هل أنت ضد تدخل عالم الدين بالسياسة؟

الشيخ حسن مشيمش
أكتب إليك من دولة فرنسا دولة الدستور والقانون والمؤسسات الدولة الديمقراطية العلمانية.

أنا انسان أؤمن بلا حدود بالدولة العلمانية الديمقراطية الليبرالية بوصفها الدولة الأنجح في حماية حقوق الإنسان، وفي التنمية الساحرة التي يَسَّرت حياة البشرية في كل الحقول تيسيراً يشبه المعجزات النبوية، ومن كان مثلي ديمقراطيا وعلمانيا وليبيرالياً من الطبيعي أن يؤمن بوجوب إقصاء رجل الدين، وعالم الدين، وفقيه الدين، وأحزاب الدين، عن الدولة ومؤسساتها كافة أي عن سلطتها التشريعية، وسلطتها القضائية، وسلطتها السياسية، ولا يُسْمَح له أن يكون ممثلا للشعب في هذه السلطات ، ولا أن يفرض ممثلين نيابة عنه فيها، ولا يُسْمَح له أن يقوم بتشكيل حزب سياسي ديني مطلقا ، نعم له الحق في اتخاذ موقف سياسي ينحاز فيه للمظلوم ضد الظالم، وينحاز فيه للشفافية ضد الفساد ، وللفضيلة ضد الرذيلة ، وللصادقين ضد الكاذبين، وللأمناء ضد اللصوص.

إقرأ أيضاً: حرية الرأي وحزب الله: الشيخ حسن مشيمش إنموذجا (1/2)

ولماذا أرفض تدخله في مسار مؤسسات الدولة؟
لأن الفقيه ، وعالم الدين ، وأحزاب الدين ، إن ملكوا سلطة سرعان ما تتحول عندهم إلى مخالب، وأنياب، وحوافر مرعبة مخيفة تفتك – ( وباسم الله ) – بكل دستور، وقانون، وحقوق، وتنمية وبناء وديمقراطية، لأن جماجمهم محمولة ومحشوة بفتاوى، ومفاهيم ، وأفكار تتناقض مع أوضح معاني العدالة والحرية السياسية والفكرية، وإن فقه الفقهاء فقه ظلامي ليس فيه إلا القليل القليل من النور، فقه وفقهاء ومتفقهون ما زالوا يؤمنون إلى هذا اليوم بالتقسيم المرعب الذي لا يبقى معه أي معنى من معاني العدالة الإنسانية ما زالوا يؤمنون بفقه يُسَمُّونه شريعة الله!!!
بأن الإنسان ينقسم إلى مؤمن
وملحد أو كافر أو فاسق!
وإلى مسلم وكافر مسيحي أو يهودي!
وإلى مسلم شيعي ومسلم سني!!!
وإلى شيعي هاشمي وشيعي عامي!!
وهذا التقسيم كما تعلم يا صديقي يترتب عليه تمييز بالحقوق المالية والحقوق المعنوية مع امتيازات بيولوجية للعرق الهاشمي وفق فتاوى فقهاء الحوزات!!
وانت تعلم ذلك يا صديقي علما يقينيا وتخفيه عن الإنسانية تقية!!

إقرأ أيضاً: ماذا تقول الفعاليّات الشيعيّة عن حرية النقد في قضية الشيخ مشيمش(2/2)

وتعلم بأن فقه الحوزات ما زال إلى يومنا هذا يؤمن بكراهية التعامل مع الأكراد لأنهم بالأصل قوم من الجن!
كما ورد عن الإمام جعفر الصادق – ( على حد زعمهم !!!!! ) –
وأنا وأنت على يقين بأن جعفر الصادق بريء من نحو / 90 % / من فقه الحوزات ، وفقهاء الحوزات ، وأحزاب الدين .

وتعلم يا صديقي وتعلم ، وتعلم ، وتعلم يقيناً ما هو أفحش من هذه الفتاوى وأبشع، ويتم تدريسها في الحوزات بوصفها علوم الله!!!
وعلوم الرسول!!
وعلوم أهل بيت الرسول!!
وهم أبرياء من أكثريتها مما لا شك في ذلك.

السابق
نظام جمال أنور حسني السيسي
التالي
فرصة التغيير ممكنة اذا تحققت الوحدة