ممثل «الادارة الذاتية لشمال سوريا» لـ«جنوبية»: معركة عفرين هي لضرب الوحدة سوريا

الى متى استمرار معركة عفرين؟ وما هو سرّ الصمت العربي والدولي حيال المجازر في عفرين؟ كيف يجيب كل من ممثل الادارة الذاتية الديموقراطية لشمال سوريا عبدالله يوسف، والخبير الاستراتيجي خالد العزي؟

ممثل الادارة الذاتية الديموقراطية لشمال سوريا، عبدالله يوسف، قال ردا على سؤال عن سرّ الصمت الدولي حيال استمرار المعارك منذ اكثر من 3 اسابيع، لـ”جنوبية”، انه “صراحة ان الهجمة التركية على عفرين هي ضد السيادة السورية، وحتى الان يقع القصف ليس على الاكراد فقط، بل على العرب ايضا، خاصة ان المنطقة تحوي حوالي 500 ألف شخص متنوعي الاصول، اضافة الى النازحين من كافة المناطق. وقد بلغ عدد القاطنين في المنطقة أكثر من مليون نسمة. لذا الهجمات على هذه المناطق تطال الجميع، والصمت الدولي يطال الجميع”.

إقرأ ايضا: هل تخذل واشنطن الأكراد في سوريا مجددا؟

وبتابع عبدالله يوسف “هذه الهجمة التركية تستهدف سيادة سوريا والعيش المشترك، لان عفرين هي نموذج للعيش المشترك. واصبحت مركزا للصراعات. فعندما نحكي عن الازمة السورية، فاننا نحكي عن الدور الروسي، والدور الايراني، والدور الاميركي، في ظل غياب الدور السوري”.

ويرى انه “منذ البداية، قلنا وبموقف واضح حيال وحدة الاراضي السورية، رغم اتهامنا بالانفصال. و”روجافا” ليست مشروع تقسيم، بل هو مصطلح يدل على منطقة “شمال سوريا”، لانها تحدد المنطقة التي يوجد فيها اكراد”.

ويتابع “نحن ضد احتلال شمال سوريا، ومع جمع السوريين، وهذه هي مهمة الجيش السوري، الذي رغم كل شيء لا تزال سيطرته قائمة، ونحن اخترنا (الخط الثالث)، وكان لنا مسافة مع النظام ومع المعارضة، وقد شكلنا “الادارة الذاتية” في الشمال، لكننا ساهمنا في الوحدة السورية في حربنا ضد “داعش” و”النصرة”، ولولا محاربتنا له لكان سيطر على سوريا كلها. والاحتلال التركي هو اكبر دليل على الاطماع في الشمال السوري. والفصائل الاخرى تقف الى جانب تركيا التي تدعمهم، وهي ذات تاثير سلبي على استمرارية الازمة السورية، فمن يحاربنا في عفرين هي الفصائل المدعومة من تركيا، فهي تجهزّهم وترسلهم، كونها تهدف الى تفكيك المجتمع السوري، وترسل المتشددين للمشاركة في الحرب، للقول ان السنّة يحاربون الاكراد،علما ان (قوات سوريا الديموقراطية) تضم جميع الفصائل من عرب وأكراد”.

ويشدد يوسف على ان “هجمة تركيا هي ذريعة للقضاء على مكتسبات الشمال السوري. والمعركة هي استنزاف لجميع السوريين، ومعركة عفرين ليست معركة خاصة، بل تهدف الى  ضرب وحدة سوريا، وعندما يسيطر الاكراد على مناطق معينة يُقال عن ذلك تقسيم، اما احتلال تركيا، أفلا يعتبر تقسيم؟”.

ويضيف “لقد ناشدنا النظام السوري، وقلنا انه من حق الجيش السوري المحافظة على وحدة اراضيه. وليعلم العالم كله اننا نحن الاكراد ضد التدخل الخارجي، وان الحل هو عبر الارادة السورية. دعمتنا قوات التحالف الدولي خلال معارك كوباني ضد “داعش”. لكن، اليوم التحالف الدولي في مناطق الشمال السوري يدعمنا. وفي الحقيقة نحن مع ارادة الشعب السوري لان هذه التدخلات الخارجية تضرّ بنا، ونحن ضد التقسيم. لذا نقول الهجمة ليست ضد عفرين فقط، بل تهدف الى تقسيم سوريا وضد العيش المشترك”.

ويختم، ممثل الإدارة الكردية في لبنان، عبدالله يوسف، بالقول ” واللافت استمرارية هذه المعارك في ظل وجود 200 ألف جندي تركي ضد شعب أعزل. والمستفيد من صمت العرب هو عودة السيطرة العثمانية على المناطق العربية، اضافة الى ان الصمت الدولي الذي يخدم مصالحه. فاتهام للاكراد بالانفصال يقابله صمت عن نوايا الاتراك بالاحتلال. فنحن من قاتل “داعش” في كوباني. فتركيا تعلم المناهج التركية في كل من جرابلس وحلب والموصل، ويرفعون صور إردوغان، ونحن نطالب بمحاكمة إردوغان”.

خالد العزي

من جهة مقابلة، يقول الباحث الاستراتيجي، خالد العزي، عن سرّ الصمت العربي حيال الاحتلال التركي أن “المعركة في عفرين بالأساس تكمن بين اللاعبين الأساسين وبين القوى المحورية. من هنا نرى ان تركيا وضعت نفسها في صلب المعركة لتحسين نفوذها في أية تسوية سياسية قادمة للأزمة السورية، وبالتالي هي عرّاب هذه الحلول التي رسمت موقعها بين روسيا وإيران. فقد وضعت تركيا أمنها القومي فوق كل اعتبار، وباتت تصفية حسابها مع الاكراد أعلى من أية حلول لسوريا ولشعبها. وهذه التصورات وضعت تركيا في باب العاصفة الخاصة بها، وبعيدة عن التوافق مع الدول العربية المعنية مباشرة بحلّ جدي للازمة السورية”.

إقرأ ايضا: أكراد سورية يحتفلون على وقع استفتاء كردستان

ويختم العزي “اما الكرد فهم ضحية لعبة الامم والدول المحورية، وعقيدة حزب العمال القومية، التي باتت عبئا على الاكراد. وهنا نرى الهوة الحقيقية بين الشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره، وحقه بالعيش، وبين القيادة الكردية التي وضعت نفسها تحت تصرف وخدمات الكبار لتتحول الى قوى مأجورة يتم استخدامها ساعة تريد. هذا الطموح الكردي يدفع ثمنه الشعب الكردي. فأمام هذه الصورة وتصفية الحسابات، والطموحات الخاصة، والقومية واستخدام القوى الكردية، وخاصة حزب العمل الكردستاني، الذي يلعب لعبة خطرة بانتمائه للمخابرات الروسية والحرس الثوري الايراني، يقف العرب بعيدا عن هذه الحسابات، مع تحسين النفوذ على حساب الشعب بمختلف مكوناته، والذهاب نحو البحث عن تسوية كاملة لمأساة الشعب السوري، وليس البحث عن حلول لمناطق وقوى، في الوقت الذي تعيش  فيه سوريا وشعبها تحت رحمة الإرهاب الروسي، والايراني، والداعشي، والتركي، والكردستاني”.

السابق
ملف الموقوفين الى الواجهة واستثناء الاسلاميين «نكسة للحريري»…
التالي
زياد عيتاني أمام جلسة حاسمة واستمرار احتجازه على المحك