أزمة الجدار الفاصل بين لبنان واسرائيل بانتظار وساطة طرف ثالث

إسرائيل تباشر ببناء الجدار، رغم التأهب اللبناني الدبلوماسي والعسكري. إلى مدى ستتطور الأمور؟

باشر العدوّ الإسرائيلي بناء الجدار الفاصل الذي كان قد اعلن عنه على حدوده مع لبنان في خرق واضح للقرار 1701، هذا الإنتهاك وحّد من جديد الرؤساء الثلاث في موقف رافض لأي تعدّ على الأراضي اللبنانية.

هذا وقد أعلن مجلس الدفاع الأعلى الأمس، في بيان صدر عنه بعيد اجتماعه في القصر الجمهوري أنه “يعطي الغطاء السياسي للقوى العسكرية لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي على الحدود في البر والبحر”.مؤكّدا أن “الجدار الإسرائيلي في حال تشييده على حدودنا، يعتبر اعتداء على سيادتنا وخرقا للقرار 1701”.

اقرأ أيضاً: عين حزب الله على الجدار العازل ومستوطنة المطلة

وفي وقت تصرّ إسرائيل على تنفيذ مشروعها رغم حجم الإعتراضات وتبرّر ضرورته الأمنية بأنه يمنع تسلل عناصر حزب الله إلى أراضيها بحال اندلعت حرب جديدة. وفيما يزعم العدوّ إن الجدار يقع بالكامل في أراضيه، تشدد الحكومة اللبنانية على أنه إعتداء على سيادتها خصوصا أن الجدار سيقام على الخط الأزرق، وهو يتطابق مع خط الحدود الدولية الجنوبية للبنان في قسم كبير منه، ولكن توجد فوارق في عدد من الأماكن. لذلك يتحفّظ لبنان على 13 نقطة عند الخط الأزرق ويعتبر أن إقامة إسرائيل للجدار الفاصل عند هذه النقاط هو خرق للقرار 1701.

وتشهد المنطقة الحدودية إستنفار أمني من الجهتين، بعد هدوء دام منذ حرب تموز 2006. فكيف ستتطور الأمور، وهل يمكن أن تصل إلى صدام عسكري بين الطرفين؟

في هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع العميد المتقاعد نزار عبد القادر الذي أوضح أن لبنان لديه وجهة نظر فيما يتعلّق بترسيم الحدود، مشيرا إلى أن هناك 3 خطوط مختلفة للحدود اللبنانية – الفلسطينية. وهي خط رسم أثناء وجود الإنتداب الفرنسي والبريطاني في لبنان وفلسطيني، وخط آخر رسم في مرحلة لاحقة عام 1949 يسمّى “خط الهدنة” وهو يختلف ببعض النقاط عن الخط الذي سبقه.

نزار عبد القادر

أما الخط الثالث هو الخط الأزرق فرسم تنفيذا للقرار 1701وهو الذي وضعته الأمم المتحدة عام 2000 بعد الإنسحاب الإسرائيلي بعد مناقاشات وخلافات طويلة بين الجانبين المتنازعين”. لافتا أن”الخط الأزرق يختلف مع الخط الحدود الدولية كما يعرفها لبنان بـ 13 نقطة “.

وشدّد على أنه “لا يمكن لإسرائيل بناء الجدار قبل حلّ هذه الإشكاليات على الـ 13 نقطة”. ورأى أنه “قبل التحدث عن قوى عسكرية لا بدّ من إعطاء فرصة لنوع من الوساطة عبر طرف ثالث وإن لم تحلّ هذه المشكلة على لبنان أن يتخذ القرار المناسب في المرحلة المقبلة”.

هذا وإعتبر عبد القادر “لكن ليس هناك في الواقع من سبب كي تتوتر الأمور وتصل إلى حدّ الإشتباكات العسكرية سيما أن مخاطر إندلاع حرب ستكون مدمرة بالدرجة الأولى على لبنان. ولا بدّ من فتح المجال لحوار هادئ وقرارات عقلانية وإستعمال وساطة دولية تتمثل بطرف دولي يمتلك سلطة التفاوض والدعوى إلى العقلانية كأميركا”.

من جهة ثانية، رأى العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات أنّه” أوّلا لا يمكن الفصل الجدار عن التهديدات الإسرائيلية بشأن “البلوك9” رقم التي تراجعت عنها لاحقا”. وفيما يتعلّق بالجدار قال”إسرائيل تستفيد من الوقت الضائع من خلال بناء الجدار عبر مراحل متقطعة، فيما جرى إجتماع في الناقورة منذ 3 أيام بين ضباط إسرائيليين ولبنانيين والأمم المتحدة التي طمأنت الجانب اللبناني بأن بناء الجدار سيتوقف، إلا أن إسرائيل إستأنفت أعمال البناء”.

اقرأ أيضاً: الاعلام الاسرائيلي يكشف عن زيارة «خليفة خامنئي»الى جنوب لبنان

وافترض جابر ” أن الموقف اللبناني لن يسمح ببناء الجدار، مشيرا إلى أن لبنان يعمل على مستويين إذ إعلن التعبئة العسكرية وكذلك دبلوماسية”. هذا وأشار إلى أن الجدار ليس فقط إعتداء على القرار 1710كما وصفه مجلس الدفاع الأعلى بل إحتلال وإعتداء على الأراضي اللبنانية”.

هذا وذكّر جابر بسابقة حادثة العديسة حين قُتل آنذاك جندي إسرائيلي، وتساءل هل سيباشر لبنان بإستخدام السلاح لمنع الجدار؟ ليجيب “أستبعد هذا الأمر لأن لبنان ليس هدفه أن يفتعل صدام مع إسرائيل إنما فقط منع قيام الجدار”. وذلك بحسب معادلة في العلم العسكري “إظهر القوّة حتى لا تستعملها”.

وأشار “أن مشكلة الجدار يجب أن تحلّ خلال أسبوع لأنه أمر ملح، إما من خلال الضغط دولي أو بالتحدّي عسكري “.

السابق
الدعوى ضدّ السبهان: قانونية… أم سياسية لتخريب العلاقة مع السعودية؟
التالي
وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان دعا إلى انسحاب جميع الميليشيات من سوريا