الدعوى ضدّ السبهان: قانونية… أم سياسية لتخريب العلاقة مع السعودية؟

قبل قاضي التحقيق الاول في بيروت «غسان عويدات»، الشكوى المقدمة ضد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي "ثامر السبهان" من قبل الاسير اللبناني المحرر "نبيه عواضة".

أثار قرار قاضي التحقيق الأوّل في بيروت “غسان عويدات” بقبول الشكوى المقدمة من قبل الأسير اللبناني المحرر “نبيه عواضة” بواسطة وكيله المحامي “حسن بزي” ضد وزير دول السعودية لشؤون الخليج العربي “ثامر السبهان” بتهمة إثارة النعرات بين اللبنانيين ودعوتهم إلى الاقتتال وتعكير علاقات لبنان بدولة أجنبية، جدلاً بين الأوساط السياسية اللبنانية إذ رآه بعض السياسيين والناشطين بمثابة تخريب العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

في هذا السياق أكّد المحامي حسن بزّي لـ”جنوبية” أنّ “شروط الدعوى المرفوعة على وزير شؤون دولة الخليج ثامرالسبهان متوفرة والإجراءات تحصل بشكل طبيعي والجرائم الجزائية والمنشورات هي ثابتة ومازالت موجودة على صفحته الخاصة، وكل الإعلام يعلم تهديده وشتائمه”.

اقرأ أيضاً: وزير خارجية البحرين: كلنا ​ثامر السبهان!

متابعاً “بحسب رأينا السبهان لا يستفيد من أيَ حصانة دولية لأنّه ليس ضمن الأشخاص المحميين في اتفاقية فيينا، أي الإتفاقية المتعلقة بالرؤساء والبعثة الديبلوماسية ، وهو ليس رئيس دولة ولا حكومة ولا حتى وزير خارجية ولا سفير، وفرضاً لو وجدت الحصانة فإنّ صاحبها لا يستفيد إذا قام بعمل عدائي تجاه الدولة التي تستضيفه”.

وأضاف بزّي ” من يقول عن مجموعة من اللبنانيين أنّه يريد محاربتهم وقتلهم ويقول عن حكومتنا إن لم تقم بمواجهة مجموعة من شعبها هي حكومة حرب وعداء له، تقع عليه الجرائم التي قدمت الدعوى بموجبها مئة بالمئة”.

مشيراً إلى أنّ “النيابة العامة ادعت على الإعلامي هشام حداد على خلفية فكاهة قدمها، بتهمة تعكير علاقات لبنان بدولة صديقة، فكيف يكون الأمر بالنسبة للسبهان الذي لديه عشرات التغريدات التحريضية”.

مؤكداً أنّهم بانتظار قرار النيابة العامة، وأنّ الادعاء هو على المستوى الشخصي فهو وكيل بالدعوى بينما صاحب الإدعاء هو الاسير المحرر نبيه عواضة.

وختم بزي موضحاً أنّ “موعد الجلسة سيتم تعيينه اليوم أو الإثنين وإن لم يحضر المدعى عليه فهناك ترتيبات أمنية مُعينة تحصل بهذه الحالة ومن بعدها هناك صدور قرار ظني”.

من جهته أكّد مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي أنّ “الدعوى هي دعوى سياسية بإمتياز وكان من المفترض على القضاء اللبناني أن ينسجم مع قرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية ولا يزج بالقضاء بقضايا لها خلافات سياسية ووجهة نظر سياسية داخل لبنان، أي تساهم بإنشقاق صفَ المجتمع اللبناني، خصوصاً دعوى مُقدمة من جهات معروفة سياسياً وقريبة من حزب الله “.

مضيفاً ” بإعتبار القضاء مرفق جدي أي مؤسسة جدية لا يجوز أن ينظر بجدية بهكذا إخبار وهكذا دعوى ويجب إهمالها حتى لا تؤثر أيضاً على العلاقات بين المملكة العربية السعودية ولبنان”.

وختم بالقول “المصلحة اللبنانية الإقتصادية والسياسية تقتضي الانسجام التام مع المصلحة العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وخصوصاً ان هناك آلاف اللبنانيين الذين يعملون داخل المملكة”.

اقرأ أيضاً: ثامر السبهان والعداء لإيران: تغريدات تكشف الموقف

وكانت الدعوى قد قدمت من قبل الاسير اللبناني المحرر نبيه عواضة بتاريخ 31 كانون الثاني بواسطة وكيله المحامي “حسن بزي”.

وفي تشرين الثاني قال السبهان إن «السعودية ستتعامل مع حكومة لبنان على أنها حكومة إعلان حرب بسبب أعمال العدوان التي يقوم بها حزب الله، الذي أصبح أداة للقتل والدمار ضد السعودية ويشارك في كل الأعمال الإرهابية في المملكة»، على حد تعبيره.

وهذه التصريحات كانت قد بعد اتهام السعودية بإن حزب الله يقوم بتهريب اسلحة من لبنان عبر سوريا وايران إلى الحوثيين في اليمن.

وكانت ازمة داخلية قد اندلعت في لبنان اثى إعلان الحريري استقالته في 4 تشرين الثاني الماضي بصورة مفاجئة عبر خطاب متلفز من السعودية، شن خلاله هجوما حادا على إيران و«حزب الله».

السابق
إسرائيل تحاكي السياسيين اللبنانيين: الاستفزاز من أجل التطبيع؟
التالي
أزمة الجدار الفاصل بين لبنان واسرائيل بانتظار وساطة طرف ثالث