لا تلوموا المحكمة الدولية قبل أن تستروا عوراتكم

الذين اغتالوا رفيق الحريري لم ولا يريدون الخير للبنان ولا للبنانيين وينبغي معاقبتهم على فعلتهم الشنعاء. المزعج الفاضح لطريقة اللبنانيين المعترضين على المحكمة عند تناول الجانب الجنائي لتلك الجريمة أنّهم ينطّون من أرصفة طائفية أو حزبية متنوعة للتعليق على الموضوع، فمنهم من يقول أنّ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مسيسة وهي مؤامرة صهيو-أميركية ومنهم من يقول أن إسرائيل هي من اغتالته ومنهم من يقول أن المحكمة تعمل بموجب عدالة انتقائية.

المضحك أيضا أنّ بعضهم يهربون من المسألة الجنائية جانبيا فمنهم من يثير موضوع تمويلها جزئياً من الحكومة اللبنانية، يقولون لك أنّ حصة لبنان من عرق جبين المواطن اللبناني المسكين متناسين للحظة أن حصة لبنان من تمويلها لا تساوي نقطة في محيط الهدر والفساد المالي في لبنان، ومنهم من يشبك الموضوع بالقضية الفلسطينية ومنهم من يطرح إشكاليات الحريرية السياسية والإقتصادية وهلم جرا. كل ذلك للتهرب.
أطمئن الجميع أن ألمحكمة الدولية الخاصة بلبنان محكمة مهنية تابعت كل جلساتها ومن خلال خبرتي وإلمامي بالقانون الجنائي المحلي والدولي لم أجد عيبا واحدا في أدائها من الناحية التقنية. أقول لمن ينتقدونها أن المحكمة وجدت بسبب فشل وعجز المنظومة القضائية اللبنانية خاصة والعربية عامة عن السير المهني النزيه في قضايا الإغتيالات التي وقعت في لبنان ومن هنا ولدت المحكمة الدولية ووجودها أفضل بألف مليون مرة من عدم وجودها. لا تلوموا الغير قبل أن تغطوا عوراتكم. دعونا نرى ما ستخرج به المحكمة.

السابق
وئام وهاب: ليستقل سعد الحريري
التالي
جريصاتي: نصدق ابن الشهيد ونصادقه ولا نخونه