روسيا في لعبة التوازن في سوريا بين الأعداء

لم تكن المعارك الاسرائيلية السورية فوق سماء العاصمة السورية، وليدة الصدفة، بل كانت ثمرة صراع طويل بينهما حول تموضع ايران الجديد على الحدود الجنوبية لسورية.

منذ فترة كان نتنياهو في موسكو ب٢٩ الشهر الماضي وبحث مطولا مع بوتين التسوية السورية وأهمية مؤتمر سوتشي لروسيا ودور اسرائيل في التسوية القادمة ومستقبل سورية والدور الايراني في سورية وتأتيره على الأمن القومي الاسرائيلي، وضمنيا تحدث بوتن عن اهمية الدور الاسرائيلي في المساعدة لانجاح التسوية، وهذه الشرارة ضمنية لإسرائيل بممارسة دورها الرادع وإجبار ايران على الانصياع لروسيا لان الخلافات الإيرانية الروسية باتت تظهر للعلن وإعاقة التسوية في سورية ليس لمصلحة روسيا.

إقرأ ايضا: لماذا تتهم روسيا أميركا بتزويد المعارضة سلاح «ستينغر»؟

ومن هنا، كان الرد الروسي الرسمي بيان الكرملين على التصعيد العسكري في سماء دمشق وضواحيها بان موسكو تدعو كل القوى المتصارع لممارسة الهدؤ وضبط النفس والعودة الى طاولة الحور للبحث بالحلول.

وفي ظل هذا الاشتباك الذي تصاعد أمس في السماء السورية التي أعلنت اسرائيل بأنها وجهت ضربة قاسية لمواقع الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة ولقواعد صواريخ ومنصات روسية الصنع إيرانية الاستخدام تحاول اسرائيل توجيه هذه الضربة التي أعطتها روسيا لإسرائيل الضوء الأخضر لها. كان متفق عليها سابق، ولكن بحدود تصورات روسيا لان الهدف منها تحجيم دور ايران قرب مناطق التوتر للبدء بعملية التسوية الروسية الاميركية بحسب توجهات اميركا.

وبحال تم اتبات اسقاط الطائرة الإسرائيلية فعليّا من خلال الأدلة فان اسقاط الطائرة هو نوع معنوي للأصدقاء ورسالة لإسرائيل نفسها بعدم التمادي في حربها المرسومة من قبل روسيا والمرسوم حدوها كي تكون مغامرة كبيرة تخرج من يد روسيا وتحرجها مع الحلفاء وتصبح مدانة امام العالم.

وهنا لا يمكن المقاربة بأن روسيا اسقط الطائرة عمدا لتقول طائرة ١٦مقابل طائرة أدلب، وهنا يجب ان نعلم جيدا بأن روسيا تملك الجو والأرض، وهي تريد ان تلعب دور التوازن في سورية وعملية اسقاط الطائرة واضحة بأن اسرائيل من تهاجم وروسيا منحت لها الضوء الأخضر واسرائيل تقوم بالهجوم.

إقرا ايضا: «المونديال» في روسيا هدفا لـ«داعش»!

بظل الأزمة التي توجهها روسيا في سورية اليوم من خلال التعنت الايراني بالسير بالتسوية السياسية ورفض اميركا للحلول الروسية غير الواضحة جئت المناورة اليوم لتقديم موسكو اوراق اعتمادها لواشنطن بالقبول بالشروط الاميركية السابقة للسير بالتسوية السياسية المطلوبة لحل الأزمة السورية بحسب دفتر شروط الولايات المتحدة السياسية.

(مختص بالشأن الروسي)

السابق
واشنطن ومساراتها: استيعاب سوريا..استنزاف إيران وإطالة حرب اليمن
التالي
هل ولاية الفقيه تريد إزالة إسرائيل من الوجود كما تزعم؟