؟

السابق
«رعشة روح»: نصوصٌ أدبيّة يُدوزِنُها جوزف رزق
التالي
عملية سطو على فيلا في القرنة الحمراء.. والمسروقات بقيمة مليون دولار!