احتفاء بفكر محمد عقل الذي دمغ العقول

محمد عقل
أمسية تذكارية في السنوية الأولى لرحيل محمد عقل.

في حلول مناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل محمد عقل، أحيى بعض أصدقائه وشقيقيه حسين وحسن عقل، أمسية تذكارية للراحل في منزل المسرحي سمير عواد – طريق المطار، تحدثوا فيها عن خصاله ومزاياه الفكرية والعلمية، ومناقبه الإنسانية، من خلال إلقائهم كلمات شعرية ونثرية منها المقتطفات التالية:

دمعة نقية – الفنان المسرحي سمير عواد

شارده عا مهل/ غمار البيادر/ شذى روان السهل/ حبيت ضمك/ يا رجوتي وشمك/ حبيت شو حبيت/ اني كون امك/ دمعة نقية/ شارده عا مهل/ ميل يا حبيبي/ نحنا يا محمد اهل/.

اقرأ أيضاً: عام على يُتم «شؤون جنوبية»

فجيعة مؤلمة – الدكتور عاطف جميل عواد

مُؤلمةٌ هيَ الفَجيعةُ بارتحالِكَ، يامُحمّد، وفادِحٌ هُوَ الخَطْبُ بِنَأْيِكَ، يا مُحَمّد .

هَوَيتَ مِنْ على صَهوةِ طُموحِكَ الفكريِّ فارِسًا صَحافِيًّا مُبَرَّزًا.

كُنْتَ مَزْهُوًّا، تَيَّاهًا، بانتمائِكَ القوميِّ العربيِّ الثّابتِ، في زَمنِ تقَلُّبِ الانتماءاتِ، وتلَوُّنِ الولاءاتِ، عيناكَ تَرْنُوانِ إلى يَومٍ يَرَونَهُ بَعيدًا، وتَراهُ قريبًا، تَنْزَعُ فيهِا لقُدْسُ عنها مُسُوحَ الحُزْنِ وأخطارَ. التّهْويدِ، وتَكْسِرُ فيهِ الأُمّةُ

الغائب الحاضر – الياس غنّاج

إلى الغائب … الشديد الحضور في وجدان عارفيه محمد عقل:

تحيّة لكَ يا قوي الحضور في روعة الوداعة .. ويا أنَفَة بادلة لا تتلكأُ أيها المُتَرفعُ عن إغراءات التقديمات المأجورة الراغبة أن تستأجر أصحاب الكفاءة وأنت منهم.. ولكنها معكَ لم تنجح… إبق بسمةً دمثةً وقدوة معرفة.

شؤون 166

كتلة نورانيّة – د. محمد أبو علي

محمد عقل كتلةٌ نورانية يلبسها طيبٌ من الدرى.

محمد عقل يمثل عندي النموذج المعرفي الذي يقول: جميلةٌ هي المعرفة حين تصبح درباً للعرفان.

أصدقكم القول إن رسالة الماجستير التي قدّمها حول الكتابة العربية تعدل عندي أطروحات داكتوراه، وهذا الكلام قلته له.

فإذا به وبهدوء وبسكينة يقدم لي مشروعاً إنسانياً روعة في الابداع من الماجستير وهو “التّوحّد الكوني” في القرن الهجري الاول ،هذا الموضوع أخافني للوهلة الاولى وألزمني أن أقرأ فكان أستاذاً لي حينما كان طالباً.

عاشق الحرف – عاصم المصري

عَشِقَ محمدٌ الحرفَ حتَّى استبدَّ به معشوقُه، وهذه حال المولَّه.

في البدء كانت أبجديتُه. حلَّق بها شكلاً وموضوعاً، فلسفةً وفنّاً، لم تفارقه حروفُها ولم يفارق البحثَ في أسرارها.

جمعني الحرفُ وهذا العقلُ حتَّى بتنا خليلين، فلا يحسبنا الحاضر لمجلسنا إلَّا طيفين أسرهما شيطان الكلمات وجِنٌّ يخرج من عبقر حروفها.

باعتزاز أعترف أنّي وجدت في بحثه «أبجدية القرآن من مملكة سبأ» ضالَّتي التي كنت أنشدُها في معاني ودلالات حروف الأبجديَّة، فكان أنْ فتح لي نافذةً أضاءت بصيرتي وملَّكتني وسيلة من وسائل المعرفة.

محمد عقل يكاد يكونُ الوحيد الذي قاربَ في بحثه بين صيغة وشكل كتابة الحرف ودلالة معناه.شكراً محمد. كنت بمثابة بوصلةٍ استرشدتُ بها درباً سلكتُه في إنجازكتابي «الأبجديّة ودلالاتها».

وكتابه «التوحّد الكوني» أعلن وأثبت يقيناً، أنَّ التوحُّدَ هو السبيلُ الوحيدُ للمعرفة. البحث بمجمله، وإن عَبَر من خلال النصوص الدينية والتراثية، هو مسلكٌ معرفيٌ لا ينضب. فقد زاوج بين مسعى البحث عن «الصراط المستقيم» كمطلب هداية ينشده المسلم في فاتحة القرآن، وبين العبور المعرفي إليه من خلال قراءة المطلق بالكليَّات وقراءته تقليماً بالجزئيَّات عملاً بمضمون قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ }العلق. هذا هو سبيل العلماء المعرفي إلى الإيمان بما يبحثون فيه من آيات الخلق. والذي لا يكون إلّا من خلال التوحّد بالمطلق.

احتفاؤنا بحضوره الذي جمعنا، هو احتفاء بفكرٍ دمغ عقولَنا، ووشمٍ أو وسمٍ نُكنُّه في صدورنا.

أمكَ نائحةٌ عليك – حسين عقل

يا غائباً أبكى الزمان رحيلهُ…

الزهر، والورد، إكليلٌ على ثراك…/ هجرتنا ونحن في غفلةٍ منَّا… ما أشدّ الحاجة إليك.

عند رحيلكَ إنطفأ السراج ، وغاب الشُعاع…!!!/ أميِّ على فراقك ولهاني، وعيونها عالمكتبه صدّ…/ عساها تشوفك عم تفلفش بشي كتاب!/ وعيونها بتحرق دمع عالسكيت…/ وتسأل عنك الدفاتر والكتاب…!/ سمعتها بصوت عصفوره نايحه…/ عم تحمي إبنها من مخلب عُقاب…!/ والتمتم على السكِّيت كأنها عم تقرالك الفاتحه…/ سمعتها عم تقول…/ محمد… عطر… محمد… حلم وضاع…/ محمد نسيم الصبح…/ محمد شمس العمر ولِّت عالغياب

يميِّ عليك مني تحية…/ عيوني إشتاقت ليك…/ مشتاقه إلى رؤياك…/ وأعجز عن رؤياك…/ ولكن لا أعجز عن الدُعاء إليك…/ سلامٌ منِّي إلى عينيك…/ سلامٌ إلى عينيك…

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 166 شتاء 2018)

السابق
شمخاني: اسقاط المقاتلة الاسرائيلية غيَر معادلة إضرب وإهرب
التالي
إسرائيل – سوريا: لا.. القواعد لم تتغير