حزب الله بصدد اختراق نظام تشغيل «أف 35» الإسرائيلية

اسرائيل تعوّل على طائرات أف 35، كأبرز تحول إستراتيجي في حروبها القادمة، بينما تقارير إسرائيلية تشير إلى عزم حزب الله وايران على قرصنة أنظمتها التشغيلية.

مع المعركة الجويّة السريعة التي حصلت بين سورية واسرائيل نهار (السبت) الماضي، والضربة التي تلقاها اسطول طائرة “أف 16” الاسرائيلية على يد منظومة الدفاع السورية، تحول انتباه الصحف الاسرائيلية باتجاه تصوير مخاطر الحرب المحتملة المقبلة مع حزب الله وايران، فمن المرجح ان تتراجع الازمات المتولدة عن الحرب البرية والجوية والبحرية لتحل مكانها مخاطر الحرب “السايبرانية” في حال استطاعت ايران تعطيل فاعلية طائرات “أف 35” التي تستعد الحكومة الاسرائيلية إلى إدخالها للخدمة.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه اسرائيل، عن عزمها إنهاء خدمة 300 طائرة من طراز “أف 16” الإسرائيلية، لتحل مكانها طائرة “أف 35” الاميركية على مدى العشر سنوات المقبلة، يبدو أن ما فعله السوريون والايرانيون نهار السبت الماضي، كفيل بتعجيل إنهاء خدمة هذه الطائرات التي حصدت نجومية في حروب اسرائيل في العقود الماضية.

بعد إسقاط سوريا لطائرة “أف 16” سارعت إسرائيل إلى إثارة الحديث حول جديدها طائرة الـ”أف 35″، فتناولت مراكز أبحاث إسرائيلية أبرز ميزاتها، فهي واحدة من أفضل ثلاث طائرات هجومية في العالم، وقادرة على تنفيذ غارات على أهداف باليستية.

في المقابل تقوم الصحف الروسية بالترويج لطائرة سوخوي 35، ومقارنتها بـ”أف 35″، إلا أن الولايات المتحدة الاميركية ترفض هذه المقارنة، لأن السوخوي يمكن مقارنتها بـ”أف 22″، بينما “أف 35″، يمكن مقارنة بعض ميزاتها التدميرية فقط بطائرة “ب 52” الاميركية.

إقرأ أيضاً: بالصور شظايا في سهل علي النهري وبقايا صاروخ في سهل سرعين

ورغم فائض امتيازات لطائرة “أف 35″، إلا أن مخاوف كبيرة تحوم حالياً حول التحول العسكري المرتقب الذي سيقوم به الجيش الاسرائيلي في السنوات القادمة عبر إدخال مئة طائرة من “أف 35” للخدمة، فقد تناولت صحيفة “جيروزاليم بوست” الهجمات الخفية التي تنفذها إيران وحزب الله على “السايبر” الاسرائيلي، ففي تقدير المخاطر “السايبرانية” التي يحتمل أن يشكلها الايرانيون وحلفاؤهم، قد تكون قائمة المخاطر التي يشكلونها ضد الإسرائيليين طويلة جدا، وتسبب أضرار بالغة جداً، ومن ضمنها تنفيذ هجوم إلكتروني على أنظمة تشغيل “أف 35″، الأمر الذي دفع وزارتا المخابرات والدفاع الاسرائيلية لتطور جهودهما على نشاط إيران وحزب الله الالكتروني، رغم اعتبارهما أقل شأنا من إسرائيل في عالم الإنترنت ولكنهما يشكلان تهديدا متنامياً عبر إكتسابهما خبرات سايبيرانية حساسة.

وذكرت “بوست”، الحزب قد يلجأ إلى قرصنة نظام تشغيل طائرات “أف 35″، فالجيش الإسرائيلي إستبدل المحركات السيبيرانية الذكية للطائرة بآخرى أقل جودة واقل تكلفة مادية، يسهل إختراقها، وهو ما أكده العميد في الجيش الإسرائيلي يائير كوهين، عندما قال، أن حزب الله وايران قادران على تعطيل سرب طائرات اسرائيلية عبر أسلحتهما السيبرانية.

إقرأ أيضاً: الردَ على الغارات الاسرائيلية: قرار سوري أم إيراني؟

ولا تقف قرصنة سايبر القوات الجوية الاسرائيلي عند محاولات حزب الله وإيران، فقد كشف العميل السري السابق في وكالة المخابرات الاميركية ادوارد سنودن عن وثائق، أكدها المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي عام 2016، والتي أشارت إلى خرق دام عقدين، نفذته الولايات المتحدة الأميركية وبريطانية ضد النظام السيبيري لطائرات “أف 16” الاسرائيلية، بهدف الحصول على معلومات سرية.

وفي عام 2016، تمكنت مجموعة قراصنة تستخدم وسائل بدائية من قرصنة جهاز الامن الوطني الاميركي، وسجل عام 2017 اختراق اخر لوكالة المخابرات الاميركية، وتساءلت الصحيفة العبرية، ما إذا كان حزب الله او ايران يصممان على اختراق شبكة الاتصالات الاسرائيلية وجهاز الامن العام الاسرائيلي (الشاباك).

وفي كلمة ألقاها الجنرال الاسرائيلي أورين برات في المؤتمر السيبيري السنوي الذي عقد عام 2017، في القدس الغربية، اشار إلى تمتع  حزب الله بخبرات قادرة على تعطيل نظام تشغيل طائرات “أف 35″، وهو ما يتطلب تطوير نظامها الكلاسيكي بآخر يمنع حصول الأمر.

بينما، وفي المقابل، تحدث قائد وحدة 8200 في الجيش الاسرائيلي بنشاس بورخيس، عن تجهيز جيش إلكتروني قادر على تعطيل صواريخ حزب الله وإيران البعيدة المدى أثناء الحروب.

السابق
الأسد عدوّ لعدوّ السوريين
التالي
تعيين الناجحين في «مجلس الخدمة» ينتظر توافق التوازنات الطائفية!