كارثة برج البراجنة: ضحايا العقارات المتصدعة مسؤولية من؟

هي كارثة بكل ما للكلمة من معنى، ضحيتها إمرأة وطفلتها قضتا ليلتهما الأخيرة دون أن تشرق عليهما شمس جديدة، حيث تهاوى البناء وتهاوت معه أحلام عائلة صغيرة قوامها أب وأم وطفلة، فرحلت الوالدة وإصطحبت معها طفلتها الصغيرة التي إنتشلت من تحت الركام.

ففي برج البراجنة كانت حصيلة إهمال الدولة وتقاعسها عن القيام بواجباتها شهيدتان: الطفلة سالي عيتاني بنت السبع سنوات ووالدتها زينب عمار لاقتا حتفهما فجر اليوم مع إنهيار مبنى سكني مؤلف من طبقتين في محلة عين السكة، قرب مبنى البلدية، فيما لا يزال الزوج في حالة حرجة حيث يمكث في العناية الفائقة.

إقرأ ايضًا: مقتل طفلة ووالدتها واصابة الوالد في انهيار جزئي لمبنى في برج البراجنة

وفيما إستفاق أهالي بلدة برج البراجنة صباح اليوم على هول هذه الكارثة الإنسانية، حيث تسابق المسؤولون إلى مكان إنهيار المبنى الذين أكدوا جميعهم أن الإنهيار يعود لكون المبنى قديم الانشاء إذ يبلغ عمره ثمانين عاما.

وفي وقت أكدت زينب العنان، صاحبة المبنى الذي انهار، أن “المبنى يعود لآل العنان، وعائلة عيتاني مستأجرة، ولم تتبلغ العائلة ولا حتى هم أصحاب الملك من البلدية أي إنذار بأن المبنى مهدد أو آيل للسقوط”.

وبحسب معلومات حصل عليها موقع “جنوبية” فإن المبنى صحيح عمره ثمانين عاما إلا أنه لم يكن هناك أي مؤشرات تدلّ على أنه آيل للسقوط، وأشارت المصادر أنه سبق للبلدية أن عرضت على أصحاب الملك (آل العنان) شراء المبنى مقابل مبلغ مادي جيّد بهدف توسيع الطريق من جهة وإنشاء مكانه موقف للسيارات تابع للبلدية إلا أن العائلة رفضت هذا العرض.

وفي حديث لـ “جنوبية” مع رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور أكّد أن “البلدية ترسل إنذارات لجميع الأبنية المتصدعة الموجودة في المنطقة، إلا أن هذا المبنى تحديدا والمؤلّف من طبقتين لم يكن يوحي بأنّه آيل للسقوط”.

هذا وأكّد أنه فعلا كان هناك مشروع تعدّ له البلدية لشراء المبنى إلا أن أصحاب الملك رفضوا وتركت الأمور عما عليه”.

كما لفت إلى أن موضوع الأبنية التي تتساقط وتتهاوى هي نتيجة قدم الإنشاء ، وهذا المبنى تحديدا رملي عمره ثمانين عاما، وبطبيعة الحال أدّى تساقط الأمطار والسيول سنة بعد سنة إلى إنهياره وهو ما ينطبق على كافة المباني القديمة الإنشاء في لبنان”.

ودعا على الدولة اللبنانية القيام بمسح عام لكل الابنية المتصدعة وإيجاد حل جذري لها لأن هذا الملف كبير وفوق إمكانيات البلديات سيما أنها تحتاج لأموال طائلة”.

من جهة ثانية، حضر النائب علي عمار إلى مكان الحادثة وشدّد من أمام المبنى لضرورة إجراء مسح عام لكل الابنية في لبنان . كما دعا الدولة لتحمل مسؤوليتها لأن ما حصل اليوم يجب أن يكون جرس إنذار لكل المعنيين.

إقرأ ايضًا: مبنى مهدد بالسقوط في برج البراجنة.. والاهالي يرفضون إخلاءه

كما وصل الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير إلى برج البراجنة حيث المبنى المنهار، موفدا من رئيس الحكومة سعد الحريري. وأكد أن المباني المجاورة للمبنى الذي انهار اليوم يجب هدمها وعلى البلدية والمالكين القيام بكشف دوري على المباني القديمة.

وفي الختام، من يتحمّل مسؤولية هذه الكارثة الإنسانية التي كانت ضحيتها هذه المرة أم وطفلتها خصوصا أن هناك مئات الأبنية المتصدعة والآيلة للسقوط في لبنان فيما الدولة لا تحرك ساكنا تجاه هذا الملف.

 

السابق
تغيير قواعد الاشتباك تقرّره روسيا أو أميركا
التالي
17 تلميذا ضحيّة سفاّح ثانوية فلوريدا