خطة رئاسية لمواجهة التعديات الاسرائيلية على نفط لبنان وحدوده البرية

مع ان الانظار ستتجه غداً الى الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري والمواقف التي سيعلنها ‏رئيس الوزراء زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري في هذه المناسبة ان لجهة الوضع العام أو لجهة الاستحقاق ‏الانتخابي فان واقعا آخر يبقى طاغياً على معظم التحركات الرسمية والديبلوماسية ويتصل بتصاعد التعقيدات في ‏النزاع الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل‎.

يمكن القول انه قبل نحو 48 ساعة من وصول وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى بيروت في اطار ‏جولته الحالية على عدد من دول المنطقة تصاعدت على نحو واضح التعقيدات القائمة في ملف النزاع على النقاط ‏الحدودية التي يتحفظ عنها لبنان والتي تقيم اسرائيل جداراً اسمنتياً في موازاتهاً الامر الذي ينذر بسخونة ستواكب ‏زيارة تيلرسون ووساطة بلاده بين لبنان واسرائيل. وهو امر بات يعكس بوضوح بحسب “النهار”  ان ثمة ضغوطاً أميركية ‏تمارس على لبنان في مواكبة تحريك الوساطة الاميركية وتتصل هذه الضغوط في شكل محدد بملف الترسانة ‏الصاروخية لـ”حزب الله” انطلاقا من طرح اميركي اسرائيلي مشترك يركز على موضوع وجود مصانع ‏للصواريخ الايرانية في لبنان‎.‎

إقرأ ايضًا: لبنان يحظى بدعم دولي تجاه تهديدات اسرائيل النفطية

واذا كان لبنان قابل هذه الاجواء التي لا تخفي ملامح خطورتها باستنفار سياسي ترجمه الاجتماع الرئاسي ‏الثلاثي الثاني في أقل من أسبوع في قصر بعبدا والتوافق على التشبث بحقوق لبنان الحدودية براً وبحراً فان ذلك لم ‏يحجب ايضا تصاعد التوتر بين لبنان واسرائيل عقب اصطدام  الوفود العسكرية اللبنانية ‏والاسرائيلي في اجتماع الناقورة في مقر قيادة “اليونيفيل” ووصولهم امس الى طريق مسدود وسط تصلب اسرائيل حيال القضايا المثارة‎.‎

وقالت المصادر الرسمية لـ ” اللواء” ان الموقف اللبناني في اجتماع الناقورة واضح ولم يتغيّر، لجهة ان إقامة الإسرائيليين الجدار ‏داخل الأراضي المحتلة أمر يخصهم لكن دون المس بالاراضي المتنازع عليها ولا سيما النقاط الـ13 ومنطقة رأس ‏الناقورة، مشيرة إلى ان دخول الإسرائيليين إلى هذه المنطقة يعني انسحاب ذلك على المياه الإقليمية، وبالتالي التعدّي ‏على البلوكين 8 و9 الجنوبيين.

ولفتت إلى انه لم يجر التوصّل إلى أي اتفاق في هذه المسألة في اجتماع الناقورة، لكن الجانب اللبناني تمهل في ‏الموضوع ريثما ينعقد الاجتماع الثاني للجنة العسكرية في 22 شباط الجاري، حيث يفترض ان يقدم الجانب الإسرائيلي ‏أجوبة نهائية في ضوء الملاحظات اللبنانية، علماً ان الإسرائيليين لا يعترفون بخط الهدنة عام 1949، بل فقط ‏بالخط الأزرق الذي يعتبره لبنان خطاً مؤقتاً تمّ رسمه لتسهيل متابعة الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 وليس ‏حدوداً نهائية‎.‎

اما بالنسبة إلى موضوع المياه الاقليمية، فقد أوضحت المصادر انه لم يطرأ جديد على تحفظ لبنان على المقترحات ‏الأميركية التي حملها الموفد الأميركي ساترفيلد، والتي كانت عبارة عن احياء خطة المبعوث الأميركي السابق ‏فريدريك هوف لناحية تقاسم البلوك 9‏‎.‎

وأشارت ” الجمهورية ” أن لبنان ينتظر وصول وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون الى بيروت بعد ‏غد، ليتبيّن الخيط الابيض من الخيط الاسود، وتبعاً للون ‏الخيط الذي سَيتبدّى، يتحدد ما اذا كانت تطورات الجدار الاسرائيلي وإعلان ‏ملكية اسرائيل للبلوك رقم 9 سيدفعان الجبهة الجنوبية الى التصعيد او الى ‏التبريد‎.‎

يأتي ذلك وسط تبلّغ المراجع الرسمية اللبنانية حرصاً اميركياً نقله مساعد ‏تيلرسون، دايفيد ساترفيلد، بأنّ واشنطن معنية بالحفاظ على الاستقرار في ‏لبنان، وعدم فتح الجبهة الجنوبية على اي تصعيد مع الجانب الاسرائيلي قد ‏تترتّب عليه توترات يخشى ان تمتد على مساحة كل المنطقة. الّا انّ صدقية ‏هذا الاصرار، وفق ما اكد مرجع كبير لـ”الجمهورية” تحتاج الى ان تقترن ‏الرغبة الاميركية بالتهدئة بخطوات عملية تفرضها واشنطن على اسرائيل‎.‎

إقرأ ايضًا: إسرائيل تتأهّب وأميركا مستعدّة للوساطة حول الجدار الفاصل و«البلوك 9»

وقال مرجع سياسي كبير لـ”الجمهورية”: “انّ لبنان ليس معنياً بالتصعيد، وقد ‏لمسنا هذه النيّة بعدم الرغبة في التصعيد من الموفد الاميركي ساترفيلد، ‏واذا كنّا لسنا معنيين بالتصعيد، فهذا لا يعني ابداً انه تخلّينا عن حقنا وارضنا ‏وبحرنا وسيادتنا، وقرارنا أبلغناه لكل المستويات الدولية، وتحديداً للأميركيين، ‏بأنه ممنوع وغير مسموح التعدّي على السيادة اللبنانية لا في البر ولا في ‏البحر، والتعليمات التي أعطيت للجيش خلاصتها الرَدّ بكل الوسائل المناسبة ‏على أيّ اعتداء، وعلى اي محاولة للاقتراب من النقاط المتَحفّظ عليها على ‏الحدود. واذا اراد الاسرائيليون ان يبنوا الجدار فهذا شأنهم، لكن فليبنوه على ‏الجانب المقابل من خط الحدود الدولية مع لبنان، وليس من الجهة اللبنانية‎.‎

بدوره، قال مصدر عسكري رفيع لـ”الجمهورية”: “الجيش يأخذ كل التدابير ‏على الحدود الجنوبية، لكن حتّى الساعة لم يسجّل أيّ خرق إسرائيلي ‏للخطّ الأزرق، وعندما يتمّ التعدي على أرضنا فلكل حادث حديث”.

السابق
المفتي دريان من أمام ضريح الحريري:مقتنعون بالقضية التي استشهدت من اجلها
التالي
الفضائح الجنسيّة تطال «أوكسفام» الخيرية