هكذا وُلد حزب «الأمير»… عقائد غريبة لا تمّت للشيعة بصلة

انها عقيدة تجميعية، ناتجة عن جمع متفرقات تراثية ودينية من هنا وهناك، هي عقيدة المرجع النجفي الذي اضاءت عليها جريمة قتل عماد حسن في عربصاليم الجنوبية، يفندها لموقع "جنوبية" باحث في شؤون الفرق الاسلامية. فما هي أسس هذه العقيدة؟

بعد ورود رسالة من أحد المدافعين -وقد نشرتها جنوبية”- عن “الشيخ احمد الموسوي النجفي” كان لا بد من سؤال أحد المختصين الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، وهو  باحث في شؤون الفرق الإسلامية، في استيضاح ليشرح للجمهور، وللاضاءة على حالة كانت موجودة في فترة من الفترات، نامت ثم عادت لتظهر من جديد في البيئة الشيعية، فقال، الباحث، انه “بالنسبة للتزكيّات التي ربما قد يكون قد حصل عليها النجفي من بعض المراجع، فهذه ليست بذات مقياس، لأننا نسير وفق القاعدة الموجودة في الحوزات، والتي تقول إن (علم المرء موجود بين فكيّه)، فنحن ننظر الى ما يقول المرء بغضّ النظر عن هذه التزكيّات، وممن نالها”.

إقرأ ايضا: جريمة عربصاليم تسلّط الضوء على حزب «الأمير»

ويرى الباحث الاسلامي، انه “ربما يكون قد نالها في مرحلة مبكرة من تحصيله العلمي، وربما منذ زمن بعيد، لأن أكثر هؤلاء توفّى منذ أكثر من عشر سنوات، وربما من اعطاه هذه التزكيات لم يطلّع على ما كتب أصلا”.

ويضيف “اما وإن أحد اتباعه قد انكر هذه المبالغات، فنقول له انها موجودة على موقعه على “الفايسبوك”، وبلغة عربيّة تامة، وواضحة، فغالبية ما كتبه النجفيّ موجود على صفحته”.

“بالاضافة الى صفحته، هناك كتب محمّلة على الانترنت عبر “الميديا فاير” و”سكرايب”، ولا ندري ان كان هناك كتبا أخرى، فكل ما نُشر في هذين الكتابين موجود ومترجم الى اللغة العربية، ويمكن بسهولة الدخول الى الصفحة وقراءته، ولا ندري ان كان هناك مصائب أكبر قبل الترجمة، فكل ما كُتب من مبالغات موجود بدقة في كتبه”.

ويُشدد “لقد شاهدت على الأقل كتابين له، وهما “صوم الوصال” و”التوحيد الشهودي”. وما يحويان يُعد كافيا ليعتقد المرء ان ما كتب هذا الرجل ليس فقط مبالغ به، بل ان ما فيهما هو عبارة عن خلل في الاعتقاد، وفيهما من المبالغة والخلل في تحليله للنصوص ما هو ناتج عن المزج بين مدارس متطرفة في العرفان النظري والعملي، اضافة الى خليط من بعض معتقدات الشرق القديمة، والكاكائية، والعلوية، اضافة الى بعض معتقدات الاكراد القديمة، وكلها متداخلة معا، حيث يحاول النجفي مزجها واستخراج عقيدة جديدة منها”.

“ففي احد كتبه يقول النجفي بوضوح ان والد الإمام علي اسمه (عمران). وان السورة الموجودة في القرآن بالاساس هي سورة (عمران)، وقد حرّفها القوم وجعلوها سورة (آل عمران). ولا أدري ان كان أحد قبله قد قال ذلك. فهو بقوله هذا ينسب التحريف الى القرآن. اضافة الى انه يحمّل “الله نور السموات والارض” معنى جديدا، بالقول ان هذا النور هو “علي”، وهو نور السموات والارض، فهذه مبالغة ليس بعدها مبالغة، وهو قول فاقع جدا. اضافة الى الادعاء ان فاطمة هي بمقام الربوبيّة، فهي كونها أم أبيها، وكون النبي توّحد مع الله، فهذا معناه بالنسبة للنجفيّ انها بمقام الربوبيّة. وهذه كلها موجودة في كتبه بلغة عربيّة واضحة، ويمكن لأي قارئ للعربيّة ان يفهم مقاصده بسهولة”.

إقرأ ايضا: رسالة توضيحيّة حول «المرجع أحمد النجفي»

ويختم الباحث المختص بالفرق الاسلامية، قائلا “اما بخصوص انه صاحب مذهب علويّ جديد، فأقول انه لا ينقصنا ذلك. فهو صاحب خلطة غريبة عجيبة، كونه يأخذ من الاخباريين والصوفيين والعرفانيين، ومن اتباع المذهب العرفاني السلوكي، ومن اصحاب الاطار النظري، مع خلطة من ديانات الشرق القديم التي تبحث للمفاهيم عن تجسيد على أرض الواقع، كالخير، والشر، والخصوبة، والزراعة”.

لذا، كنا نجد عند القدماء آلهة متعددة. وهو يسير على هذا الطريق بالخلط بين بعض مدارس العرفان والتصوف وبعض افكار الشرق القديم التي كانت سائدة في القرن الحادي عشر كالاخباريين، الذين لم يعد لهم من تأثير. اما الرد عليه فليس صعبا بحد ذاته، بل اننا لا نرد عليه لانعدام المنهجية لديه، لمناقشته، فهو صاحب خلطة عجيبة من الاقوال المتفرقة، من هنا وهناك”.

أهو مذهب شيعيّ جديد، متأخر لأكثر من ألف و400 سنة، ربما هو دليل على ان ثمة أزمة حادة تخصّ الدين التوحيدي قبل ان تكون مختصة بأتباعه؟

السابق
«تيار المستقبل» يتجه في «البقاع الأوسط» إلى دعم مرشح من خارج العائلات
التالي
أسرار الصحف اللبنانية ليوم الثلاثاء 13-2-2018