لماذا تتهم روسيا أميركا بتزويد المعارضة سلاح «ستينغر»؟

من يسمح اليوم للمعارضة السورية باستخدام سلاح جديد فتّاك، ومن منع هذا السلاح سابقا؟ ولماذا الرهان على هذا السلاح اليوم؟ وما فائدة عدم السماح للمعارضة باستخدام هذا النوع السلاح اليوم، بعد تقسيم شبه رسميّ بالمناطق السورية؟

في متابعة لأخبار سوريا، يرى المراقبون ان ثمة شيء كبير يحصل فيما يتعلق بثوار الغوطة الذين يستعملون أسلحة جديدة متطورة. فالقذائف المتطورة التي يستعملها ثوار الغوطة اليوم على عكس الوضع السابق، ربما تهدف الى إظهار النظام السوري عاجزا عن حماية نفسه وحماية المدنيين.

مصطفى فحص

وفي اتصال مع المحلل السياسي، مصطفى فحص، قال لـ”جنوبية” ان “السلاح بيد المعارضة السورية موجود منذ سنوات، ولكن ضغوطا سياسية منعت هذه المعارضة من استخدامه”. وعن امكانية انقلاب المعادلة لصالح المعارضة بعد وصول السلاح الجديد إليها؟ يقول فحص “هناك من يراهن على تغيير ما، والذي جرى هو على الأرجح اختبار للمعارضة بحجم التزامها بالتعليمات حول كيفية وحدود استخدام الصواريخ، وهو اختبار للروس حول كيفية تعطيلهم لأية خطوة مستقبلا.

ويؤكد فحص،  في تحليل له، ان “السلاح موجود منذ سنوات، والمعادلة حتى الآن ثابتة”. ويرى انه “في حال تكررت عملية استخدام الصواريخ المضادة للطائرات في سوريا، وهو ما سيضاعف الهمّ الروسي من المقتلة السورية، في حال أثبتت التحقيقات أن الصاروخ الذي أسقط القاذفة الروسية «سو-25» من نوعية «ستينغر» الأميركية، ما يثير التساؤلات حول كيفية وصول هذا النوع من الصواريخ للمعارضة، وما سيجبر الروس على تغيير كثير من تكتيكاتهم العسكرية التي ستجبر طائراتهم الحربية على التحليق على ارتفاعات شاهقة، خوفاً من التعرض لهذا النوع من الصواريخ الفتاكة، ما سيفقدها عامل المناورة والقدرة على ضرب أهدافها بسهولة، وهذا ما قد يؤمن للمعارضة المسلحة وضعية دفاعية جيدة تساعدها على الصمود بوجه الهجوم الذي تنفذه روسيا جواً، وإيران براً، ضد محافظة إدلب”.

إقرأ ايضا: العزّي: مشكلة السعودية مع السيسي وليست مع مصر

خالد العزي

بالمقابل يقول الخبير الاستراتيجي، خالد العزي، لـ”جنوبية”: “ان تزويد المعارضة بسلاح صاروخي “ستينغر” محدود، بما يقارب عشر صواريخ لردع الهمجية الروسيّة بأن الحلول لا تفرض بواسطة سلاحها الخاص، وإنما يوجد سلاح يقلب المعادلة، كما حصل مع طائرة أدلب التي تعتبر رسالة واضحة، وهنا يمكن القول إن الذي زوّد قد يكون الاميركي او بموافقة الأميركي على شراء كميّة صغيرة ومحدودة من هذا النوع من السوق السوداء عن طريق تركيا او الاْردن”.

ويضيف العزيّ، ردا على سؤال، بالقول: “مهمة الأميركي ارباك روسيا في عدد من المحاور، ووضعها في رأس الهرم مع كوريا والصين في مؤتمر نزع التسليح في جنيف، حيث قال مندوبها روبرت وود ان أميركا لن تترك التهديدات النووية تمرّ بشكل عادي، وستعمل على تطوير ترسانتها الذرية والتصديّ لروسيا والصين وكوريا وإيران” .

إقرأ ايضا: بين الهلال الإيراني والهلال الشيعي…أين أصبحت حدود إيران؟

ويتابع العزيّ “بعد “سوتشي” حاولت روسيا ان تبيع المؤتمر، بالسماح لها بفرض حلّها، لكن الجانب الآخر كان أقوى في عملية عدم الاستجابة، ومحاصرة المؤتمر، وتخفيض مستواه. وبالتالي، كان الاميركي حاضرا، عبر اعادة النظر بدور المعارضة السورية، وتزويدها بسلاح حاد، يساعدها على قلب المعادلة، وتشكيل خطر على روسيا، وارباكها. لان المطلوب إرباكها واستنزافها ماليّا، وعدم إعطاء بوتين أي نصر في معركته الانتخابية التي انطلقت، وسيكون مردودها سلبيا على روسيا وقيادتها. وبالتالي استمرار ان المعارك  في سوريا يستنزف روسيا ماليّا، ويجعلها ترضخ للشروط الاميركية التي وضعتها في “قمة العشرين”. وهذا يعني ان روسيا ستفاوض على سوريا ودورها المحدود، وليس على مجموعة مشاكل عالقة. من هنا كانت واشنطن تزّود “الستينغر”، وفي حال التصعيد يكون الحال شبيه بحالة أفغانستان وصواريخ “الستينغر” الذي دفع الى انهيار الاتحاد السوفياتي هناك”.

فهل ستبقى المعارضة السورية المحقة رهن السياسات والصراعات الغربية على ارضها وكيف ستستثمر الدعم الغربي لها؟

 

السابق
اللقاء الثلاثي ينزع فتيل الأزمة ويبحث بحلحلة مرسوم الترقيات
التالي
#احمد_جرار: هشتاغ تحية لروح شهيد فلسطين