والبقرة حلوب حا.. حا..

لفت الأنظار الأسبوع الفائت ظهور لوحات اعلانية في الشوارع الرئيسة للمدن اللبنانية تحمل شعار مؤسسة أوجيرو الجديد، في استبدال للشعار السابق من دون الإعلان عن الجدوى الاقتصادية الذي يمكن أن يؤمنها هذا الاجراء للمؤسسة المذكورة.

التزمت شركة Condo لصاحبها رالف عون عملية تغيير الشعار والإعلان لقاء مبلغ وقدره 700 ألف دولار أميركي من دون حساب ما ستكلف تغيير المستندات والملفات والوثائق التابعة لمؤسسة أوجيرو. وهذا يطرح تساؤلاً حول السياسات المتبعة في أوجيرو.

أيام المهندس عبد المنعم يوسف ومع مطلع العهد الجديد والحكومة الجديدة كانت أوجيرو تضم نحو 1100 موظفاً ثابتاً ونحو 600 أجير مؤقت. بعد تشكيل الحكومة الجديدة والاستغناء عن المهندس يوسف الذي حوكم للاشتباه بهدر المال العام بسبب الإهمال الوظيفي، حصل اتفاق جديد للمحاصصة بين أطراف السلطة بعد تعيين عماد كريدية مديراً عاماً للمؤسسة.

شعار اوجيرو الجديد
شعار اوجيرو الجديد

فماذا حصل خلال العام الفائت؟

جرى تعيين نحو 1150 مياوماً يعمل كل منهم خمسة أيام، وجرى تعيينهم وفق سياسة المثالثة، (سنة، شيعة، مسيحيين) مع إدخال عدد محدود من أتباع طائفة الموحدين الدروز وهم محسوبين على النائبين وليد جنبلاط وطلال ارسلان.

في حين يتولى عضو مجلس إدارة أوجيرو هادي أبو فرحات إدخال المياومين المسيحيين وينسق بذلك بين التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية مع غلبة للطرف الأول.

على الضفة السنية يشكل الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وشقيقة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري المرجعية لإدخال المياومين من أتباع الطائفة السنية وقد جرى إدخال أشخاص كانوا يعملون في سعودي أوجيه في السعودية بشرط عدم رفع دعوى بخصوص الرواتب والتعويضات المستحقة لهم، بالإضافة إلى أبناء بعضهم، ويتولى حزب الله وحركة أمل شؤون حصتهم المتعلقة بأتباع الطائفة الشيعية.

ويبلغ الأجر اليومي لكل أجير منهم ما بين 60 – 120 ألف ل.ل.

بعد أن تم الاتفاق على أن أيام العمل تبلغ خمسة أيام أسبوعياً، عمدت إدارة أوجيرو إلى صرف بدل أيام السبت كمكافأة للمياومين. لكن أحدهم لفت نظر الإدارة إلى أن هذا التصرف يشكل مخالفة قانونية، ما دفعها إلى رفع الأجرة اليومية للمياومين فمن كان يتقاضى 60 ألف ل.ل. يومياً صار يتقاضى 80 ألف ل.ل. ومن يتقاضى 80 ألف ل.ل. صار يتقاضى 100 ألف ل.ل. يومياً، هكذا دواليك.

أما العاملون في الملاك فقد واجهوا مشكلة من نوع آخر، صار دوامهم اليومي من الساعة الثامنة صباحاً إلى الرابعة بعد الظهر، ويوم الجمعة حتى الثالثة بعد الظهر ولم يقبضوا حتى اللحظة رواتبهم حسب سلسلة الرتب والرواتب التي أقرت في آب 2017. حتى العمل الإضافي لم يعد الموظف الثابت يتقاضاه بأجر فعلي بل كسلفة على الراتب لحين صرف الرواتب الجديدة.

وفي الأول من شباط الجاري طلبت الإدارة من الموظفين أن من يريد عملاً إضافياً عليه أن يعمل حتى الساعة السابعة مساء.

إقرأ أيضاً: مدير عام هيئة أوجيرو عماد كريدية لـ«جنوبية»: لست ضحية أحد.. وهذه مشاريعنا المستقبلية

ويعلق أحد العاملين في أوجيرو على الوضع قائلاً: بالإضافة إلى المثالثة التي تأتي بأشخاص، الكفاءة الأولى لهم هي انتماؤهم للطائفة وليس القدرة المهنية، فإن أحد أعضاء مجلس الإدارة أدخل خلال العام الفائت ثلاثين مياوماً من بلدته الجنوبية وثلاثة أشخاص من قرية ملاصقة لبلدته أحدهم جرى تعيينه في موقع مهم. كما عمل البعض على تعيين أبنائهم، وأحدهم جرى تعيين ولديه وابن خالته.

ويزيد: الأسبوع الماضي كنت خارجاً من المكتب عندما سألتني إحدى السيدات التي كانت تصطحب أربع صبايا من مكتب أمين السر هيثم كبي من أجل تعيين الصبايا. سألتها من أرسلك أجابت: جئت من قبل النائب فلان الفلاني. ابتسمت لأنني تذكرت خطاباته حول الفساد في الدولة.

إقرأ أيضاً: ماذا يحدث بين وزارة الاتصالات و أوجيرو: «فركة أذن» أم قرار سياسي؟!

ويختم: أريد أن أشير إلى مسألة أخرى وأسأل المعنيين، ما هي الجدوى الاقتصادية لإقامة هذا العدد الوفير من مراكز أوجيرو في البقاع الأوسط، أليس ذلك خدمة للوزير جمال الجراح الذي أمّن عملاً لنحو 200 مياوماً من مناصريه.

يبقى السؤال الأخير: أين وزير شؤون مكافحة الفساد؟

السابق
بيان اهالي عربصاليم ضد النجفي وأتباعه
التالي
بلدية كفررمان: مكب النفايات مؤقت ومعمل الكفور عائد قريبا