رفيق الحريري منظومة أخلاق كاملة

عن دراسةٍ أُجريت في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، أطلقتها مجموعة من الباحثين في التنشئة السياسية، أرادت من خلالها معاينة حجم الوعي السياسي عند الشباب و تحليل و معرفة كيفية إستجابتهم، و ما هي طرق تفكيرهم عندما تُمرر لهم و تُعرض أمامهم صور و أسماء لبعض السياسيين اللبنانيين، في محاولة جديدة تهدف إلى زيادة القدرة على فك شفرة النشاط المخي و قراءة الصوت الذي بداخل العقل و نقله موجات إلى الخارج عبر النطق.
 تجربةٌ أفضت إلى إجماعٍ إعتبر فيه الكل أن رفيق الحريري شخصية إنسانية وطنية قومية عصامية معطاءة متمكنة بإمتياز، قدمت الخير لشعبها، قامت بإستجرار العلم، ساهمت في إعادة الإعمار، صاحبة فكرة و مبدأ و فضيلة، قدم العقل على النقل و المنطق على الفوضى، لم يلتحق بركب المؤيدين ولا المعادين، منظومة أخلاق كاملة، أكرمه الله بالشهادة و اسمه مقرونُ دوماً بدعوات الرحمة و المغفرة و حسن المآب، تلك الدعوات التي تفنن كثيرون بجهل في إبعادها عن من أحبوا أو لربما أخروها عنهم و حرموهم منها لسنوات بحجة أنهم في غيبة و بأنهم أحياء.
دراسةٌ تستحق الوقوف عندها و تحليل مضمونها و التمعن في نتائجها، فإجابات من أُخضعوا للإختبار و تحديداً من تراوحت أعمارهم بين دوي الإنفجار و الذكرى الثالثة عشرة للإغتيال، إنطلقت من قلوب لم تسكنها بعد الإضطرابات و لم تتزاحم عليها الفيروسات، هي صدرت عن أرواح  لم تخضع أعمالها لمنظومة التأديب و الثواب و العقاب و لم ينل منها بعد القصاص و لا الفرض و الضرب و الغصب، في حين أن الخاضعين لها ممن تجاوزت أعمارهم الواحد و العشرون عكفوا عند السؤال عنها على ترتيب أفكارهم  مع ما يتناسب و البيانات المتزاحمة في المخ فلجأوا إلى فصوصه و حزمة الألياف  لإختيار الإجابة و نقلها من المهاد الى الأمام  مستعينين بمادة الدوبامين التي تتفاعل في الدماغ و تؤثر على الكثير من الأحاسيس و السلوكيات و تزيد الإنتباه. يبقى هنالك فئة قليلة تجاهلت السؤال و اختارت لنفسها النجاة فاستخدمت الأبابة أو النوستالجية التعبيرية فكان أن جعلت من القط أسد و من الذبابة نسر و من الفاني باقي و من التابع متبوع و من القاتل شريف و من المتهم حر طليق.
رفيق الحريري ثورة علم و فكر و معرفة ، وحالة تغيير قزمت و هشمت دور القادة الكولونياليين المُستعمرين، هو حركة تنوير و استكشاف لل “ما بعد”  قضت على تجارب الراكدين المغامرين المهيمنين المخفيين،  لقد جعل هذا العاقل من بلاده محط أنظار العالم و قبلة للمؤمنين بلبنان و رسالته، هو بإختصار أول المقبولين الحائزين على محبة معظم اللبنانيين، و بحسب هذ الفهم و إنطلاقاً منه أيقنت شياطين الإنس أن رفيق الحريري هو الخير الغالب لشرهم و الحق الزاهق لباطلهم و المزلزل لعروشهم و القامع لجبروتهم، فاختاروا على عجل وقت موته و فاتهم أن الشهيد يعيش يوم الممات .
السابق
رفيق الحريري في 14 شباط 2018 :حرية سيادة إستقلال «كلام مو دقيق»!
التالي
أنواع مختلفة من المصابيح تعمل بالطاقة الشمسية