إسقاط الـ «أف 16» الإسرائيلية: من أعطى الضوء الأخضر للصواريخ السورية؟

ما هي أسباب التصعيد السوري بوجه إسرائيل؟ وهل جاء اسقاط القاذفة الاسرائيلية أف ١٦ بضوء أخضر روسي؟ أو إيراني؟

في تصعيد مفاجئ وقعإشتباك سوري – إسرائيلي صباح اليوم (السبت) ادى الى إسقاط إسرائيل  طائرة موجهة إيرانية الصنع إنطلقت من سوريا، واخترقت الأجواء الإسرائيلية. لتتسارع بعدها الاحداث ويشهد العمق السوري بعد ساعات غارات جوية، ما دفع دمشق إلى الرد لأول مرة واسقاط طائرة F16 إسرائيلية.

العدو الاسرائيلي رد منتقما واعلن عن تنفيذ ما وصفه بـ”غارات واسعة” إستهدفت 12 هدفا تابعا للمنظومة الدفاعية الجوية السورية، بالإضافة على أهداف إيرانية.

إقرأ ايضًا: اسقاط الـF16: هل تحققت القدرة على ردع اسرائيل؟

وقد حذرت إسرائيل بأن إيران وسوريا “تلعبان بالنار” في حين أنها هي لا تسعى إلى التصعيد، مؤكدة أنها تبقى على استعداد لكل الاحتمالات .

غير ان السؤال يبقى، هل كان هذا التصعيد ردا على إعتراض إسرائيل طائرة “الدرون الإيرانية”؟ أو أن روسيا أعطت الضوء الأخضر للنظام للردّ على إسقاط طائرة لها الأسبوع الفائت في إدلب؟

في هذا السياق،  تحدثت “جنوبية” إلى المحلل الإستراتيجي والخبير بالشأن الروسي الدكتور خالد العزّي، الذي أجاب أن  “روسيا تملك الجو والأرض في سورية وهي تريد أن تلعب دور التوازن في سورية وعملية اسقاط الطائرة واضحة بان اسرائيل من تهاجم “.

كما رأى بأن “الضربة التي وجهتها روسيا لإسرائيل يبدو انه كان متفقا عليها سابقا ولكن بحدود. والهدف منها تحجيم دور ايران قرب مناطق التوتر للبدء بعملية التسوية الروسية – الأمريكية بحسب توجهات امريكا.

وتابع “فإسقاط الطائرة نوع معنوي ورسالة لإسرائيل نفسها بعدم التمادي في حربها المرسومة وممارسة مغامرة كبيرة تخرج من يد روسيا وتحرجها مع الحلفاء وتصبح مدانة امام العالم”.

إلى ذلك أشار العزّي أنه “منذ فترة كان نتنياهو في موسكو وبحث مطولا مع بوتين التسوية السورية، وأهمية مؤتمر سوتشي الروسي ومستقبل سورية والدور الايراني في سورية وتأثيره على الأمن القومي الاسرائيلي، وضمنيا تحدث بوتين عن أهمية الدور الاسرائيلي في المساعدة لانجاح التسوية”. وتابع “وهذه الشرارة ضمنية لإسرائيل بممارسة دورها الرادع وإجبار إيران على الانصياع لروسيا لان الخلافات الإيرانية – الروسية باتت تظهر للعلن وإعاقة التسوية في سورية ليس لمصلحة روسيا”.

كما رأى الخبير في قضايا إيران والشرق الأوسط الدكتور طلال عتريسي في حديث لـ “جنوبية” أن “التصدّي لإسرائيل اليوم هو قرار مشترك لكل المحورالذي تنتمي إليه سوريا، وهذا قرار يترتب عليه رسائل كبيرة لأنه للمرة الأولى يتمّ الردّ بهذه الأهمية على القصف الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن “إسرائيل تهتم بكيفية إنتهاء الأزمة السورية، وبوجود “حزب الله” وإيران في سوريا بعد الأزمة خصوصا أنها دائما تؤكّد أنه لا ترضى أن يكون هناك تواجد لهما في الجولان وكان يقصف من وقت إلى آخر في سوريا ولكن لم يكن هناك رد بالحجم نفسه”.

ولفت عتريسي أن “هذا الردّ لديه رسائل كثيرة من ضمنها : أن هذا المحور لا يقبل أن تهدم إسرائيل ما قامت به ولا يقبل بعد كل هذه التضحيات التي دامت 7 سنوات أن يأتي الإسرائيلي ليفرض شروطه، ثالثا هذه رسالة  لقطع الطريق على إسرائيل في حال أرادت أن تشن حربا  بأنه لن يكون ذلك دون رد أو بدون تدخل لأطثر من طرف”.

إقرأ ايضًا: اسرائيل ترفض معادلة «طائرة مسيّرة مقابل طائرة أف16»

وإعتبر أنه “ضمنا الموافقة الإيرانية والروسية والضوء الأخضر يعني أن إسقاط الطائرة الروسية الذي تم قبل اسبوع لن يكون بدون ثمن، وفيما موسكو إتهمت أميركا بتزويد المعارضة نوعا متطورا من الصورايخ، إلا أنها تتجنّب المواجهة مع اميركا مباشرة،   وبما أن إسرائيل أعطت المبرر لأنها هي من بادر بالقصف فهذا مبرر يُعتبر مشروعا للرد”.

ورأى الدكتور عتريسي عتريسي اخيرا أن” التصدي هذا لمحور ايران ضد غارات اسرائيل العدوانية هو مجموعة رسائل بوضع معقد، وهو ما سوف يفتح نقاشا في الداخل الإسرائيلي “.

السابق
باسيل أعطى تعليماته لتقديم شكوى بحق إسرائيل
التالي
الردَ على الغارات الاسرائيلية: قرار سوري أم إيراني؟