هل ولاية الفقيه تريد إزالة إسرائيل من الوجود كما تزعم؟

الشيخ حسن مشيمش

بعد تحرير الجنوب في لبنان سنة 2000 من الإحتلال الإسرائيلي تعلم ولاية الفقيه علما يقينيا بأننا قاتلنا وحررنا الجنوب في ظل قرار دولي رقمه [ 425 ] صدر من مجلس الأمن الدولي قضى بوجوب أن تنسحب اسرائيل من أرض لبنان من دون قيد أو شرط بوصفها دولة محتلة لأرضنا وتعلم ولاية الفقيه وكل عقلاء الأرض معها يعلمون أيضا بأنها دعمت المقاومة في لبنان لكنها بالمقابل استفادت من حزب المقاومة في لبنان فوائد هائلة حيث قايضت الرهائن الغربيين الذين خطفهم حزبها في لبنان بأوامرها لكي تضغط على أميركا وأوروبا بهم للحصول على وسائل عسكرية وعلى ثروات مالية وللضغط عليهم حتى لا ينحازوا لعدوها صدام حسين ولقد نجحت في ابرام الصفقات مع أميركا وأوروبا مقابل اطلاق الرهائن من أيدي حزبها حزب الله في بيروت!!
وعمليات الخطف للرهائن الغربيين التي قام بها حزب الله في لبنان أساءت للعلاقات بين لبنان وأميركا وأوروبا إساءة بليغة وضربت إقتصاده ضربات موجعة وبات جواز السفر اللبناني بنظر السفارات الغربية جواز سفر ارهابي فانحرم آلاف الشباب اللبناني من العمل أو التعلم في بلاد الغرب!
إن ولاية الفقيه تعلم بأن الإستمرار بمشروع المقاومة لتحرير فلسطين وإزالة إسرائيل من الوجود أمر مستحيل لأنه لا يوجد معه قرار دولي كالقرار 425 ولذلك من المستحيل أن يسمح به المجتمع الدولي أو أن تسمح به روسيا بوتين حليف إيران وإسرائيل على حد سواء.
ولولا بوتين لانكسرت إيران وانهزمت وانسحقت هي وحليفها بشار الأسد الديكتاتور في الحرب السورية التي تخوضها ايران ضد الشعب السوري المظلوم بقلب ليس فيه ذرة رحمة انسانية وبعقل غبي يتوهم بأن نتيجة الحرب ستكون لصالح ايران بنهايتها
والخطير الذي ما بعده خطورة إن ايران تخوض الحرب في سوريا بروح مذهبية ! وشعارات مذهبية! وتعبئة مذهبية جهرا وعلانية أيقظت الفتنة المذهبية بين المسلمين الشيعة والسنة في جميع انحاء العالم!
فمن الصعب المستصعب اليوم أن تجد مسلما سنيا من أصل مليار ونصف مليار مسلم سني في الأرض ليس حاقدا على ايران والشيعة بسبب غباء ولاية الفقيه وحمقها وأطماعها في بلدان العرب وثرواتهم الطبيعية والطمع بالسيطرة على مقدسات المسلمين كمكة المكرمة والمدينة المنورة.
فولاية الفقيه كل الحروب التي خاضتها ضد اسرائيل بعد سنة 2000 والحروب التي تخوضها اليوم والتي ستخوضها بالمستقبل بدمائنا ودماء السوريين هي ليست لتحرير فلسطين ولا الجولان ولا مزارع شبعا ولا لإزالة اسرائيل من الوجود بل هي لتبرير تدخلها بشعار المقاومة ببلدان العرب للسيطرة على ثرواتهم والتحكم بمصيرهم السياسي.

السابق
روسيا في لعبة التوازن في سوريا بين الأعداء
التالي
«تيار المستقبل» يتجه في «البقاع الأوسط» إلى دعم مرشح من خارج العائلات